الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق
منذ سنوات لم تتجاوز فكرة الذكاء الاصطناعي كونها محض خيال علمي. أما اليوم فقد صار واقعاً لا مفر منه، وأصبحنا نتساءل كل يوم عن الآفاق الجديدة التي ستخترقها التكنولوجيا والتغيرات التي ستطرأ على حاضرنا ومستقبلنا بفضلها.
بدأ صنع أجهزة الحاسوب التي تضاهي الإنسان ذكاءً في خمسينيات القرن الماضي. كان جون ماكارثي ومارفن مينسكي من بين الباحثين الذين تملَّكتهم الرغبة في دمج الذكاء البشري في أجهزة الحاسوب. وانقسم متبنُّو هذا النهج إلى فريقين من حيث تصنيع الشبكات: الشبكات القائمة على القواعد والشبكات العصبية.
ركَّز أنصار النهج الأول على تعليم الآلة عن طريق إدخال قاعدة تلو الأخرى، بينما فضَّل أنصار النهج الثاني السماح لأجهزة الحاسوب بالتعلم من تلقاء نفسها وتطوير ذكائها من خلال التجريب والتكرار. ولكن كانت هذه الآلات تحتاج إلى كم هائل من البيانات لتمارس هذه المهام وتتطور ذاتياً.
انحلت هذه العقدة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما توصل جوفري هينتون – الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي – إلى اكتشاف ساهم في مضاعفة قدرات المعالجة لدى أجهزة الحاسوب عشرات المرات. وقد اكتسح بخوارزميته الجديدة إحدى المنافسات التي عُقدت عام 2012 في مجال التعرُّف البصري. ومن هنا جاءت نقطة الانطلاق لمفهوم التعلم العميق الذي أفسح المجال أمام إمكانات لا تعد ولا تحصى.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإنسانية
ولكن يبقى السؤال: هل سيجلب الذكاء الاصطناعي مستقبلاً زاهراً ومشرقاً، أم سيطوي صفحة البشر ويبدأ عصراً جديداً تحكمه الآلة؟ صحيح أن فكرة استيلاء الروبوتات المدمِّرة على كوكب الأرض التي تروج لها أفلام هوليوود هي نتاج خيال المؤلفين الجامح، إلا أن هناك بعض التوقعات التي لا يمكن نسبها إلى الخيال، ومنها استحواذ الروبوتات على غالبية مجالات العمل – إن لم يكن جميعها. فما الذي سيدفع أرباب العمل إلى الإبقاء على الموظفين البشر لأداء مهام يتسنى للروبوتات الاضطلاع بها بكفاءة أعلى وتكلفة ووقت أقل؟
يؤمن بعض الخبراء مثل راي كورزويل بأن الآلات هي الأداة التي يمكنها ترقية أجسامنا وعقولنا لنصبح أذكى ونعيش مدة أطول. ولكن على الجانب الآخر نجد بعض المتخوفين من الذكاء الاصطناعي، أمثال إيلون ماسك وستيفن هاوكينج، الذين يرونه بمثابة تهديد للإنسانية. فقد تستعين بإحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي للتوصل إلى حل لمشكلة الاحتباس الحراري، ولكن ماذا لو كان جزء من هذا الحل يتمثل في إبادة الجنس البشري؟
يتسع نطاق هذه الانقسامات لتشمل الجانب الاقتصادي أيضاً. فعلى سبيل المثال أثبتت إحدى الدراسات التي ترأستها جامعة أوكسفورد أن نحو %47 من الوظائف في الولايات المتحدة معرضة لخطر الأتمتة. إذ تتجه المؤسسات بقوة نحو استبدال الإنسان بالآلة طالما كان ذلك ممكناً، سعياً لخفض تكاليفها وتعزيز أرباحها. ولكن ما يدعو للتفاؤل أن دراسات مقابِلة تشير إلى أن الأتمتة ستطال مهام بعينها، وليس وظائف برمتها، كما أنها تضع تقديرات أقل بكثير لنسبة الوظائف المعرضة لخطر الأتمتة أو الاندثار.
العلاقات الإنسانية كميزة تنافسية
انقلبت حياة المؤلف كاي فو لي رأساً على عقب بعد تشخيصه بسرطان الغدد الليمفاوية من المرحلة الرابعة عام 2013. اعتاد كاي الانغماس في العمل طوال حياته، ولم يكن للعلاقات الشخصية متسع في جدول أعماله المتكدس. ولكن دفعه مرضه إلى إدراك أهمية العلاقات ودورها في إضفاء قيمة حقيقية على حياة الإنسان فضلاً عن كونها الميزة التنافسية التي تميزنا عن الذكاء الاصطناعي والآلات.
يخوض كاي حالياً مرحلة التعافي من المرض، وتتغير نظرته لمستقبل الإنسان والذكاء الاصطناعي وعلاقتهما يوماً تلو الآخر، وهكذا يجب أن نفعل نحن أيضاً. فقد أتاح الذكاء الاصطناعي أمامنا فرصة عظيمة لإسناد المهام المزعجة والمُكرّرة وغير المرغوبة إلى أجهزة الحاسوب بينما نركز نحن أكثر على تحسين جوانب حياتنا الأكثر أهمية. ولكي تستمر هذه المعادلة في تحقيق نتائجها، نحتاج إلى إعادة النظر في نوعية المهام والأعمال التي نقدّرها ونرتب أولوياتنا من جديد.
إذا نظرنا حولنا سنجد أن الوظائف الأعلى أجراً على مستوى العالم - والتي تدر أرباحاً هائلة – هي في نفس الوقت الأكثر عرضة للإطاحة من قبل الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل يتقاضى العاملون في وظائف أكثر أهمية – مثل مقدمي الرعاية والمساعدين الشخصيين – أجوراً أقل على الرغم من صعوبة استبدالهم حتى بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي!
ولمعالجة هذه المفارقة وتحقيق الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي، يمكننا أن نسمح له بتحقيق الأرباح في مجالات الأعمال التجارية، مما يمنحنا فرصة لا تعوَّض لتعزيز جاذبية الوظائف ذات الطابع الاجتماعي من خلال رفع أجور العاملين فيها وتلبية احتياجاتهم بصورة أفضل.
قد يتطلب ذلك فرض ضرائب أكبر على الأثرياء لتوفير الحد الأدنى من الدخول الأساسية. ولكن لا يقف الأمر عند هذا الحد؛ فلكي تحقق هذه الجهود غايتها لا بد من إحلال طفرة تجتاح مستويات المجتمع كافة لتغيِّر نظرة الأفراد وتقديسهم للنقود والأرباح. فالتركيز على العلاقات الإنسانية والتشبث بمشاعر الحب والتعاطف هو طوق النجاة في عصر يحكمه جمود الآلات.
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com
-
الذكاء الاصطناعي pdf كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي AI لتحقيق الأرباح
-
الموجة القادمة: الذكاء الاصطناعي والقوة ومعضلة القرن الحادي والعشرين pdf
-
هل تحل الروبوتات محل المعلمين؟ كيف نوازن بين الذكاء الإنساني والاصطناعي pdf
-
التعلم العميق التوليدي pdf تعليم الآلات الرسم والكتابة والتأليف الموسيقي واللعب
-
الذكاء الاصطناعي ومستقبل القطاع العام: الحكومة الرقمية وحكومة المستقبل الذكية Government 4.0 pdf
-
القيادة والذكاء الاصطناعي: من يقود الآخر في عصر الخوارزميات: الإنسان أم الآلة؟ pdf
-
https://edara.com/home/ai