الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
تمضي بنا الحياة وتفتح لنا أبوابها حتى نجد أنفسنا عالقين عند نقطة ما بين غمضة عين وانتباهتها. ويتأرجح بعضنا صعوداً وهبوطاً، ويميناً ويساراً، ونتخبَّط بين هذا وذاك إلى أن نقف على أرض صلبة، ولكن يبقى السؤال: لماذا نقع في شراك هذه الأنماط المتكرِّرة؟ وما الذي يحول دون مضيِّنا قدماً؟ لا تشرِد بذهنك بعيداً، فالإجابة أقرب مما تتصوَّر!
العقل هو الرأس المدبِّر لكل ما نخوضه في حياتنا، إذ تصوغ أدمغتنا الطريقة التي نفكر، ونتأمل، ونتفاعل، ونعيش بها. وتُظهِر بحوث العقل البشري أن نسبة 60 إلى 80% من المرضى يزورون أطباء الرعاية الأوَّلية بسبب اضطرابات متعلقة بالقلق، وأن 75 إلى 98% من الاضطرابات العقلية والجسدية والسلوكية تنبثق من طريقة إدارتنا لأفكارنا، أو بالأحرى سوء إدارتنا لها. وتسلِّط هذه النسب الضوء على أهمية التحكُّم في أفكارنا حتى نحيا في وئام وننعم بالسلام.
صراع الأفكار
تخوض أدمغتنا حرباً ضروساً لا ندرك أبعادها كل يوم، إذ تتصارع الأفكار الإيجابية والسلبية لتنتصر الأخيرة في أغلب الحال، وفي ضوء التعقيدات والضغوط المتزايدة التي نشهدها في العقود الأخيرة، لا عجب أن تكون الأمراض النفسية الناتجة عن الأفكار السامَّة هي آفة هذا العصر، وإذا تأمَّلنا طبيعة هذه الأفكار سنجد أنها تُصنَّف إلى ثلاث فئات:
1. الشعور بالعجز
2. الشعور بضعف تقدير الذات
3. الشعور بانعدام الحب والتقدير
تنحسر جميع التصوُّرات التي ينسجها العقل في واحدة من هذه الأفكار الثلاث، أو بالأحرى الأكاذيب التي نقع في شراكها ويدفعنا العقل إلى تصديقها في معظم الأحيان. تكمن خطورة هذا التفكير السام في قدرته على تشويه الحقائق وخلق واقع مزيف.
وإذا كنا ضعفاء بالدرجة التي تدفعنا إلى تصديق منطقه ودوافعه، فقد نجد فيه بعض المعقولية ونرضخ له كواقع لا لبس فيه، ومن ثم نعيش كضحايا لعالم مليء بالأكاذيب، وهنا تكمن الخطورة الكبرى، لأننا قد نبدأ في العيش داخل هذا الواقع المشوَّه، مقتنعين تمام الاقتناع أن تلك الأفكار والمشاعر السلبية تمثِّل حقيقتنا.
ولكي تبدأ خطواتك الأولى في رحلة التعافي عليك إدراك أن كل تلك المخاوف، والشكوك، والقلق، والألم الذي تشعر به ليست سوى انعكاسات لهذا التفكير السام، ولا تمثل شخصيتك أو قيمتك الحقيقية، أي أن هذه المشاعر ليست جزءاً من جوهرك، بل هي عوائق مؤقتة يمكنك التغلب عليها.
التحرُّر من فوضى الأفكار
لكي تخفض صوت أفكارك السلبية وتفسح المجال أمام الأفكار الإيجابية البنَّاءة، تحتاج إلى إعداد خريطة ذهنية تمكِّنك من التفكير في تسلسل أفكارك، وتعزِّز وعيك بمشاعرك ومحفزاتها، ما يمكِّنك من التعرف على أنماط التفكير التي تؤدي إلى تلك المشاعر السلبية، ومن ثم معالجتها بشكل أكثر فاعلية. تبدأ رحلة التعافي بأن تُمسك قلمك وتفتح دفتر يومياتك، ثم تبدأ في اتباع الخطوات التالية لتوجيهك خلال هذه العملية التي ستعلمك كيفية تتبُّع الأفكار من مصدرها إلى تأثيرها في حالتك العاطفية، وتمنحك فهماً أعمق لنفسك.
بهذه الطريقة ستتمكَّن من تحليل الأفكار التي تسيطر على عقلك وتحديد ما إذا كانت تلك الأفكار بنَّاءة أم مدمِّرة:
• الخطوة الأولى: في منتصف صفحة فارغة، اكتب الشعور الذي يسيطر عليك حاليّاً سلبيّاً كان أم إيجابيّاً؛ كالخوف أو السكينة أو الغضب أو التوتر أو غير ذلك. أهم ما في هذه الخطوة أن تكون صادقاً مع نفسك دون تجميل أو تحوير لمشاعرك. وفور أن تنتهي، ارسم دائرة كبيرة حول الشعور المسيطر عليك. ابدأ بعد ذلك في رسم بعض الأسهم المتفرِّعة من الدائرة، واكتب عند نهاية كل سهم الموقف أو العامل أو الدافع الذي أسهم في توليد هذا الشعور؛ كالالتزامات الأسرية، أو ضغوط العمل، أو الحالة المادية، أو غيرها، وضعها داخل دوائر صغيرة. بالقرب من كل دائرة صغيرة، اكتب كيف يسهم هذا العامل في توليد الشعور الأشمل. قد يكون تأثيره مباشراً أو غير مباشر، وقد تشعر بأنه يضغط عليك بطريقة معينة أو يزيد من حدة القلق أو التوتر الذي تشعر به.
استمر في هذه العملية حتى تكتب كل العوامل الممكنة التي تحفِّز شعورك الأساسي. على سبيل المثال: إذا كان أحد العوامل هو العمل، فقد تكتب بجواره: "ضغط العمل الزائد يجعلني أشعر بالتوتر وعدم القدرة على الإنجاز".
وإذا كان متعلِّقاً بالمسؤوليات المنزلية، قد تكتب: "مسؤولية تربية الأطفال تزيد من شعوري بالإرهاق وتمنعني من تخصيص بعض الوقت لنفسي". بمجرد الانتهاء من كتابة جميع العوامل، ستبدأ في رؤية النمط الكامل الذي يربط بين تلك العوامل والشعور الأساسي، ما يساعدك على تكوين فهم أعمق لدوافع هذا الشعور ومعزِّزاته.
• الخطوة الثانية: بعد الانتهاء من كتابة ما يدور في ذهنك في دفتر يومياتك، اجلس مع شخص تثق به وتحدث معه عن كل الأمور التي كتبتها. قد يكون هذا الشخص صديقاً مقرَّباً، أو أحد أفراد أسرتك، أو مرشداً يقدم لك الدعم. الهدف من هذه الخطوة هو الحصول على توجيه أو منظور خارجي حول ما تشعر به، فربما يساعدك الحوار المفتوح والصادق على رؤية الأمور من زاوية مختلفة، فضلاً عن ترتيب أفكارك وتخفيف الضغط النفسي، فمن خلال مشاركتك لهذه الأفكار والمشاعر مع شخص آخر، قد تتمكَّن من اكتشاف حلول جديدة أو طرق للتعامل مع التحديات التي تواجهها. وفي بعض الأحيان، قد يكون مجرد الحديث بصوت عالٍ عن مشاعرك كافياً لتفريغ التوتر والبدء في تحقيق الصفاء الذهني.
• الخطوة الثالثة: ما الهوايات أو الأفكار التي تشغل بالك؟ أجب عن هذا السؤال من خلال دراسة الأنماط والمواضيع الشائعة التي تَكرَّر ظهورها في دفتر يومياتك. قد تجد أنك تنشغل بأفكار معينة بشكل متكرر، أو تواجه تحديات معينة بشكل دائم، مثل مشاعر العجز أو ضعف تقدير الذات. راجع ما كتبته وحاول أن تحلِّل الأنماط وتميِّز بين ما هو حقيقي وما هو غير ذلك حتى يتسنَّى لك اكتشاف القصة التي نسجها عقلك حول هويَّتك وحياتك.
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com:
-
ملخص كتاب السمو pdf حقق ذاتك وغاياتك واترك أثراً طيباً في حياتك
-
قراءة الأفكار وسبر الأغوار pdf كيف تفهم الناس وتكتشف نواياهم
-
ملخص كتاب عش حرّاً طليقاً pdf توقف عن التعلق بالآخرين واهتم بنفسك
-
الجبل هو أنت pdf التحول من تدمير الذات إلى قيادة الذات
-
حب الذات PDF قوة المرأة الناعمة وجوهر حب الذات
-
ملخص كتاب اعرف ماسلو pdf فهم الآخرين وإدارة الأولويات والانسجام مع الذات
-
عصر العزلة وقطع الاتصال: كيف نتواصل ونتفاعل في عالم يتشرذم pdf
-
التغيير الحقيقي: تواصل مع ذاتك لتتعافى وتتخلص من القلق pdf
-
أفكار ستغير أفكارك: بريانا ويست بين شفافية الشعراء وعمق الفلاسفة