الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
عصف الذكاء الاصطناعي بالحياة المعاصرة لتتبدَّل ملامحها وتنقلب موازينها. ومع توغُّل تقنياته في شتى مجالات الحياة نجد سؤالاً مُلحّاً يطرح نفسه حول علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي، وهو: أيهما يقود الآخر؟
قوة الذكاء الجمعي
على الرغم من تزايد حجم الاستقلالية التي يحظى بها الذكاء الاصطناعي يوماً تلو الآخر، ما زال بإمكان الإنسان أن يلعب دوراً محورياً في توجيه مستقبل هذه الطفرة، ومن ثم مستقبله. يتأتَّى ذلك بشكل رئيس من خلال تسخير قوة الذكاء الجمعي للتحكُّم في مسار الذكاء الاصطناعي ودوافعه وتوجُّهاته ومآربه على النحو الذي يتبعه العلماء في تحقيق الإنجازات العلمية الرائدة.
ويُقصَد بذلك الاستعانة بفرق متعدِّدة التخصصات والخبرات -تضم نخبة من خبراء التكنولوجيا وعلماء الأخلاق وصنَّاع السياسات وممثلين عن الجمهور العام- لابتكار حلول تُلبِّي احتياجات الجميع وصياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي التحويلي.
تثري الجهود المدفوعة بالذكاء الجمعي عمليات اتخاذ القرار والمخزون المعرفي وتولِّد وجهات نظر متنوعة ومبتكرة تعود بالنفع على المجتمع بأكمله وتسهم في إحكام القبضة على مسار الذكاء الاصطناعي. ولا يقتصر دور هذا النهج التعاوني على تحسين القدرة على التنبؤ بمخاطر الذكاء الاصطناعي المحتملة والتخفيف من وطأتها، وإنما يمتدُّ ليشمل اتساق قدرات الذكاء الاصطناعي الناشئة مع قيم المجتمع ومبادئه الراسخة.
التحول الرقمي والتمكين
يسهم إضفاء الطابع الديمقراطي على الذكاء الاصطناعي في تحقيق نتائجه على أكمل وجه، الأمر الذي لا يتحقَّق إلا بتزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم آليات الذكاء الاصطناعي والتجاوب معه بشكل فعَّال، فالأمر لا يختلف كثيراً عن نشأة الإنترنت، إذ لعبت الحركات الشعبية والمشاركة العامة دوراً محورياً في ترسيخ أقدامها. ويمكن أن ينطبق النهج ذاته على الذكاء الاصطناعي من خلال عقد ورش عمل وإطلاق مبادرات تعليمية وتمكين الوصول إلى المواد والموارد التي تسهِّل فهم أنظمة الذكاء الاصطناعي وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
يتسنَّى للمجتمعات ترسيخ منظومة ذكاء اصطناعي أكثر شمولاً ومسؤولية من خلال بذل جهود مستهدفة لتبديد الغموض الذي يكتنِف الذكاء الاصطناعي وآلياته وأنظمته وأهدافه، وتمكين الأفراد من المشاركة بشكل فعَّال في تطويره، كما ينتج عن التثقيف الرقمي سحب بساط القوة من بضع شركات تكنولوجية أو جهات حكومية محتكرة للسوق وضمان التوزيع العادل لمنافع الذكاء الاصطناعي على جميع أطياف المجتمع.
تطوير الذكاء الاصطناعي
تؤكِّد الدراسات والتجارب العملية أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر نجاحاً هي التي تراعي السياقات الاجتماعية والأخلاقية والثقافية التي تعمل في كنفها، على عكس التطبيقات الأخرى التي تنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره حلّاً تكنولوجياً مُجرَّداً من أي عوامل بشرية.
فمن الضروري أن تقع القيم الإنسانية ونقاط الضعف البشرية في صميم عمليات ابتكار الذكاء الاصطناعي وتنفيذه. يتضمَّن ذلك معالجة المشكلات المتعلقة بالتحيُّز، والخصوصية، والاستبدال المحتمل لبعض الوظائف، فضلاً عن التأكد من بقاء عمليات اتخاذ القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي على قدر كافٍ من الشفافية والمسؤولية أمام الأفراد والمجتمعات المتأثرة بها.
كلما زاد إصرارانا على ابتكار حلول ذكاء اصطناعي ترتكز إلى الإنسان في المقام الأول، أصبح بإمكاننا استحداث تقنيات لا تؤدَّى بالكفاءة المنشودة فحسب؛ وإنما تتسق مع تطلعاتنا المشتركة لتحقيق مستقبل عادل ومشرق ومستدام.
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com:
-
الذكاء الاصطناعي ومستقبل القطاع العام: الحكومة الرقمية وحكومة المستقبل الذكية Government 4.0 pdf
-
الذكاء الاصطناعي نقطة تحول pdf السياسات العامة وحوكمة الذكاء الاصطناعي
-
الموجة القادمة: الذكاء الاصطناعي والقوة ومعضلة القرن الحادي والعشرين pdf
-
القوى العظمى للذكاء الاصطناعي pdf
-
تطبيقات الذكاء الاصطناعي pdf وظائف الذكاء الاصطناعي وآثاره الاقتصادية
-
القيادة والذكاء الاصطناعي pdf من يقود الآخر في عصر الخوارزميات الإنسان أم الآلة؟
-
الآلات الذكية: إلى أين يقودنا الذكاء الاصطناعي
-
الذكاء الاصطناعي وتطبيقات تعلم الآلة في الأعمال