أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

قائد الفريق

القوى المحرّكة لنجاح فرق العمل

بقلم : سام ووكر 2025-01-02

ظاهرة التكاسل الجمعي
من أكثر الأمور المحيرة في الطبيعة البشرية أن الناس يبذلون جهداً أكبر عند العمل بمفردهم مقارنة بما يبذلونه ضمن مجموعة. يُعرف هذا السلوك بظاهرة "التكاسل الجمعي" والتي يمكن التصدي لها من خلال تعيين شخص على رأس هذه المجموعة لا يدع مجالاً للتراخي أو التواني عن العمل، وينسق الجهود المبذولة لتحقيق أعلى النتائج.
امتازت أعظم قيادات الفرق الرياضية على مدار التاريخ بالتزامهم الراسخ بتحقيق أعلى مستويات الأداء. صحيح أن معظمهم لم يكونوا الأفضل على الإطلاق من الناحية البدنية، إلا أنهم أظهروا مستوىً غير مسبوق من المثابرة والإصرار سواء أثناء المباريات أو في مراحل التدريب والتحضير. كما كانوا يحثّون فرقهم على الاستمرار في اللعب والتنافس لآخر نفس، حتى في أحلك اللحظات حيث تكون فرص الفوز معدومة. 
الروح الرياضية بمنظور جديد
الروح الرياضية هي أكثر القواعد قبولاً في عالم الرياضة. فالجميع يؤمن بأن الفوز يتحقق إما بطريقة صائبة أو خاطئة، أو بالأحرى بطريقة تمتثل للقواعد أو أخرى تتجاوزها. قائد الفريق هو من يرسي قواعد العمل ويضع الأسس والمعايير التي يتعين على فريقه الالتزام بها. وإذا نزلنا إلى أرض الواقع سنجد أن قادة الفرق العظيمة يدفعون لاعبي فرقهم إلى أعلى مستويات الأداء من دون تجاوز الحدود المهنية والأخلاقية، بينما يبدي قادة بعض الفرق استعدادهم لتجاوز الحدود من أجل تحقيق الفوز. وهنا ينبغي التفريق بين العدوانية والشراسة.
العدوانية تنطوي على نية متعمدة لإيذاء الآخرين، أما الشراسة فهي سلوك وظيفي يهدف إلى تحقيق غاية نبيلة مثل الفوز. حيث يوظف قادة الفرق العظيمة النوع الثاني لتعزيز فرص الفريق في الفوز دون مساس بالقيم الإنسانية أو انتقاص من المعايير الأخلاقية. 
القيادة من الصفوف الخلفية
يتبنى قادة الفرق الناجحة مفهوماً غير تقليدي للقيادة، حيث أنهم يتجنبون لفت الانتباه ويختارون أدواراً أكثر عملية وتواضعاً. على سبيل المثال، قد نجدهم يتولون مهام مثل حمل الماء إلى اللاعبين أثناء المباراة، مما يعكس رغبتهم في تقديم الدعم الحقيقي في اللحظات الحرجة بدلاً من السعي للاستحواذ على الأنظار.
ويفنّد هذا التوجّه الفكرة السائدة عن القائد الذي ينفرد بالصفوف الأمامية وينسب الفضل لنفسه والإنجازات لحكمته. فالقادة العظماء يميلون إلى تقليل مكانتهم بالنسبة لمجموعتهم من أجل كسب السلطة الأخلاقية التي تمكنهم من دفع الآخرين نحو التقدم في الأوقات الصعبة. فاللاعب الذي يبقى في الخلف ويمرِّر الكرة للآخرين قد يبدو دوره ثانوياً لبعض الناس، لكنه في حقيقة الأمر هو من يقود باقي الفريق ويوجه خطواته القادمة. تؤكد هذه الرؤية على أهمية القيادة من الصفوف الخلفية، حيث يكون التركيز على دعم الفريق وتحقيق النجاح الجماعي بدلاً من السعي لتحقيق المجد الفردي.
التواصل الحسي والتواصل غير اللفظي
التواصل الفعال لا يتطلب بالضرورة استخدام الكلمات المنطوقة. فالعقول البشرية قادرة على التواصل على مستوى عميق وسريع وعاطفي مع الأشخاص من حولنا بشكل تلقائي. ونلاحظ في العديد من المباريات الحاسمة قيام بعض القادة بحركات وإيماءات قد تبدو غريبة بعض الشيء بالنسبة لنا قبل بدء المباراة أو خلالها. تنطوي هذه الإيماءات على سمتين مشتركتين، أولهما أنها لم تتضمن أي كلمات منطوقة، وثانيهما أنها متعمّدة. تعكس هذه الإيماءات إيمان القادة بقوة التواصل غير اللفظي في التأثير على روح الفريق، كما تبرز قوة الترابط والتفاهم بين القائد وفريقه على نحو يمكنهم من فهم ما يدور بخلده بإشارة واحدة منه، وتبين قدرته على فهم احتياجات فريقه والتدخل في الوقت المناسب.
استعادة المكانة القيادية
تراجع دور القادة في عالم الرياضة خلال العقد الأخير. فبعض الفرق أعطت لقب "قائد" دون النظر إلى الصفات التقليدية المرتبطة بهذا الدور. وأحياناً يُستخدم اللقب كوسيلة لتعزيز الولاء بين اللاعبين، أو يُمنح لأفضل لاعب في الفريق بغض النظر عن صفاته القيادية. 
إذا تأملنا المشهد الرياضي عن كثب، سنجد أن بعض اللاعبين ضربوا نموذجاً يحتذى به في قيادة الفرق على الرغم من أن الصفات التي اشتهروا بها لا تتناسب مع ما كان يُعتبر نموذجاً للقادة في الفرق الأكثر نجاحاً. من بين هؤلاء اللاعبين روي كين – اللاعب الأيرلندي السابق الذي عُرف بشخصيته القوية وطريقة قيادته للفريق حيث كان قائداً لمانشستر يونايتد لفترة طويلة - ومايكل جوردان – لاعب كرة السلة الأمريكي الذي حاز على العديد من الجوائز، ومحمد صلاح اللاعب المصري العالمي الذي يلعب دوراً محورياً في فوز فريق ليفربول دون أن يتقلد إشارة كابتن الفريق. 
يُعد هؤلاء اللاعبون قادة بارزين في مجالاتهم، وكان لهم تأثير عظيم في عالم الرياضة من دون أن يُظهروا قدرات خارقة أو يستأثروا بالفضل فيما تحقق من إنجازات. فالقادة الناجحون لا يحتاجون إلى تهميش الآخرين للتأكيد على قدراتهم والتفاخر بإنجازاتهم، وإنما ينصب تركيزهم على الوصول بالفرق إلى قمم النجاح. أي أن القيادة الفعالة ليست محصورة في الصفات الشخصية البارزة، بل تعتمد أكثر على سمات مثل المعرفة والمرونة والقدرة على العمل مع الفريق لتحقيق النجاح المشترك.
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كومEdara.com  كما يمكنك استخدام إدارة شات بوت Edara Chatbot باللغتين العربية والإنجليزية لسبر أغوار ومصادر ومحتوى إدارة.كوم:

تأليف:
سام ووكر: نائب رئيس التحرير لقسم المشاريع في صحيفة وول ستريت جورنال.

Title: The Captain Class: The Hidden Force That Creates the World's Greatest Teams
Author: Sam Walker
Publisher: Random House
Pages: 352
ISBN: 978-0812997194

بقلم : سام ووكر