طالما اعتقدنا أن الندم على الفرص الضائعة لا يفيد، بل يزيد من خيباتنا، ويحطِّم روحنا المعنوية، ويستنزف طاقاتنا، فنعجز عن مواصلة الطريق أو التحلِّي بالأمل، ولكن هذه الفرضية خاطئة تماماً، فللندم قوَّة إيجابية هائلة، ولكننا نغفل عنها.
تعلَّم الآن بخطوات عملية مُجرَّبة مُستندة إلى علم النفس البشري في ملخص كتاب قوة الندم ، كيف تحوِّل المشاعر السلبية إلى أفعال إيجابية، وتستغلُّ خيبات الماضي في صياغة مستقبل هادف وواعد.
مسافرونعبرالزمن
كتاب قوة الندم يؤكد أن العيش في كنف الماضي والبكاء على الأطلال من صفات النفس البشرية، ولهذا يعد الندم أقوى المشاعر الإنسانية وأكثرها شيوعاً على مرِّ العصور، فمَن منَّا لم يشعر بالندم ولو لمرة على الأقل!
إذا تأمَّلت الطبيعة البشرية، فستجد أن الإنسان مسافر عبر الزمن يجيد سرد الحكايات، إذ تتمتَّع أدمغتنا بقدرة فريدة على استرجاع الماضي بكل تفاصيله، وابتكار حكايات ربما لم تحدث من الأساس، وتسمَّى هذه العملية بالتفكير المُضاد للواقع (Counterfactual Thinking).
يعتمد التفكير المضاد على تصوُّر مجرى آخر لأمور حدثت بالفعل؛ أي أن تتمنَّى لو أنك تصرَّفت بشكل مختلف في مواقف قد انتهت، ويكمن بيت القصيد هنا في عبارة “لو أنك”.
ومع ذلك شتَّان بين ندم يُثمِر وآخر يُدمِّر، فالأول يُفضي إلى انتصار، والثاني مصيره الانهيار، والخيار دائماً لك.
أهميـــةالنـــدمفـــيرصيـــدكالعاطفي
تخيَّل لو كانت مشاعرك أسهم تستثمرها في البورصة، فهل ستستثمر في سهم واحد أو اثنين فقط، أم تُوزِّع أصولك على مجموعة متنوِّعة من الأسهم؟
الاستثمار في حافظة متنوِّعة من الأسهم يُعزِّز فرص المستثمر في الربح، بينما الاستثمار في سهم أو اثنين فقط يقلِّص الربح، وقد يؤدِّي إلى خسارة أموالك.
تنطبق هذه النظرية على العواطف أيضاً، فالحافظات العاطفية تضمُّ مشاعر كثيرة ومتباينة، بعضها إيجابي، مثل الحب والمرح والحماس، والآخر سلبي، مثل الحزن، والخوف، والندم.
ولكن إذا تأمَّلت الفكر السائد تجاه الندم باعتباره شعوراً سلبياً، فستجد أن غياب الشعور بالندم يقابله تلاشي فرص النمو أو التعلم من التجارب أو إصلاح الأخطاء، ومن ثم تتضح أهمية الندم كشعور يقودنا إلى مسارات إيجابية تأتي بنتائج محمودة، ولتحقيق سعادتك، يمكنك قراءة ملخص "الحياة بكل معانيها."
كيفتحوِّلالندمإلىدافع
-1التراجُععنالأخطاء: في كتاب قوة الندم يمكنك تطبيق هذه الاستراتيجية على المواقف التي ندمت فيها على فعل اقترفته بنفسك، فهناك دائماً فرصة للتراجع عن فعلك وإصلاحه، يمكنك مثلاً تقديم اعتذار صادق لشخص أسأت إليه من دون حق.
2- النظرإلىالجانبالإيجابي: في أي تجربة مُؤسِفة لا بد أن تجد جانباً إيجابياً. على سبيل المثال: فاتتك حافلة العمل لأنك استغرقت وقتاً أكثر من اللازم في ارتداء ملابسك، ولكن حالفك الحظ، ووجدت سيارة أجرة بسرعة، وأقلَّتك إلى عملك في وقت أبكر ممَّا توقَّعت.
3-التحليلوالتخطيطالاستراتيجي: وهي الخطوة الأهم على الإطلاق، لأنها تُعزِّز النمو. أثناء هذه الخطوة، ينبغي أن تسأل نفسك: ما الذي تعلَّمته نتيجة شعوري بالندم؟ وتذكَّر أن الندم على ما فات بداية جيدة لما هو آت.