أعدادك المجانية

895#

إستشراف المستقبل

السلام عليكم أشكر لكم جهدكم واتمنى لكم دوام التوفيق ، هل من الممكن أن يتم توضيح مفهوم استشراف المستقبل وماهي منهجياته وطرقه وأساليبه والمنظور العلمي والعملي فيه؟ وأن كان هناك أية كتب أو ملخصات أو فيديوهات أو مواقع توضح الموضوع وتزيد من المعرفة والمعلومات بالموضوع, كون الموضوع جديد وله أبعاد مستقبلية. مع جزيل الشكر لكم

الإجابة

استشارة إدارية من فريق الكوتشنج في إدارة للاستشارات والتدريب إجابة على سؤال: معنى استشراف المستقبل والفرق بين الاستشراف Foresight والتوقع Prediction. ما معنى استشراف المستقبل وما أهمية استشراف المستقبل ؟ هذا ما يجيب عنه المستشار الإداري.

أصبح التفكير المُبّكِّر  فيما سيأتي مستقبلاً أكثر أهمية من أي وقت مضى حيث يموج عالمنا المعاصر بالتغييرات المتلاحقة والتشابكات الكبيرة بين الظواهر والأحداث المختلفة مما يؤدي إلى ازدياد الحاجة يومًا بعد يوم إلى فهم معنى استشراف المستقبل في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والعلوم والتكنولوجيا، وازدياد حجم المعارف المُتاحة، وسهولة مشاركتها واختراقها، إذْ تتضاعف المعرفة حاليًا كل 18 شهراً، ولا زالت المدة تتناقص ومن المُتَوَقَّع في المستقبل القريب أنْ تتضاعف المعرفة كل 12 ساعة.

كما أنَّ كفاءة التكنولوجيا تتضاعف كل سنتين تقريبًا،  ولقد انتقلت سرعة المعالجات في الكمبيوترات من اثنين إلى نحو ستة وستين ألفًا في خلال 30 سنة فقط، أي تَضاعفت خلال هذه المدة حوالي ثلاث وثلاثين ألف مرة. وهذا التزايد بشكل مُتصاعد مُذْهِل هو السر  وراء التغيير السريع في حياتنا، ما يحدونا إلى طرح سؤال استراتيجي واستشرافي: ما معنى استشراف المستقبل ، وما أهمية استشراف المستقبل.

يَحصل  أحياناً نوع من الخلط  لدى البعض ما بين مفهوم التخطيط الاستراتيجي والتخطيط بالسيناريوهات من ناحية، و معنى استشراف المستقبل من ناحية أخرى، ولا بُدَّ هنا أن نُؤَكِّد أنهما لا يتعارضان وإنما يُكَمِّلان بعضهما، حيث تنبع أهمية استشراف المستقبل من اعتبار الاستشراف مصدراً للمعلومات لكل من الحكومات والمؤسسات لتشكيل المستقبل أو صنع المستقبل كما يقال، ومن ثم اتخاذ القرارات السليمة، وتَغْيير الاستراتيجيات الحالية في ظل مُخرَجات عمليةِ استشراف المستقبل النابعة من مؤشرات ومفهوم و معنى استشراف المستقبل.

استشراف المستقبل هو مهارة عملية تنطوي على استقراء التوجهات العامة في حياة البشرية، التي تُؤثِّر، بطريقة أو بأخرى في مسارات الأفراد والمجتمعات، ولا يَهْدف الاستشراف، إلى التَكَهُّن بتفاصيل أحداث المستقبل للأفراد أو للمجتمعأو للإنسانية جمعاء،لا بل رسمُ نَهْجٍ استباقي واعتماد سيناريوهات يُمكن تحويلها إلى واقع ملموس يرتقي بالعمل المؤسسي على أُسُسٍ ومعايير مبتكرة، ترتكز على النتائج المُحَقَّقَةِ لتحقيق أعلى معدلات رضا المتعاملين وسعادة الناس، وتحديد الاتجاهات بعيدة المدى، وتخيل مستقبل مرغوب فيه، واقتراح استراتيجيات تحقق الأهداف، مع الأخذ بعين الاعتبار التدابير الواجب اتخاذها وتصحيح الانحرافات إذا حدثت.

تنبع أهمية استشراف المستقبل من كونه وسيلة منظمة لتشكيل وصنع المستقبل،  وأسلوب منهجي وتشاركي لتطوير استراتيجيات وسياسات فعالة من أجل المستقبل واتِّخاذ القرارات والتَّصَرُّف من خلال محاولات نظامية  للنظر في مستقبل العلوم والتكنولوجيا والمجتمع والاقتصاد، وتفاعلاتها، من أجل تعزيز المنفعة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

تزداد الحاجة إلى أهمية استشراف المستقبل يومًا بعد يوم نظرًا للأسباب التالية:

  • التغيير المتسارع وخاصة في مجال التكنولوجيا: حيث تُعتبر الثورة التكنولوجية (انترنت، كمبيوتر، هواتف نقالة،بريد الكتروني، برامج مكتبية)  مُحرك رئيسي لعمليات التغيير وجَعْلِ العالم مكانًا أصغر بكثير .

  • العولمة والمنافسة الشديدة: منذ أن انتقلت أسواق الثورة الصناعية من المحلية إلى الوطنية إلى الدولية إلى متعددة الجنسية إلى العالمية وقريبًا سوف تكون أنظمة افتراضية.  أدَّى هذا التنافس إلى زيادة التعقيد، وتَسريع الانتاج وانتشارللخدمات، و تحفيز الإبداع والتعلّم على المستوى العالمي. ويُعتبر التطور التكنولوجي والعولمة من أهم مُحركات التغيير الدافعة إلى استشراف المستقبل

  • تَحوُّل وتغيرُّ الافتراضات المسبقة.

  • .عدم استقرار كبير في جميع مظاهر الحياة

  • ظهور أساليب عمل جديدة.

  • ازدياد حجم المعارف المتاحة وسهولة مشاركتها واختراقها.

  • التغيرات الاقتصادية: ومثال ذلك، الأزمات الاقتصاديةـ، إصدار تشريعات جديدة تُؤثِّر على الأوضاع الاقتصادية، تغيُّر أسعار العملات.

  • التغيرات السياسية: ومثال ذلك، تغيُّر الأنظمة الحاكمة في المناطق المحيطة، وصدور التشريعات السياسية.

  • التغيرات الاجتماعيي: مثال ذلك، تغيُّر دور المرأة في العمل والمجتمعات.

  • التغيرات البيئية: ومثال ذلك،التلوث، التغيرات المناخية، واستخدام المصادر البديلة.

  • التغيرات الفكرية والنفسية: ومثال ذلك، تغيرُّأساليب التفكير والتحليل.

وتحقق عملية استشراف المستقبل عدداً من المنافع منها:

  1. جمع المعلومات حول التطورات المحتملة على المدى الطويل، ومدى ارتباطها بقرارات الحاضر، وفهم التحديات والفرص، وتوضيح الرؤية والأهداف، وإعادة النظر في المشكلات والقرارات المتخذة.​​​

  2. تقديم رؤى استراتيجية، وخلق إحساس مشترك بالالتزام بهذه الرؤى بين جميع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين بغية تعريف صناع السياسات بالاتجاهات المستقبلية بحيث تكون القرارات التي يتم اتخاذها من قبلهم أكثر إدراكًا للتطورات الأطول أَمَدًا وكيفية ارتباطها مع قرارات السياسة الحالية.

  3. بناء شبكات لجمع الأشخاص من مختلف القطاعات والمؤسسات المشاركين في تشكيل مستقبل ذي موضوع خاص. حيث يتوجب جمعهم كي يعملوا على رؤاهم وتقييماتهم للمستقبل.

  4. تطوير القدرات بشكل واسع عبر المنطقة أو الحكومة أو المؤسسة، وتطوير "ثقافة الاستشراف"، وتشجيع الإبداع والإبتكار في المؤسسات.

  5. يعطي نظرة شاملة للاحتمالات الأطول أمدًا من خلال تقديم معلومات حول خيارات محددة يجب ( أو لا يجب) أنْ نتخذها اليوم (مثلا، تلك التي قد تُحِدّ من خياراتنا لبعض السنوات في المستقبل).

  6. تشجيع أصحاب المصلحة على توحيد القوى لتحقيق أهداف مشتركة بدلاً من الصراع فيما بينهم.

  7. الاستعداد بشكل أفضل للآثار الإيجابية والسلبية للتطور الاجتماعيالاقتصادي والعولمة.

آليات وأساليب و معنى استشراف المستقبل:

هناك آليات وأساليب عديدة للقيام بعملية استشراف المستقبل، وتستطيع كل مؤسسة أن تختار الأسلوب الذي تراه أكثر ملاءمة لطبيعة عملها، ولكن مهما اختلفت الأساليب فهي تدور في ذات الفلك وتحقق ذات النتيجة، وهي رسم خارطة المستقبل. ومن هذه الأساليب ، تصميم السيناريوهات، وتقنية دلفي، والنماذج والمحاكاة ،والعصف الذهني، ورصد الاتجاهات والتوقعات،ودراسة الفرضيات والخرائط الذهنية.

ومن أكثر هذه الأساليب استخداماً  وشيوعاً السيناريوهات وتقنية دلفي.

السيناريوهات عبارة عن وصف تمثيلى للأوضاع والأحداث المحتملة الوقوع. وعندما نتكلم عن سيناريوهات المستقبل فإننا نَقصد بها ذلك الوصف التمثيلى لأبعاد المستقبل الممكنه بدءاً من الوضع الراهن وبلوغًاالى نقطة محددة فى المستقبل حيث تَسمح السيناريوهات لمتخذي القرار القيام  بتنظيم ودراسة المتغيرات الهامة وعزلها واحدًا تلو الآخر لدراسة أثرها واستشفاف أهميتها بغية اتخاذ القرارات المناسبة. ووضع حلول استباقية للتحديات نابعة  من إدراك واقعي لحقيقة أن بوابات المستقبل مفتوحة على مختلف الخيارات.

يمكن وضع السناريوهات من خلال الحطوات التالية:

  1. تحديد فريق واضعى السيناريوهات: يتم اختيار أعضاء فريق واضعى السيناريوهات بعناية بحيث تتوفر فيهم الشروط والكفاءات المطلوبة.

  2. تحديد بؤرة السيناريوهات: حيث يقوم الفريق بتحديد القرارات المصيرية الاستراتيجية للمؤسسة وتحديد البؤرة التى تَصب فيها هذه القرارات والمركِز الذى تدور حوله والعوامل التى توثر عليها والتى تعتبر بمثابة الأحداث المحرِّكة للسيناريوهات.

  3. تحديد الأحداث المحركة: التعرُّف على مُحَرّكات السيناريووتحديدها خلال اجتماعات وجلسات العصف الذهنى.

  4. التعرف على تأثير خمسة أنواع من الأحداث المحركة هى الأحداث (الاجتماعية والتقنية والاقتصادية والبيئية والسياسية).

  5. تحديد نقاط الترجيح:منح كل من أعضاء الفريق عددًا متساويًا من النقاط التى يُوزِّعها كل مشارك على الاحداث المحركة تبعًا لرويته الشخصية لأهمية الحدث المحرك، وفى النهايه يتم جمع النقاط التى يَحصل عليها كل محرك يلي ذلك ترتيب محركات السيناريو تبعًا لدرجة الأهمية.

  6. وضع مصفوفة التأكُّد والتأثير:يجب أنْ تكون هناك معايير محددة تصنف الأحداث المحركة على أساسها بغرض إزالة التعقيد، مما يُمَكِّن واضعى السيناريو من التركيز على القليل الهام منها .وهناك مُحوران أساسيان لتصنيف الأحداث المحرِّكة وهما درجة التأثيرودرجة التأكد.

  7.  أما تقنية دلفي فهيوسيلة اتصال منظمة بين مجموعة مختارة من الخبراء وأصحاب الاختصاص في ميدان مُعين أو قضية معينة تهدف لاستشراف ودراسة التوجهات المستقبلية عبر العمل التعاوني المنظم لاقتراح الحلول المناسبة لمشكلة معينه دون الحاجة إلى الاجتماع أو المواجهة فيما بينهم.

يتم القيام  بتنفيذ تقنية دلفي من خلال خطوات رئيسية هي :

  1. تشكيل الفريق الذي سيشرف على متابعة تطبيق التقنية،ويشمل غالبًا المنسق/المنسقين، محلل/محللين.

  2. اختيار مجموعة من الخبراء وأصحاب الاختصاص اللذين سيتم استشارتهم بالموضوع مثار الاهتمام (لا يتوجب على الخبراء التواصل فيما بينهم وإنما يتم التواصل من قبل المنسقين فقط(.

  3. تحديد الاسئلة التي سيتم توجيهها للخبراء والمختصين وإرسالها لهم.

  4. استقبال مساهمات الخبراء والمختصين وتحليل جولة الاستجابات الأولى من قِبَل المنسقالمنسقين

  5. يتم إرسال الأسئلة مرة أخرى مع الملاحظات التي أُثِيْرَت بشأنها والتحليل الذي تم القيام به، واستقبال مساهمات الخبراء والمختصين وتحليل جولة الاستجابات الثانية من قِبَل المنسق/المنسقين.

  6. تكرار الخطوات السابقة حتى الحصول على توافق نسبي بالرأي بين الخبراء والمختصين بما يَتعلق بالموضوع مثار الاهتمام.

  7. تحضير التقرير النهائي من قِبَل المنسقين والمحللين لعرض استنتاجات الخبراء والمختصين على القيادة العليا.

ملخصات كتب مقروءة pdf وصوتية Audio حول أهمية استشراف المستقبل ومعنى استشراف المستقبل:

·فك طلاسم الإدارة: ومفاتيح التغيير المؤسسي الناجح

·الإدارة بالسيناريوهات: السفر إلى المستقبل

·ابدأ من النهاية: التخطيط بالهندسة العكسية لتعظيم وتسريع نمو الأعمال

·العظمة اختيارالازدهار رغم الحظ والفوضى وطول الانتظار

·الإدارة في ظل الغموضالاستراتيجية المستقبلية والنظرة الثاقبة 6/6

·الرؤية الضبابيةمجاراة سرعة التغيير في اقتصاد السوق المتداخل

·استشراف المستقبل وصناعته

·استشراف المستقبل: أربع خطوات لتحليل الماضي وقراءة الحاضر واستبصار المستقبل

 

مع تحيات
إدارة الاستشارات والتدريب

www.edara.com

تطبيق إدارة.كوم   Edara.com App

فريق إدارة للاستشارات والتوجيه

بتاريخ 13/11/2023