أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

التعليم بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي وعصر التعليم الجديد

بقلم : خوسي أنتونيو بوين 2024-08-29

تتغيَّر أنماط العلاقات بين المعلمين والطلاب وعمليات التعلم يوماً تلو الآخر بفضل الذكاء الاصطناعي الذي فرض نفسه على المشهد التعليمي من دون سابق إنذار. ويتفانى صُنَّاع السياسات والقائمون على المنظومة التعليمية لوضع الأطر التي تحكم هذا التحوُّل وتضبط مساره لتحقيق مخرجات التعلم المرجوَّة وتجنُّب الإخلال بمستهدفات التعليم.
الذكاء الاصطناعي والإبداع في العمل
يفرض الذكاء الاصطناعي تحديات جديدة من نوعها، أبرزها إعادة تشكيل فهمنا للإبداع وطبيعة الأعمال، ففي ضوء التطور الذي تشهده أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الكتابة والترميز وحل المشكلات، اتخذ العمل الإبداعي بعداً جديداً كلياً، ولمواكبة هذا التطور نحتاج إلى تغيير عقليتنا من واحدة تستشرف أخطار الذكاء الاصطناعي وتتأهَّب لمواجهة تهديداته إلى أخرى تحتضن تطبيقاته وتستثمر أدواته في سدِّ الثغرات وأوجه القصور في القدرات البشرية. 
ينعكس هذا التحوُّل التقني على سوق العمل حيث لم تترك الأتمتة مجالاً إلا واخترقته. وتواجه المؤسسات التعليمية ضغوطاً كبيرة لتغيير المنظومة التعليمية وتأهيل الطلاب لمواكبة متطلَّبات العصر، واكتساب المهارات التي تلبِّي احتياجات سوق العمل، وإتقان التخصُّصات الناشئة. تبدأ هذه الجهود بتعديل المناهج الدراسية وأساليب التدريس والتقييم على نحو يعزِّز الإمكانات البشرية الفريدة مثل التفكير النقدي والتعاطف والقدرة على التكيُّف.
معلمون بالذكاء الاصطناعي
تتبدَّل أدوار المعلمين في بيئات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ إذ تعمل أدواته وتطبيقاته بمثابة مساعد يتولَّى تنفيذ المهام المرهقة مثل تقييم الاختبارات ومنح الدرجات وتصميم تجارب تعلم مخصَّصة، ومن ثم يوفِّر للمعلمين الوقت الكافي للانخراط في مهام أكثر قيمة، ولكن مع زيادة الاعتماد على هذه الأدوات تظهر بعض المخاوف المتعلقة بالنزاهة الأكاديمية والغش والتزوير، ولهذا يجب وضع سياسات صارمة تحول دون هذه الانتهاكات. 
على الرغم من تحمُّل الذكاء الاصطناعي لكثير من المهام التي تثقل كاهل المعلمين في العادة، فإنها لا تقلِّل من الدور الذي يلعبه المعلم البشري في تصميم الفروض المدرسية، ووضع الاختبارات التي تتحدَّى قدرات الطلاب وتطلق العنان لإمكاناتهم الدفينة، وتخطيط أنشطة تتجاوز مجرد القدرة على استرجاع المعلومات، كما يتولَّى المعلمون تحسين مهارات الطلاب فوق المعرفية التي تمكنهم من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في التعلم والابتكار.
تحسين تجارب الطلاب
يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين تجارب الطلاب من حيث تقديم تغذية راجعة مُخصَّصة، وتكييف التعلم وفقاً لاحتياجات وقدرات الطلاب، والمحاكاة التفاعلية التي تهدف إلى إنشاء بيئات واقعية افتراضية تفاعلية تمكِّن الطلاب من المشاركة والتفاعل معها بطريقة شبيهة بالواقع، كما تُقدِّم روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأنشطة تقمُّص الأدوار الافتراضية دعماً منقطع النظير للطلاب، إذ توسِّع مداركهم وتعزِّز مرونتهم مع الحفاظ على الجهد البشري والتعلم الحقيقي القائم على تجارب واقعية متعمِّقة، مثل المشاريع البحثية التي تحلِّل مشكلات حقيقية في المجتمع، أو التعلم القائم على المشروعات التي تتطلَّب التعاون مع الشركات أو المنظمات، أو الدروس التي تشمل العمل الفعلي في مجالات مختلفة مثل الطب أو الهندسة. 
باختصار: يعد الذكاء الاصطناعي شريكاً استراتيجياً محورياً في بناء مستقبل التعليم، ويجب أن نستفيد من إمكانياته بطريقة مسؤولة ومتوازنة لتعزيز جودة التعليم وتحسين تجربة التعلم للجميع وتخريج جيل من المفكرين المبدعين والمسؤولين.
 
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com:
  
تأليف:
• خوسي أنتونيو بوين: مؤلف وأكاديمي أمريكي.
• سي إدوارد واتسون: معلم ورائد في مجال التعليم العالي، يشغل حالياً منصب نائب الرئيس المساعد للابتكار المنهجي والتربوي في رابطة الكليات والجامعات الأمريكية.

Title: Teaching with AI: A Practical Guide To a New Era of Human Learning
Authors: José Antonio Bowen and C. Edward Watson
Pages: 280
Publisher: Johns Hopkins University Press
ISBN: 978-1421449227

بقلم : خوسي أنتونيو بوين