أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

كيف تدير مديرك؟

بقلم : نسيم الصمادي 2015-01-22

كيف تدير مديرك؟
كيف أدير مديري في العمل ربما يكون أهم وأصعب سؤال في بيئة الإدارة على مر العصور!
فعندما تفكر أو تشعر بأنك في حاجة إلى إدارة مديرك المباشر أو التعامل مع رئيسك في العمل، فهذا يعني أن أحدكما أو كليكما غير فعَّال. فالتفكير في طرق وأساليب إدارة المدير هي من المداخل التي نستخدمها في إدارة التغيير، والتي تعني أنك لست راضياً عن الوضع القائم نظراً إلى وجود سلبيات، أو أنك تطمح إلى تحسين الأداء والإنتاجية مدفوعاً بما يحدوك من طموحات.
عندما تحاول إدارة مديرك المباشر في العمل، فأنت تحاول تغيير سلوكه من خلال التأثير فيه تأثيراً إيجابياً. وقد حددت – حتى الآن – خمس طرق لتغيير السلوك للإجابة على سؤال كيف تدير مديرك؟ وهي:
  • الجراحة: أي إجراء عملية جراحية في مخ المدير لإعادة تصنيعه، وهذه طريقة سهلة إذا كنت جراحَ مخ وأعصاب، وتملك السلطة "القاراقوشية" لفعل ذلك.
  • الصدمة: أي أن تدعو الله أن يتعرض مديرك لصدمة نفسية أو بدنية شديدة تجعله ينتبه فجأة وبعمق شديد إلى هِناته ونقاط ضعفه، فيتعاطف معك ويغير سلوكه لكي يرتاح منك، أو يريحك.
  • الإكراه: أي القوة الجبرية، كأن تشتكيه إلى مديره الأعلى أو إلى القضاء وتحصل على حكم قطعي يجبره على التراجع عما لا يرضيك، ويصبح ملاكاً أو عبداً مطيعاً يقول لك: "شبيك لبيك".
  • النُّصح: أو الإفادة الراجعة بأن نواصل إلقاء الدروس والعظات وسرد الحكايات دون كلل أو ملل، وهذه هي الطريقة الأسهل، لكنها الأطول.
  • القدوة: وهي الطريقة القيادية الأكثر فاعلية، ولكنها لا تؤتي أُكلها إلا مع من يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ؛ ولكن أيضاً – ويا للمفارقة – لا يستطيعها إلا الأذكياء عاطفياً.
وبما أن القدوة هي المدخل الإيجابي الأعمق تأثيراً في إدارتنا لمديرينا، فهذا يعني أولاً أن إدارتك لمديريك لا تختلف أبدًا عن إدارتك لموظفيك. عليك بدايةً ونهايةً أن تعي سلوكك أنت، لتتمكن من إدارة ذاتك. فأنت مثل مديرك – أو حتى لا تغضب – فإن مديرك مثلك؛ يخطئ ويصيب، ويغضب ويهدأ، ويعتقد دائماً أنه على حق، ويعلن على رؤوس الأشهاد كل يوم خمس أو عشر مرات أنه يريد تحسين الأداء. وهو مثلي ومثلك؛ يعتقد جازماً أن أخطاء الآخرين تنبع غالباً من عيوبهم الداخلية، وأن أخطاءه تنتج دائماً من مشكلات وظروف خارجية.

المديرون مثل الموظفين؛ أوقاتهم محدودة، وأعصابهم مشدودة. وهم ليسوا ملائكة من الأطهار أو من الأبرار ولا شياطين من الأشرار. فهم يغفلون ويحلمون، يبكون ويضحكون، يُحجِمون ويبادرون؛ مدفوعين بفطرتهم الإنسانية وطبيعتهم البشرية.
فإن راودك سؤال: كيف أدير مديري؟ فإن كل ما تستطيع فعله هو أن تدير علاقتك مع مديرك بطريقة إيجابية، وهذه مسؤوليتك أنت، لأن المسؤولية تقع دائماً على من يُدركها لا على من يَتركها.

أفضل من كتب في إدارة المدير كمدخل للتغيير هو الدكتور جون كوتر مؤلف الكتاب الرائع: عندما يذوب الجليد وكتب: قيادة التغيير و سرعة التغيير و جوهر للتغيير. وهو يرى أن الخطوة الأولى لإدارة مديرك هي أن تعرف نفسك، ثم أن تتعرف على أهدافه الشخصية والمؤسسية، ونمطه في التعامل والعمل، ونقاط ضعفه لكي تغطيها، ونقاط قوته لكي تمتِّنها؛ فتمكنها. فإدارتك لمديرك يجب أن تستند إلى تفكيرك وتوجهك وسلوكك الإيجابي؛ وهذا يعني أن تذهب إليه: لتسأل لا لتجيب، ولتسمع لا لتقول، ولتعطي لا لتأخذ، ولتَحُل لا لتُعقِّد، ولتُيسِّر لا لتُعسِّر، ولتمزح لا لتمدح، ولتحاور لا لتناور، ولتبادر لا لتغادر.
 
نقدم لك دليل عملي حول: كيف تدير مديرك
ملخص مقال هارفارد بيزنس ريفيو Managing Your Boss
By John Gabarro and John Kotter. Harvard Business Review. January 2005. Page 92.
ربما يبدو سؤال: كيف تدير مديرك أو كيف أدير رئيسي في العمل سؤالاً غريباً للوهلة الأولى، بسبب أسلوب الإدارة التقليدي والذي يطبق في أغلب المؤسسات.  فمن الناس من لا يدرك أهمية تكوين علاقة جيدة بين الموظف ورئيسه في العمل إلا لأسباب وصولية أو انتهازية أو شخصية. ولكننا لسنا بصدد (مسح الجوخ)، بل نستخدم تلك العبارة لنعبر عن عملك الواعي مع رئيسك بغرض تحقيق أفضل النتائج لك وله وللمؤسسة التي تعملان بها.
أثبتت البحوث الجديدة أن المدير الناجح يحرص على تكوين علاقة طيبة مع مرؤوسيه. وأن هناك مديرين موهوبين يتجاهلون مثل هذه العلاقة رغم إشرافهم على العديد من الموظفين والمنتجات والأسواق والتقنيات. في حين أن بعض الموظفين والمرؤوسين يتخذون مواقف سلبية من ذلك التجاهل مما يؤدي في إلى شروخ في العلاقة والمؤسسة.
افهم رئيسك  
تتطلب إدارتك لرئيسك أن تفهمه جيدا. وهذا يعني أن تقدر أهدافه وتدرك حجم الضغوط التي يواجهها، ونقاط قوته وضعفه.
  • ما هي أهداف رئيسك الشخصية والمؤسسية؟ وما هي الضغوط التي عليه مواجهتها، وخصوصاً من قبل رئيسه أو زملائه؟
  • ما هي لحظات تألق مديرك وفتور حماسه؟
  • ما هو أسلوب مديرك في العمل؟
  • هل يفضل الحصول على المعلومات عن طريق المذكرات أم المكالمات الهاتفية أم الاجتماعات؟
 
بدون تلك المعلومات، لن تستطيع فهم رئيسك، وسيبدو لك مثل الكتاب المغلق ويصبح الوقوع في مشكلات سوء الفهم والصراعات الجانبية أمراً محتوماً.
افهم نفسك
يشكل مديرك أو رئيسك نصف العلاقة، وتشكل أنت النصف الآخر أو النصف الثاني الذي يمتلك القابلية لتحسين العلاقة وتطويرها. ويتطلب تكوين علاقة جيدة بينكما معرفة حاجاتك وأسلوبك ونقاط قوتك ونقاط ضعفك.
إدارة العلاقة
عندما يتبلور فهمك لذاتك ولرئيسك، تستطيع أن تجد أسلوب العمل الذي يناسبكما سوياً، وذلك من خلال توقعات واضحة ومتبادلة، فيساعدكما ذلك على زيادة الإنتاجية.  وهذه بعض عناصر العلاقة بين الرئيس والمرءوس:
تأكد من فهمك لرئيسك وبيئته، ويتضمن ذلك:
  • الأهداف والغايات.
  • الضغوط التي يتعرض لها.
  • نقاط القوة والضعف ولحظات الانكفاء والانطفاء.
  • طريقة العمل المفضلة.
 
حدد احتياجاتك واعرف ذاتك وطور معرفتك بذاتك Self Awareness، وذلك يتضمن:
  • نقاط القوة والضعف.
  • الأسلوب الشخصي.
  • النزوع إلى السلطة والاعتماد على اللوائح أو قوة الشخصية.
 
تطوير علاقة جيدة:
  • التوفيق بين حاجاتكما وأسلوبكما.
  • تبادل المعلومات والتوقعات.
  • إحاطة الرئيس بكل شيء.
  • الاعتماد الثقة والأمانة.
  • استثمار وقت الرئيس وموارد المؤسسة جيدا.
 
الرؤساء مثلهم مثل الموظفين، معرضون للخطأ.  وقتهم محدودة وليسوا بالضرورة عباقرة، وقد لا يملكون علما موسوعيا ليجيبوا عن كل سؤال ويحلوا كل مشكلة.  كما أن المديرين ليسوا أعداء أشرار ولا ملائكة أبرار.  فهم مثل بقية الخلق لهم حاجاتهم ورغباتهم ومشكلاتهم.  ولذلك فإن علاقتك برئيسك هي مسئوليتك أنت وليست مسئولية مديرك أو حتى مدير مديرك.
تحميل كتاب كيف تدير مديرك pdf تأليف جيفري جيمس. كتاب كيف تدير مديرك مرشد ودليل عملي لإدارة علاقاتك بمديرك وزملائك في العمل ومع رؤسائك وعملائك. يرى جيفري جيمس في كتاب كيف تدير مديرك أنك يجب أن تفهم مديرك أولاً لكي تستطيع أن تدير علاقتك بمديرك أو تطلب منه ما تريد فيستجيب لك ويلبي طلباتك.
اقرأ المزيد حول كيف تدير مديرك و كيف تتعامل مع رئيسك في العمل على منصة إدارة.كوم Edara.com وستجد أيضاً ملخصات كتب صوتية وملخصات ومقالات واستشارات مقروءة :

بقلم : نسيم الصمادي