أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

علم إدارة التغيير

التحول مما أنت فيه إلى ما تريد أن تكون عليه

بقلم : كاتي ميلكمان 2025-01-05

التغيير جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، ومع ذلك، يعاني الكثير من الأفراد في مواجهته أو تبنيه. يعزى ذلك إلى طبيعة النفس البشرية التي تميل إلى الراحة والاستقرار، فالتغيير غالباً ما يتطلب جهداً كبيراً، ويثير القلق والخوف من المجهول. ومع أن التغيير يحمل في طياته فرصاً للنمو والتطور، إلا أن مقاومته تنبع من العادات الراسخة، والارتباط بالأمان الكامن في الروتين، والخوف من الفشل أو الانتكاس.
تكمن أهمية التغيير في كونه عاملاً أساسياً لتحقيق التقدم الشخصي والمهني. فالتغيير يمكّن الأفراد من تحسين حياتهم، وتطوير مهاراتهم، واكتساب تجارب جديدة. كما يفتح الأبواب أمام فرص غير متوقعة، ويساهم في بناء مرونة نفسية تتيح للأفراد التكيف مع المتغيرات المحيطة بهم. بدون التغيير، تبقى الحياة راكدة، وتصبح الفرص محدودة، مما يعيق النمو والتطور الشخصي والإنساني.
قد تكون معاناة الأفراد في التغيير ناتجة عن صعوبات داخلية، مثل التسويف والخوف من الفشل، إلا أن إدراك أهمية التغيير والإصرار على مواجهته هو المفتاح لتجاوز تلك العقبات وتحقيق حياة أكثر نجاحاً وفاعلية. 
الوقت الأمثل للتغيير
نميل إلى التفكير في الوقت على أنه سلسلة من الحلقات المنفصلة، مثل سنوات الدراسة الجامعية، أو الحياة المهنية، أو فترة الأبوّة الجديدة، بدلاً من النظر إليه على أنه مسار متصل. من هذا المنطلق، يصبح الانتقال إلى مرحلة جديدة هو الوقت الأمثل للتغيير، حيث يشعر الفرد بأنه بصدد بدء صفحة جديدة، مُلقياً جميع الأخطاء أو الإخفاقات السابقة وراء ظهره، ومُتحلياً بالتفاؤل لخوض تجارب جديدة. ومن ثم يتعين علينا البحث عن هذه البدايات الجديدة واستغلالها كفرصة للبدء في التغيير، حيث يكون العقل والنفس أكثر تقبلاً للتحول. 
تتعدد فرص التغيير، ومنها:
• التواريخ البارزة: تشير إلى الفترات الزمنية التي ترتبط ببداية دورات زمنية جديدة، مثل بداية عام أو أسبوع أو يوم جديد، أو أعياد الميلاد، أو الذكرى السنوية لحدث ما، والتي تعد بمثابة لحظات للتأمل في الماضي والتخطيط للمستقبل.
• الأحداث المهمة: تشمل التحولات الكبيرة التي قد يمر بها الشخص في حياته، مثل تجاوز أزمة صحية كبيرة أو الانتقال إلى بلد آخر، لحظات تتيح للفرد إعادة التفكير في أولوياته وبدء صفحة جديدة.
• إعادة الاستعداد: مفهوم يشير إلى البدء من جديد في مجال معين، سواء كان مرتبطاً بالعمل، أو الأداء الشخصي، أو حتى العلاقات، حيث نتجاهل النتائج السابقة ونبدأ من الصفر بنظرة متفائلة.
دوافع التغيير
يميل الإنسان إلى تفضيل الأنشطة التي تمنحه مكافآت فورية (مثل تناول الآيس كريم) على تلك التي توفر مكاسب على المدى الطويل (مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية) فيما يُعرف بـ "التحيُّز للحاضر" أو الخضوع للروتين. 
يشكل هذا التحيز عقبة في وجه جهود التغيير. ويكمن الحل في إعادة تصميم الأنشطة المهمة بطريقة تجعلها توفر مكافآت فورية وأكثر جاذبية، وذلك من خلال استراتيجيتين رئيسيتين: 
- الربط بين الإغراءات: وهي استراتيجية تستخدم لتحفيز الشخص على أداء مهام غير محببة عبر ربطها بنشاط مفضل – كأن تسمح لنفسك بمشاهدة مسلسل تحبه فقط أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ومن ثم تضع النشاط غير المرغوب في إطار أكثر جاذبية.
- التلعيب Gamification: يتضمن تحويل المهام اليومية أو الأهداف إلى تجارب أكثر مرحاً وتفاعلاً من خلال استخدام عناصر مستوحاة من الألعاب. قد يشمل ذلك استخدام تطبيقات تمنح مكافآت افتراضية، أو التنافس مع آخرين في تحديات مرتبطة بالهدف، أو رؤية ترتيبك على لوحة الشرف.
التخلص من التسويف
التسويف هو الصخرة التي تتحطم عليها أهدافنا ووعودنا، ولكي نتصدى لهذه النزعة، نحتاج إلى التعامل مع الإغراءات المحتملة بشكل استباقي وابتكار حصون دفاعية تحول دون وقوعنا في شراك التسويف. 
على سبيل المثال، يمكنك أن تُخطر مديرك باعتزامك الانتهاء من إعداد تقرير "اختياري" في وقت محدد كنوع من الضغط الذاتي الذي يلزمك باستيفاء هذه المهمة. كما أثبتت الدراسات أن الالتزامات "المُصغرّة المُكرّرة" أكثر كفاءة من نظيرتها "الكبيرة الأقل وتيرة" حتى وإن كانت تؤدي إلى نفس النتيجة النهائية. فأن تُلزم نفسك بادخار 5 دولارات يومياً أفضل بكثير من أن تضع لنفسك هدفاً بادخار 1,825 دولاراً في السنة دفعة واحدة.
الانتباه والتنبيه وعدم النسيان
نفشل أحياناً في تنفيذ نوايانا وتتبع التقدم المحرز في أهدافنا بسبب عدة عوامل من بينها التكاسل والتشتت، وأخطرها النسيان. لحسن الحظ، قد يكون التغلب على النسيان أسهل بكثير من محاولة التغلب على العوامل الأخرى، وذلك من خلال استخدام تطبيقات تنظيم المهام ومنبهات التذكير أو الإشعارات التي تنبهك للقيام بمهمة محددة أو نشاط معين قبل الوقت المخصص له مباشرةً، مما يساعدك على الالتزام بأولوياتك والوفاء بوعودك، ومن ثم اتخاذ خطوات راسخة في رحلتك للتغيير.
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كومEdara.com  كما يمكنك استخدام عارف شات بوت Aref Chatbot باللغتين العربية والإنجليزية لسبر أغوار ومصادر ومحتوى إدارة.كوم: 

تأليف: 
كاتي ميلكمان: خبيرة اقتصادية أمريكية تعمل أستاذة في كلية وارتون لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا، حيث تُدرس موضوعات تتعلق بالسلوك الاقتصادي وصنع القرارات.

Title: How to Change: The Science of Getting from Where You Are to Where You Want to Be
Author: Katy Milkman
Publisher: Portfolio
Pages: 272
ISBN: 978-0593083758

بقلم : كاتي ميلكمان