فجر كل شيء

ملخص كتاب فجر كل شيء

كان الإنسان ولا يزال الشغل الشاغل للكُتَّاب والفلاسفة والمُفكّرين على مرِّ العصور. ولما كانت التغيُّرات التي طرأت على المجتمع الإنساني منذ حالته البدائية إلى الحداثية صادمةً ومُبهرة، فقد استفزّ الأمر المُنظِّرين للبحث في أشكال المُجتمعات الإنسانية وتغيُّراتها لمعرفة أصل المشكلات التي نعاني منها في زمننا الحاضر. يقدِّم كتاب "فجر كل شيء: تاريخ جديد للإنسانية" رؤيةً جديدة تتعارض مع الرؤية التي قدَّمها "روسو" في القرن الثامن عشر، والتي تُفَّسِر مشكلات التمييز واللامساواة وتراها نتيجة حتمية للثورات التكنولوجية التي مرّت بها الإنسانية، بدءاً من الثورة الزراعية، ومروراً بالثورة الصناعية، وانتهاءً بالثورة المعلوماتية؛ وأيضاً مخالفة "هوبز" لـ "جان جاك روسو"، الذي قدَّم سردية مُناقضة حول أصل الشرور في الإنسان فصارت نظريته أساساً للنظرية السياسية الحديثة.

يطرح كتاب "فجر كل شيء" العديد من التساؤلات حول السِمات المُتأصلة في الإنسانية، ويُعيد تعريف مفهوم الحضارة الذي ظل مرتبطاً في أذهاننا بالمدنية وتكوين الدولة. كما يذهب لتكوين صورةٍ جديدة حول المجتمعات الإنسانية البدائية، التي عاشت حياةً أكثر حريةً وإثارةً من التي نعيشها اليوم، بهدف استعادة الحريات التي فقدتها الإنسانية مع الانغماس في الهرمية والطبقية والعنصرية والانسياق خلف بيروقراطية الدولة الحديثة.