الرئيسية / المقالات

حب الذات

قوة المرأة الناعمة وجوهر حب الذات

بقلم : كريستين نيف 2024-06-23

حب الذات و التعاطف مع الذات
يشير التعاطف مع الذات إلى قدرتنا على العمل من أجل أنفسنا، وتقبلها رغم عيوبها، وتقديم العناية الفائقة لها، والتخفيف من آلامها. وعندما يبلغ الإنسان أسمى درجات التعاطف مع الذات، يكون حينها قادراً على غمر العالم بإنسانيته وتعاطفه. ولعل علاقة الأم بطفلها الرضيع خير تجسيد للتعاطف مع الذات. فلا يهمها إن كان يبكي من دون توقف أو يتقيأ على ملابسها الجديدة ستظل تحبه من دون شروط.

هذا بالضبط ما يشعر به الإنسان المتعاطف مع ذاته، حيث يحتضن مشاعره المتضاربة بحب وامتنان تماماً كما تحتضن الأم رضيعها الباكي. وبهذه الطريقة نركز أقل على المشاعر التي تكتنف تجاربنا، سواء كانت مؤلمة أو مزعجة أو محبطة، ونهتم أكثر بطريقة اتصالنا بها وتجاوبنا معها.

نتعلم بمرور الوقت كيف نتواجد من أجل أنفسنا بطريقة جديدة. وبدلاً من الاستغراق في آلامنا، نحنو على أنفسنا التي تصارع الألم. هذا الاعتناء بالنفس هو ما يولد لدينا الشعور بالأمن والقبول. وعندما نفتح قلوبنا لاستيعاب زلاتنا، تنمو بذرة التعاطف الذي يشفي بدوره جراحنا.

أولويات المرأة
لا ينبغي أن نولِّي احتياجات الآخرين أهمية تفوق تلك التي نعطيها لاحتياجاتنا على النحو الذي تُجبر النساء عليه في مجتمعاتنا. فإن ظلت المرأة تستمد قيمتها وشعورها بالاستحقاق من مساعدة أبنائها، أو شريك حياتها، أو أصدقائها، أو أفراد أسرتها، أو زملائها في العمل، أو أي شخص آخر عداها، سرعان ما سيخبو حماسها وتفقد هويتها في خضم ذلك.

لا شك في أن العطاء فضيلة من فضائل النساء، ولكنه لن يحقق مبتغاه ما لم يشملهن أولاً. وإن ظلت المرأة تُعطي بلا مقابل، سنساهم في تكوين نظام اجتماعي لا يعترف بقيمة المرأة في حد ذاتها؛ وإنما يقر بها فقط كعضو مساند أو مشارك، ومن ثم يحول دون تحقيقها لأفضل إمكاناتها.

الجهد الذي تكرسه المرأة لمن حولها دون اعتراف بأهمية احتياجاتها يحمل بين طياته مشقة نفسية وجسدية. إذ تتحمَّل المرأة على عاتقها معظم الأعباء المنزلية، ورعاية الأطفال والكبار، حتى وإن كانت تعمل بدوام كامل تماماً مثل زوجها. تتراكم هذه الضغوط لتسفر عن توتر وإحباط.

عندما توجِّه المرأة جزءاً من تعاطفها تجاه نفسها، تتغير أولوياتها ونظرتها للحياة بشكل عام. ولا يعني هذا أن تتخلى عن باقي أدوارها، وإنما تمارسها بشكل أكثر اتزاناً ومن دون تهميش لاحتياجاتها. والأهم من ذلك أن تضع هذه الاحتياجات نصب عينيها بينما تتخذ القرارات المتعلقة بقضاء الوقت، وتوزيع المال، وتكريس الاهتمام. فالمسألة تبدأ بتحديد أولوياتها واهتماماتها في الحياة ثم مواءمة الممارسات الحياتية بما يتماشى مع هذه الأولويات.

كوني أفضل نسخة من نفسك
عندما تُولي المرأة نفسها العناية المطلوبة وتُجنِّبها المشقة والعناء بكافة أشكالهما، سيتولد لديها حافز طبيعي لتحقيق أحلامها والتخلص من المعوقات التي تعترض طريقها، ومن ثم تتحول إلى أفضل نسخة ممكنة من نفسها.

أبرز معوقات حب المرأة لذاتها هو اعتقادها بأن جلد الذات هو السبيل الوحيد لتلافي الكسل والفشل. وينشأ هذا الاعتقاد من سوء فهمها لجوهر التعاطف مع الذات. صحيح أن الجانب الفطري من تعاطف المرأة مع ذاتها هو ما يساعدها على تقبُّل نفسها رغم عيوبها، ويُذكِّرها بأنها تستحق الحب رغم تقصيرها، وبأنها جديرة في حد ذاتها بالرعاية والإحسان، ولكن هل يتنافى ذلك مع احتياجها للتخلص من العادات غير الصحية، والسعي لبلوغ أهدافها، والسعي لتطوير إمكاناتها وتحقيق أفضل ما لديها؟ بالطبع لا.

فصراع المرأة للتخلص من المعاناة والتهميش واللامساواة لا بد من أن يكون حافزاً لها للمضي قدماً وبلوغ أهدافها - ليس من منطلق الشعور بالنقص وعدم الكفاءة، وإنما من منطلق تقدير الذات والتعاطف معها.

للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com

تأليف:
كريستين نيف: هي أستاذ مساعد في قسم التنمية البشرية بجامعة تكساس، أوستن.

Title: Fierce Self-Compassion: How Women Can Harness Kindness to Speak Up, Claim Their Power, and Thrive.
Author: Kristin Neff
Publisher: Harper Wave
Pages: 384
ISBN: 978-0062991065

بقلم : كريستين نيف