أعدادك المجانية

752#

أبحث عن مصادر حول علاقة اللغة بثقافة واتجاهات التعلم!

أقوم باعداد أطروحة دكتوراة حول علاقة اللغة بثقافة التعلم واتجاهات التعلم الحديثة وأبحث عن مصادر أو دراسات سابقة ولم أجد! هل تستطيعون مساعدتي مع الشكر هدى ابو حسين

الإجابة

عميلنا العزيز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن العلاقة بين اللغة والتعليم بالنسبة للتربويين تعتبر ذات أهمية كبرى، وخاصة أنه من المعتقد أن القصور اللغوي يمكن أن يسبب فشلاً تعليمياً أو تربوياً، ومن الصعب تجسيد ذلك لأنه من الصعب تعريف القصور اللغوي وتحديده، كما أن بعض الأطفال يعتبرون عاجزين عن الإفصاح عن آرائهم أو مشاعرهم وهؤلاء لا يستخدمون اللغة لكي يتصلوا بالآخرين بسهولة ويسر ومع ذلك فإن هذا لا يعنى أنهم لا يستطيعون القيام بذلك، أو أن تفكيرهم بالضرورة قد ضعف.

ويمكننا الآن أن نتناول بعض النظريات التي تناولت العلاقة بين اللغة والفكر على النحو التالي:

حيث يرى بياجيه أن التقدم المعرفي يحدث قبل نمو اللغة، فالنمو المعرفي (Cognitive development) يأتي أولاً، وهذا ما يجعل النمو اللغوي شيئاً ممكنا، وهو يرى كذلك أن اللغة ليست شرطاً ضرورياً للنمو المعرفي، ويؤكد بياجيه أن ظهور التمثيل الداخلي Internal representation والذي تعد اللغة احد أشكاله يزيد من قوة التفكير في المدى Rang والسرعة Speed فالأطفال يمكن أن تكون لديهم أفكار عن الأشياء والموضوعات قبل أن يستطيعوا تسميتها ومن ثم فإن عدم امتلاك الطفل للغة لا يمنعه من التفكير.

وطبقاً لما ذهب إليه بياجيه فاللغة ليست السبب في التقدم العقلي ولكنها وسيلة تستخدم في التفكير الإجرائي (Operational Thinking ) ويرى أن اللغة انعكاس للمعرفة Cognition فالأطفال يجب أن يحققوا إنجازاً خاصاً بما يسمى دوام الموضوعات Object Permance أي أن الأشياء توجد حتى لو غابت عن مجال النظر.

لذلك يعارض بياجيه أن اللغة عامة ومسئولة عن الفكر ويشير بياجيه إلى أن اللغة ما هي إلا نوع واحد من أنواع الوظائف الرمزية التي تتضمن بالمثل أقدم أشكال اللعب الرمزي والتخيل الرمزي، فالهدف الرئيسي الذي يسعى إليه بياجيه ومعضدوه، هو أنه من المستحيل على الطفل أن يفهم تعبيراً لغوياً حتى يتمكن من الفكرة الكامنة وراءه.

ويرى بياجيه أن اللغة تقوم بدور مهم وحيوي فى تطور الفكر، إلا انه يرى من الخطأ المساواة بينهما، لأن اللغة والفكر يستقلان عن بعضهما وكانت حجته في ذلك أنه إذا كانت اللغة عبارة عن وسيلة تقليدية لتمثيل الأشياء والأحداث، فإن الأطفال يجب أن تكون لديهم معرفة بمثل هذه الأشياء والأحداث وذلك قبل أن يصبحوا قادرين على تمثيلها لغوياً. ويرى بياجيه أن اللغة في المراحل الأولى من الحياة لا تعتبر شرطاً ضرورياً ولا كافياً للتفكير ومع أنها قد تصبح ضرورية للتفكير وذلك في مرحلتي العمليات العيانية والشكلية فإنها لا تزال غير كافية.

ويرى بياجيه من خلال دراسته عن اللغة والفكر عند الطفل أن هناك نوعين من الكلام يوجدان لدى الطفل هما: -

• الكلام المركزى للذات Egocentric Speech

• الكلام المكيف اجتماعياً Socialized Speech

 

أما فيجوتسكي فيرى أن الفكر واللغة يبدآن على أنهما لونان من الأنشطة المنفصلة والمستقلة، وعند سن الثانية من العمر يلتقي الفكر واللغة ويلتحمان ليعلنا بدء نوع جديد من السلوك عند هذه النقطة يصبح الفكر لفظياً والكلام عقلانياً.

وأدت حقيقة أن النظامين في البشر يمكن إلى حد كبير ترجمة أي منهما الآخر، إلى الأفكار التالية التي تؤدى بها بشأن أمكان قيام علاقات بين اللغة والفكر:

• اللغة هامة ومحددة للفكر.

• الفكر يسبق اللغة وهو هام لتطورها.

• لكل من اللغة والفكر جذوره المستقلة.

وقد ميز فيجوتسكي بين التفكير والحديث الداخلي ويرى أن الحديث الداخلي هو الذي يوجد العلاقة بين التفكير والمعاني المتضمنة في الحديث. هكذا فإن التفكير ينمو من معاني الكلمات حيث إنه من المعتقد أن الطفل يبدأ بالكلمات التي يدركها على أنها خصائص الأشياء وليس مجرد أنه هذه الكلمات ترتبط بتلك الأشياء بشكل تقليدي.

ولقد أبرز فيجوتسكي Vygotsky أهمية المجتمع في تنمية المعرفة ونمو الجوانب المعرفية وأن التعلم الموجه الذي ينادى به يتطلب فهماً لما يستطيع أن يفعله الطفل وحده، ولما يستطيع أن يعمله حين يتولاه بالرعاية معلم مستنير، والفرق بين هذين المستويين من الأداء الوظيفي هو منطقة النمو القريبة (ZPD) (Zone of Proximal Development).

بينما يرى برونر أن اللغة هي أداة التفكير ويعتقد أن النظام اللغوي للطفل يحدد الأطر العامة لتفكيره. وأنه لكي يستخدم الطفل اللغة كأداة للتفكير يجب عليه أولاً أن يخضع عالم الخبرة لمبادئ التنظيم التي تعتبر إلى درجة ما متماثلة في الشكل مع القواعد البنائية للتركيب النحوي. ويرى برونر أيضاً أن النشاط الرمزي يرتبط بأنواع معينة من المعرفة، وأن النمو المعرفي يتكون من أساليب عدة لتمثيل العالم.

وهو بذلك يرى أن الإنسان خلال تطوره أنشأ نظماً وأساليب بهدف زيادة كفاءة أفعاله، فابتكر الأدوات لتوسيع قدراته الحركية، ووضع الأدوات لتحل محل بنية جسمه الضعيفة، وأنشأ الميكروسكوب لتوسيع خبراته الحسية، وأوجد الراديو لنقل الصوت عبر مسافات، وفى قمة مهارات التصوير، اكتشف الإنسان نظام الرموز " Symbol  System " لكي ينقل من خلاله الخبرة الحسية الواقعية إلى الخبرة المتخيلة أو المتصورة في غياب الأشياء، وتتفق هذه التطورات مع مراحل نمو اللغة وهى المراحل التي صاغها (برونر) من خلال ما أسماه بأنماط أو مراحل التمثيل  " Representation "، أو التصور.

فإذا كان الطفل يقوم في المرحلة الأولى بتجميع الأحداث من خلال الاستقبال الصوتي للمدخلات الملفوظة، وكانت المرحلة الثانية هي استقبال الملفوظات الصوتية وإدراكها بالتحديد والمطابقة مع الصور الذهنية أو السردية للوقائع المحيطة بالطفل لكي ينمو من خلالها إدراكه الدلالي وتعدد نماذجه الرابطة بين الحدث اللغوي والمرجعي من أجل التفسير الدلالي، فإن المرحلة الثالثة تأتى تطويراً لذلك وترسيخاً لعملية الإدراك الذهني المثالي الذي يصل إلى حد التجريد ذلك التجريد المميز للغة الإنسانية التي تتداول الفكر والمشاعر والخيال أيضاً.

لقد ذهب " فيجوتسكى " و " بياجيه " و " برونر " إلى أن اللغة تقدم للفكر القوالب التي تصاغ فيها المعاني فاللغة وسيلة لإبراز الفكر من حيز الكتمان إلى حيز الظهور، كما أنها عماد التفكير والتأمل ولولاها لتعذر على الإنسان أن يستخرج الحقائق عندما يسلط عليها أضواء فكره، فالعلاقة بين اللغة والفكر وطيدة، حيث تقدم اللغة للفكر تعاريف جاهزة وتصف خصائص الأشياء وتساعد الفرد في عمله عن طريق تزويده بصيغ وتعبيرات مناسبة وتضع أمامه أساليب مدروسة.

وعليه لا يطلق على الكلام لغة بالمعنى العلمي إلا إذا أدى هذا الكلام وظيفة نفسية قائمة على التركيب والتحليل والتصور، والتصور الذهني ضروري قبل أن تصدر اللغة أو يصدر الكلام، كما أن معرفة اللغة ضرورة للسامع قبل أن يتم عملية التصور عنده.

بعض المراجع العربية:

 1-سهير محمد سلامة شاش ،"علم النفس اللغة "،مكتبة زهراء الشرق ،القاهرة ،الطبعة الاولى ،بدون سنة .

2-رافع النصير الزغلول وعماد عبد الرحيم الزغلول ،"علم النفس المعرفي "،دار الشروق للنشر والتوزيع ،الطبعة الاولى ،سنة 2003.

3-نبيل عبد الهادي و عبد العزيز اوحشيش ،وآخرون ،"مهارات في الغة والتفكير "،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،سنة 2005.

4-عبد القادر ابو محال ،"تنمية الاستعداد اللغوي عند الاطفال "دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان 1992.

5-ذوقان عبيدات وآخرون ،"الدماغ والتعليم والتفكير "،دار الفكر ناشرون وموزعون ،عمان ،الطبعة الاولى،سنة 2007.

6-امل الاحمد "،بحوث ودراسات في علم النفس "،مؤسسة الرسالة للنشر والتوزيع ،لبنان ،سنة 2001.

7- هدى الناشف "،استراتيجيات التعلم والتعليم في الطفولة المبكرة "، دار الفكر العربي ،القاهرة ،سنة 2001.

8-فاروق السيد عثمان ،"سيكولوجية التعلم والتعليم "،دار الامين ،القاهرة،الطبعة الاولى،2005.

بعض من خلاصاتنا التي يجب قراءتها

التعامل مع عقول الطلاب عبر مسارات متعددة: رؤى جديدة لتطوير التعليم

العدد: 54 - العدد السادس من سنة 2015 حزيران (يونيو): لتنسيق العملية التعليمية بالشكل الأمثل، لا بد للمعلم من فهم الآلية التي تستقبل بها عقول الطلاب المعلومات الجديدة، والتعرف على الخطوات التي تسبق تقديم تلك المعلومات لهم. لذا فالهدف اتعلملرئيس من هذه الخلاصة هو إطلاع المعلمين على التركيبة المعقدة لعقول الطلاب، وبالتالي تعريفهم بأهمية دورهم وخطورته، والتحديات التي يواجهونها لتأدية هذا الدور، فالخيارات والقرارات التعليمية التي يتخذها المعلم كل يوم يكون لها أثر كبير في عقول الطلاب وقدرتهم على التعلم.

ما يعرفه المعلمون الناجحون عن المخ: تحويل العلوم العصبية إلى نتائج تربوية

العدد: 51 - العدد الثالث من سنة 2015 آذار (مارس): لم نكن يومًا في أمس الحاجة إلى العلوم العصبية وأبحاث المخ التي تتناول كيفية حدوث عملية التعلم بقدر ما نحن بحاجة إليها حاليًا. لكن بما أن المعلمين غير مدرَّبين على استخدام أو تطبيق هذا النوع من الأبحاث، يتطلب الأمر تعاون المختصين في علم الأعصاب وعلم النفس المعرفي لتقييم طرق إجراء هذه الأبحاث، وكذلك تفسير تفاصيلها ونتائجها. تعرف من خلال هذه الخلاصة على أفضل الممارسات التي توصي بها هذه العلوم في التدريس، وأهم أسرار وإمكانات المخ، وكيف يمكن استثمارها لتطوير العملية التعليمية.

الذكاءات المتعددة وتطبيقاتها في الفصول الدراسية والتنمية البشرية

العدد: 45 - العدد التاسع من سنة 2014 أيلول (سبتمبر): يتمتع الإنسان بأنواع متعددة من الذكاء تتنوع بين الذكاء اللغوي والرياضي والموسيقي والاجتماعي وغيرها من الذكاءات، إلا أن نوعين فقط منها استحوذا على اهتمامنا في نظم التعليم التقليدية وأغفلنا الأنواع الأخرى، رغم أنه بإمكاننا مضاعفة فرص نجاح الطلاب لو وُظفت هذه الذكاءات، وسنوفر نسيجًا اجتماعيًا يلتحم فيه الجميع مهما كانت اختلافاتهم. اقرأ هذه الخلاصة، وتعرف على أنواع الذكاء المختلفة، وأنسب طرق واستراتيجيات التدريس التي تلائمها.

اعرف عقول تلاميذك

العدد: 30 - العدد السادس من سنة 2013 حزيران (يونيو): تقودنا أبحاث التعليم إلى أن مشكلة تحفيز التلاميذ تكمن في الطريقة التي نتعامل بها مع التلاميذ. فهم ليسوا عمال مصانع يمكن تحفيزهم بتملقهم أو بدفع الحوافز المالية أو حتى بتهديدهم. بدلاً من أن تسأل: "كيف يمكنني تحفيز التلاميذ؟" اقرأ خلاصة "اعرف عقول تلاميذك" وتعرف على الأساليب التي تشجع المخ على تحفيز نفسه بنفسه ليتعلم بشكل طبيعي.

معالجة مشكلات المهارات التنفيذية للأطفال: دليــل الآبــاء لتطـــويــر مهـــارات الأبنـــاء

العدد: 19 - العدد السابع من سنة 2012 تموز (يوليو): تطور المهارات التنفيذية لدى الطفل يعني النضج العقلي والخبرة. هذا التطور ينقل الطفل من الاعتماد على الهياكل التي يقدمها له البالغون والدعم المقدم منهم إلى الاستقلالية والتفكير والسلوك المرن. هل تأخر نمو تلك المهارات لدى طفلك؟ طور شخصية طفلك، واطلق العنان لمكامن قوته، وادفعه نحو الاستقلالية، عبر تشخيص المشكلات المتعلقة بالمهارات التنفيذية للطفل، ثم التغلب عليها.

كيف تفهم مخ طفلك: هكذا ينمو عقل الإنسان من جنين إلى جامعي

العدد: 12 - العدد الثاني عشر من سنة 2011 كانون الأول (ديسمبر): عقول الأطفال تنمو في كل الظروف وبغض النظر عن اهتمام الوالدين بهم. النمو العقلي للطفل لا يتطلب تدريبًا خاصًا، لأن كل طفل يستفيد من التجارب التي تلائم احتياجاته وتفضيلاته الفردية. تساعدك الخلاصة على مساعدة طفلك كي ينمو ويطور قدراته ويتحكم في ذاته فيُنمي مهاراته الاجتماعية ويشق طريقه بإبداع.


للاطلاع على مزيد من الاجابات التفصيلية لسؤالك يمكنك الدخول على الاعداد التالية
كيف تفهم مخ طفلك
معالجة مشكلات المهارات التنفيذية للأطفال
اعرف عقول تلاميذك
الذكاءات المتعددة وتطبيقاتها في الفصول الدراسية والتنمية البشرية
ما يعرفه المعلمون الناجحون عن المخ
التعامل مع عقول الطلاب عبر مسارات متعددة
مع تحيات
إدارة الاستشارات والتوجيه
Coaching
بقيادة : نسيم الصمادي
www.edara.com

فريق إدارة للاستشارات والتوجيه

بتاريخ 05/02/2019