أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

تعلم اللغات بسرعة

كيف تتحدَّث أكثر من لغة في الكبر والصغر

بقلم : بيني لويس 2024-09-29

تحتل اللغة مكانة مهمة ومُؤثِّرة في حياتنا اليومية، فكيف يمكنك -من دونها- أن تعقد اجتماعاً، أو تتواصل مع أصدقائك! ومع ذلك لا يُتقن معظمنا سوى لغة واحدة، أو عدداً محدوداً جداً من اللغات، ما يضعنا في مواقف محرجة كلما سافرنا خارج البلاد. 
توصَّلنا إلى منهجية جديدة تسمح بتعلم سلس لأي عدد من اللغات الجديدة، ولا تحتاج إلى سنوات من العمل الجاد ودروس القواعد النحوية المضجرة، وستتعلَّم اللغات بسرعة وبطلاقة أكثر في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
تعلُّم أي لغة بسرعة
يُصاب معظمنا بالذعر لمجرد التفكير في تعلم لغة جديدة، ولكن لماذا؟
يتوانى معظم الناس عن السعي لتعلم أي لغة جديدة بسبب الخرافات حولها، ومنها مثلاً أن تعلم لغات متعددة يفوق قدرات بعض الأشخاص؛ بمعنى أن أطفال الآباء أحاديي اللغة غير مؤهلين جينياً ليصبحوا مُتعدِّدي اللغات، ويتذرَّع معظم الناس بهذه المغالطة كلما وجدوا صعوبة في تعلم أي لغة جديدة. 
عندما يتعرَّض الناس بشكل مُتواصل لخرافات مثل هذه، تبدأ عقولهم في تصديقها، ونتيجة لذلك يستسلمون قبل حتى أن يحاولوا، ويُمكن للخرافات أن تعرقل أهداف تعلم اللغات الخاصة بك. 
يعد تعلُّم لغة جديدة من الصفر مسؤولية كبيرة، ابدأ بتحديد مستوى الطلاقة الذي تريد أن تدركه، إن كان هدفك أن تتحدث مع الناطقين الأصليين بسلاسة وثقة، اطمح إلى بلوغ المستوى B1 أو A2 خلال ثلاثة أشهر. أما إن كنت تريد فقط أن تتجاوز مواقف مثل طلب الطعام في أحد المطاعم، سيكون المستوى A1 كافياً بالنسبة لك. 
تعلم كلمات جديدة كل يوم لإثراء قاموسك اللغوي
تضم كل اللغات في المتوسِّط نحو نصف مليون كلمة، لا عجب أن تبدو رحلتك نحو الطلاقة مُهمَّة مُستعصية، ولهذا من الضروري أن تتقدَّم تدريجياً وتكتفي ببضع كلمات في المرة الواحدة، وستظل السرعة مطلوبة عند تعلم كلمات جديدة، ومن الطرق التي أثبتت فاعليتها في هذا الشأن استراتيجية الكلمة المفتاحية، والتي تعتمد على ربط الكلمة التي تسعى لتعلمها بصورة مرئية. 
لنفترض أنك تسعى لتعلم كلمة "Gare"، والتي تعني "محطة" بالفرنسية، يمكنك أن تُكرِّرها مئات المرات حتى تلتصق بذهنك، ولكن إذا كرَّرت العملية مع كل كلمة، سيستغرق الأمر أسابيع قبل أن تتقن جملة واحدة! ليس هذا فحسب، وإنما من المحتمل أيضاً أن تنسى نصف ما تعلَّمته بعد بضعة أيام. 
إذا أردت أن تتذكَّر كلمة "Gare" على المدى الطويل، فمن الأفضل أن تربطها بصورة مضحكة أو غريبة لا يمكنك نسيانها بشكل شخصي، وبما أن هذه الكلمة تُقارب في نطقها كلمة "Garfield" تستطيع أن تتخيَّل قطة سمينة تجول في محطة القطار مرتدية بدلة وتحاول أن تصل إلى العمل في الوقت المُحدد، وبوجود هذه الصورة المرئية ستلتصق الكلمة في ذهنك بسرعة وإلى الأبد. 
واحدة من استراتيجيات التعلم السريع للكلمات الجديدة أيضاً هي التكرار المتباعد، والذي ينطوي على تعلم الكلمات الصعبة أولاً، ويعمل على النحو التالي: 
لديك قائمة بالكلمات التي ترغب في تعلُّمها، وتقضي كثيراً من الوقت يومياً في محاولة تذكُّرها. إذا بدأت كل يوم من أعلى القائمة حتى أسفلها، على الأرجح ستتذكَّر فقط الكلمات الأولى. 
الأفضل من ذلك أن تستبدل بهذه القائمة الجامدة مجموعة من البطاقات التعليمية المنفصلة. بهذه الطريقة في كل مرة تستطيع أن تتذكَّر كلمة بسهولة، يمكنك أن تضعها أسفل البطاقات، بينما تضع الكلمات التي تجد صعوبة في تذكُّرها على رأسها.
تعلم أي لغة وتكلم بطلاقة 
لكي تُسرِّع عملية التعلم، تحتاج إلى التعمق في اللغة والنطق بها من اليوم الأول، ابدأ بتقبُّل مستوى مهاراتك الحالي وتَكلَّم بكل جوارحك؛ بمعنى أن تستخدم لغة الجسد لتسد الثغرات الكامنة في قاموسك اللغوي، وهذه مسألة حاسمة لأن لغة الجسد هي أحد أهم جوانب التواصل والتحدُّث. 
لغة الجسد تساعدك على التواصل، ولكنها تلعب دوراً أهم: فبينما تُطوِّع جسدك للتعبير عن احتياجاتك، ستعتاد أكثر الثقافة الجديدة وتبدأ في التقاط المفردات من الأشخاص الذين تتفاعل معهم. 
من الاستراتيجيات الأخرى التي أثبتت فاعليتها في التغلب على معضلة نقص المفردات في معجمك اللغوي هي اختلاس النظر؛ بمعنى أن تأخذ الملاحظات أو تدوِّن قوائم بالمفردات التي يمكنك الرجوع إليها إذا خانتك مفرداتك. 
فكِّر فيها باعتبارها قائمة مشترياتك: تُذكِّرك بالأشياء التي ستحتاجها ولكنك مُعرَّض لنسيانها. يمكنك أن تُضمِّن في قائمتك تعبيرات أساسية مثل "مرحبا، كيف حالك" و"اسمي...". ثم من خلال عمل خطة دراسة، والتدرُّب على هذه العبارات قبل أن تحاول التحدُّث مع الآخرين، ستكون قادراً على التفاعل مع الناطقين الأصليين وتطوير مهاراتك منذ اللحظة الأولى.
تعلم اللغات الواحدة تلو الأخرى
هل حاولت من قبل أن تقول عبارة بلغة أجنبية فقط لتجد نفسك عالقاً في التفكير بلغتك الأم؟
حاول أن تندمج إن كنت تعيش في بلد لا تجيد لغته الأصلية، وتساعدك محاكاة هيئة السكان المحليين على الظهور كواحد منهم، ويحد من تعاملهم معك كشخص أجنبي؛ ومن ثم لن يخاطبوك باللغة الإنجليزية مباشرةً، في المقابل عندما تتحدث الإنجليزية بمعدل أقل، تكون أقل عرضة للخلط بين المفردات في رأسك. 
وهناك طريقة أخرى لتجنُّب الخلط بين اللغات، وهي أن تتعلم النطق السليم، تأمل اللغة الفرنسية مثلاً: تُنطق هذه اللغة في الغالب باستخدام مقدمة الفم، وأن تضع ذلك في اعتبارك بينما تتعلم الكلمات الفرنسية سيمُكنك تحسين لهجتك من جهة، والتمييز بين هذه اللغة وغيرها من اللغات التي ستتعلَّمها فيما بعد من جهة أخرى. 
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com:

تأليف:
بيني لويس: يتحدَّث أكثر من عشر لغات تعلَّمها بنفسه، ويُدير مدونة "طلاقة أكثر في ثلاثة أشهر" لتعليم اللغات حول العالم.

Title: Fluent in 3 Months: How Anyone at Any Age Can Learn to Speak Any Language from Anywhere in the World 
Author: Benny Lewis
Publisher‏: ‎HarperOne
Pages: 256 
ISBN: 978-0062282699

بقلم : بيني لويس