أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

الثبات الانفعالي وإدارة المشاعر

فن القيادة الاستثنائية والأداء المتميز

بقلم : آلان واتكينز 2024-06-11

التحكم في المشاعر
هل سألت نفسك يوماً من أين تأتي السعادة؟ سعادتك مرهونة بحالتك العاطفية وقدرتك على ضبط مشاعرك. وتأثير المشاعر على الصحة والأداء العام يتجاوز تأثير الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية. فعندما تتعلم إدارة مشاعرك، ستتجنب التوتر والاكتئاب وغيرهما من المشاعر السلبية التي تغذي أمراض القلب. صحيح أن التحكم في الأحداث المحيطة من أقوال وأفعال يقع خارج سيطرتك، ولكن طريقة تجاوبك معها هي التي تصنع الفارق.
عندما تتجاوب مع الفشل والفقد والانفصال والطرد وغيرها من الأحداث المؤلمة من منظور عاطفي إيجابي، سيختلف وقعها عليك كلياً. فأمراض القلب لا تنتج عن الأحداث المفجعة أو حتى المأساوية؛ وإنما من استجاباتنا المثقلة بالتوتر والهلع تجاهها. 
الفشل في إدراك المشاعر أو إدارتها يمكن أن يؤدي إلى قرارات سيئة أو متهورة نتحمَّل تباعتها في الحاضر والمستقبل. على سبيل المثال، قد تؤدي ردود أفعالك تجاه تجربة غير سارَّة مررت بها في طفولتك إلى تحفيز مشاعر تؤثر على قراراتك بعد عقود بشكل تلقائي. وحده الوعي العاطفي قادر على تأهيلك لتجاوز هذه الاستجابات اللاواعية. وكلما أتقنت إدارة مشاعرك، تسنَّت لك الفرصة للتجرُّد من التحيزات التي تقوِّض قدرتك على اتخاذ قرارات سليمة من دون أن تشعر.
الوعي العاطفي
يمكنك تعزيز وعيك بمشاعرك خطوة بخطوة من خلال الاحتفاظ بمذكرة مُخصَّصة لتسجيل مشاعرك الإيجابية والسلبية على مدار اليوم. ويمكنك التمييز بين المشاعر المتقاربة من خلال وصف الأحاسيس التي تعتريك بدقة؛ الأمر الذي يساعدك على التعرف عليها بسهولة فضلاً عن استشراف المشاعر الوشيكة ومعالجتها في قلب الحدث بدلاً من الاستغراق فيها على مستوى الشعور والتفكير. ويمكِّنك هذا المستوى من الوعي العاطفي من الاستجابة للأحداث المختلفة بطريقة بنَّاءة في مقابل الاستسلام لليأس.
ضبط المشاعر في بيئة العمل
تحث النظريات الإدارية العتيقة القائمة على التحكم وفرض السيطرة على قمع المشاعر أو حتى تجاهلها غير آبهة بما ينتج عن ذلك من ضغوط متفاقمة وقرارات خاطئة. وتعتمد معظم المؤسسات نظام المكافآت والعقوبات كأداة لفرض السيطرة على أداء الموظفين. ويستند هذا النظام إلى افتراض أن إدراك الموظفين العقلاني للنقود والامتيازات وحرصهم البديهي على تجنب العقوبات هو ما يحفز أداءهم. 
من ناحية أخرى، تنجح الأنظمة الإدارية التي تقوم على الإقرار بمشاعر موظفيها وتقبلها ومعالجتها في توحيد الأفراد والفرق حول هدف واحد، واستثمار المواهب على مستوى عاطفي أكثر قوة وعمقاً. وتحتاج المؤسسات إلى ترسيخ ثقافة تقوم على تكوين العلاقات الصادقة، والتواصل الجيد، وفهم الدوافع، والتسامح مع الأخطاء.
إذا كللت مساعيك بالقيم والمعاني والأهداف، ستتجرَّد من قيود العمل مدفوعاً بقوتك في كبح جماح مشاعرك. كما تستطيع أن تطلق العنان لإمكانات فرق العمل في مؤسستك عندما تخاطب جانبهم العاطفي ليكون التزامهم بمسؤولياتهم مبنياً على قناعة وجدانية ومنطقية بدلاً من الترهيب المادي والإكراه العاطفي.
المهارات العاطفية و القدرات العقلية
يمكنك اعتماد آلية مكونة من أربع خطوات تجمع بين القدرات العاطفية والعقلية لشحذ تفكيرك وحل المشكلات المعقدة:
• توقّف عن أي شيء تفعله وركز على الشعور الذي يتسلل إلى قلبك.
• تنفَّس ببطء وانتظام لتولد شعوراً بالاسترخاء والهدوء.
• استشعر السكينة بينما تتسلل إلى جسدك.
• أعد تنشيط عقلك تجاه المشكلة قيد الحل. 
بهذه الطريقة يتسنى لك التجاوب مع المشكلة بحالة ذهنية أكثر إيجابية ونضارة وابتكاراً. تدرب على هذه الخطوات البسيطة لبضع دقائق حتى تصل إلى نقاء الذهن وجلاء الفكر وتبتكر حلولاً وأفكاراً غير مسبوقة.
التعاطف مع الآخرين هو أقصر الطرق لتحسين قدراتك العاطفية واختبارها، ويبدأ التعاطف بالاستماع. عوِّد نفسك على الاستماع الجيد للآخرين وترك ما يلهيك عنهم حتى يفصحوا عن مكنون أنفسهم بأريحية. كرِّر ما قالوه لتؤكد على انتباهك الصادق وحرصك على فهم وجهة نظرهم دون تحيز أو أحكام. وتذكَّر أن التعاطف طريق ذي اتجاهين؛ أي أن ما تزرعه اليوم ستجنيه في الغد. 
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com 

تأليف:
آلان واتكينز: الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Complete الاستشارية المتخصِّصة في إعداد القادة.

Title: Coherence: The Science of Exceptional Leadership and Performance
Author: Alan Watkins
Publisher: Kogan Page
Pages: 256
ISBN: 978-1398601208

بقلم : آلان واتكينز