أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

الأرباح أولاً

كيف تحوِّل مشروعك من مركز خسارة إلى مركز ربح ومصدر للإيرادات

بقلم : مايك ميخايلوفتش 2025-01-16

يُشكِّل بدء الأعمال التجارية وإدارتها تحدياً كبيراً أمام العديد من رواد الأعمال. فلم يعد النهج التقليدي لتحقيق الربحية مؤدياً للغرض أو مواكباً لتطورات سوق العمل، ولهذا تُعاني المؤسسات التي تتبناه وربما تضطر إلى تصفية أعمالها خلال سنواتها الأولى. للتغلب على هذه المشكلة بشكل فعّال، يتعيّن على رواد الأعمال تبنِّي منظور جديد لإدارة الشؤون المالية لأعمالهم، مما يتطلب إحلال تغيير جوهري في كيفية التعامل مع الأرباح لتتربع على رأس الأولويات بدلاً من كونها مجرد مبلغ متبقّ بعد تغطية كافة النفقات. بهذه الطريقة تتحول الأعمال التجارية إلى أداة لتحقيق الأرباح منذ اللحظة الأولى.
تغيير معادلة الربح
تعتمد نماذج العمل التقليدية على معادلة بسيطة: المبيعات مطروحاً منها النفقات تساوي الأرباح. إلا أن هذه المعادلة تنطوي على أوجه قصور وثغرات تدفع المؤسسات إلى تخصيص كم هائل من الأموال إلى فئة النفقات دون تحديد القدر المناسب من الأرباح.
تتأصل هذه المسألة في نزعتنا إلى استخدام الموارد المتاحة لأقصى درجة ممكنة فيما يعرف بظاهرة "قانون باركنسون". يشير هذا القانون إلى أن "العمل يتوسع ليملأ الوقت المتاح لإنجازه". بعبارة أخرى، كلما زاد الوقت أو الموارد المتاحة لإنجاز مهمة معينة، زاد احتمال استخدام كل هذا الوقت أو الموارد، حتى لو لم تكن ضرورية بالفعل. يتجلى هذا القانون بشكل خاص في سياق الأعمال حيث يميل الأفراد والشركات إلى استهلاك جميع الموارد المتاحة بدلاً من استخدامها بكفاءة أو تخصيص جزء منها للأولويات الأخرى مثل الادخار أو الربح، مما يعوق تخصيص الأرباح ويؤثر سلباً على الاستدامة المالية.
يلعب تأثير الأولوية Primacy Effect دوراً محورياً في هذا السياق. تشير هذه الظاهرة النفسية إلى ميل الأفراد للتركيز على المعلومات التي تُعرض عليهم أولاً بشكل أفضل من المعلومات التي تأتي لاحقاً. ولهذا يركز رواد الأعمال بشكل أكبر على المبيعات أو الإيرادات، لأنها أول ما يتبادر إلى أذهانهم عند التفكير في النجاح المالي، بينما يهملون التفكير في الأرباح التي تأتي في النهاية. 
ولهذا تقترح المعادلة المُعدّلة للربحية طرح الأرباح أولاً من الإيرادات قبل احتساب النفقات لضمان أن يكون الربح جزءاً أساسياً ومضموناً منذ البداية.
الحسابات الاستراتيجية ودورها في إدارة الشؤون المالية
يمكن اتباع نهج عملي لتطبيق استراتيجية "الأرباح أولاً" من خلال إنشاء حسابات بنكية متعددة تسهم في الإدارة الفعالة للشؤون المالية. بدلاً من تجميع كل الأموال الخاصة بالأعمال في حساب واحد، يساعد فصل الأموال إلى حسابات مستقلة لأغراض مختلفة على تبسيط الإدارة المالية بشكل كبير. تشمل الحسابات الأساسية حساباً للإيرادات، وآخر للأرباح، وحساباً لتعويضات المالك، وحساباً للضرائب، وحساباً للمصاريف التشغيلية.
عند تخصيص الأموال في هذه الحسابات، يمكن للشركات التحكم في الإنفاق بفعالية أكبر وإبقاء أوضاعها المالية تحت السيطرة. على سبيل المثال، الأموال المحوّلة إلى حساب الأرباح تُخصَّص للتوزيع المستقبلي ولا تُستقطع منها أي أموال للمهام التشغيلية. يساهم هذا الأسلوب في تتبّع الوضع المالي والحد من استخدام الأموال المخصّصة للأرباح والضرائب، مما يؤدي إلى تعزيز الانضباط المالي.
التدرّج في تحقيق الربحية
يتطلب تحقيق الربحية وتعزيزها صبراً وجهداً متواصلين. وبالاسترشاد بأفضل الممارسات المطبقة في قطاع ريادة الأعمال، يمكن القول إن أفضل طريقة لتحقيق ربح متوازن هي البدء بتخصيص نسبة صغيرة من الإيرادات كأرباح، وزيادة هذه النسبة تدريجياً لضمان عدم تجاوز المؤسسات لقدراتها المالية أو تعرضها لضغوط مالية تتخطى إمكاناتها.
يُفضّل في البداية  تخصيص 1% فقط من الإيرادات كأرباح، مع تقليص النفقات التشغيلية بنسبة مماثلة، مما يسمح للشركات بالتكيف تدريجياً دون التأثير السلبي على سير عملياتها. يمكن زيادة نسبة الأرباح كل ثلاثة أشهر، مع الاستمرار في تحسين الكفاءة والتخلص من التكاليف غير الضرورية. وتساعد هذه العملية التدريجية في بناء هامش ربح مستدام وتجنّب أي أزمات مالية، مما يمهد الطريق لنمو مستقر وطويل الأمد. 
الربح لضمان الاستدامة والاحتفاء بالجهد
أحد الجوانب الرئيسية لاستراتيجية "الأرباح أولاً" هو التعامل مع الأرباح باعتبارها وسيلة للاحتفاء بالجهد والتفاني في العمل، وليس مجرد احتياطي مالي. يتحقق ذلك من خلال توزيع جزء من الأرباح على صاحب العمل على أساس ربع سنوي، لتكون بمثابة مكسب ملموس لتقدير جهوده المبذولة. تسفر هذه المنهجية عن فائدتين: أولهما إعطاء الأولوية لتحقيق الربح، وثانيهما رفع الروح المعنوية وشحذ الرغبة في الاستمرار. 
أما الجزء المتبقي من الأرباح فيجب الاحتفاظ به كدعامة مالية لمساعدة الشركة في الفترات الصعبة. ويتسنى للمؤسسات من خلال هذه الممارسة تحقيق الربحية وبناء أساس مالي راسخ لضمان النمو المستقبلي والحفاظ على الاستدامة المالية على المدى الطويل. 
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كومEdara.com  كما يمكنك استخدام إدارة شات بوت Edara Chatbot باللغتين العربية والإنجليزية لسبر أغوار ومصادر ومحتوى إدارة.كوم:

تأليف:
مايك ميكالوفيتش: متحدث مرموق ومؤلف في مجال الأعمال.

Title: Profit First: Transform Your Business From a Cash-Eating Monster to a Money-Making Machine
Author: Mike Michalowicz
Publisher: Portfolio 
Pages: 224
ISBN: 978-0735214149 

بقلم : مايك ميخايلوفتش