أنت طبيب نفسك

كن طبيب نفسك
تشخيص الحالة الصحية ما هو إلا محاولة لوصف الحالة العامة للمريض بناء على الأعراض الظاهرة واحتمالات التحسُّن والشفاء، إلا أن الخضوع للكشف وتلقي العلاج لا يعني أنك أديت كل واجبك تجاه صحتك، فأنت أكثر شخص يمكنه توفير معلومات عن حالة جسمك، ورغم أنَّ الطبيب يبذل قصارى جهده لتشخيص الحالة ووضع الخطة العلاجية بناء على معرفته، فالجسم يخفي أموراً كثيرة قد لا يكتشفها الطبيب، ومن ثم دائماً رؤيته غير مكتملة ومحاولاته العلاجية ترجيحية وليست يقينية، ولهذا علينا تحمُّل مسؤولية صحتنا وأجسامنا. 

تفرض عليك هذه المسؤولية تجاه صحتك توجيه أسئلة إلى الطبيب أثناء الفحص وتحديد العلاج، أو إبلاغه بمعلومات عن حالتك حتى لو لم يطلبها الطبيب، أو استشارة أكثر من طبيب للتحقق من التشخيص وأفضل سبل العلاج. وتسهم جميع هذه الإجراءات في خلق رعاية صحية أفضل وأكثر تخصيصاً. 

المفاهيم الصحية تشكِّل واقعنا وحالة أجسامنا
تأمَّل الفرق بين الطريقة التي نتحدث بها عن نزلات البرد ومرض السرطان، فبعد استكمال مريض السرطان رحلته العلاجية بنجاح، نقول إن المرض الآن في حالة “خمول”، ما يعطي انطباعاً بأن المرض قد ينشط في أي لحظة ويهاجم بشراسة مرة أخرى، وإذا ما حدث نعتبر الإصابة الثانية امتداداً للحالة القائمة قبل تلقي العلاج. أما إذ أصابتنا نزلات البرد، فلا نربط بين الإصابة الحالية والسابقة، فليس لها أدنى صلة بها.

أنصت إلى رسائل الجسم 
تقول إيلين لانجر -أستاذة علم النفس- إن كل أمراض العالم تقريباً سببها غياب الوعي. وكلما زاد وعينا بأجسامنا وانتباهنا لرسائلها، تحسَّنت صحتنا بشكل يفوق التصوُّر، وهذا ما تؤكده أيضاً الدكتورة نيكول ليبيرا في  ملخص كتاب صوتي بعنوان: كن طبيب نفسك.. كيف تتخلص من الصدمات وتستعيد ذاتك How to Do the Work, audio book   

يختلف الوعي المقصود هنا عن الوعي الذي نقرأ عنه في دروس التأمل والكتب النفسية، حيث يراد به الإيمان بالتغيُّر. 
وبدلاً من وصف الحالة الصحية باستخدام المصطلحات الثنائية الجامدة، مثل الصحة أو المرض، تعامل مع حالتك الصحية على أنها سلسلة متصلة ومعقدة من المتغيرات التي تتبدل بمرور الوقت. 

الوعي بالنسبة للأفراد المصابين بالاكتئاب مثلاً يعني التركيز على تفاوت نسبة الاكتئاب من وقت إلى آخر، وعلى اللحظات النادرة التي يشعرون فيها بقدر من السعادة. أما المصابون بداء السكري، فالوعي بالنسبة لهم يعني التقاط التغيرات الطفيفة في مستويات طاقتهم، والتي تعكس ارتفاع أو انخفاض معدلات السكر. 

أجسامنا تراسلنا طوال الوقت وتمدُّنا بمعلومات مُحدَّثة، والإنسان اليقظ هو الذي يشعر بالفروق الطفيفة بين الحالات التي يمر به جسمه بين لحظة وأخرى، وهو من يترجم هذه الرسائل بسهولة، ويستجيب لها، ومن ثم ينعم بصحة جيدة. وما يدعو للتفاؤل أن هذا النوع من الوعي يمكن التدرب عليه وشحذه بمرور الوقت. أنصت إلى جسمك وعقلك باهتمام حتى تكون سابقاً بخطوة وتتفادى المشكلات الصحية الخطيرة المباغتة.

لقراءة المزيد عن الموضوعات الصحية ومفهوم طول العمر Longevity، تصفح المزيد من الملخصات المقروءة PDF أو الكتب الصوتية على الروابط التالية:

• علاقة حمض اليوريك بإنقاص الوزن والتحكم بالسكر والصحة الجيدة

• صُم، وأفطر، وكرِّر: الصيام المتقطع طريق الصحة والرشاقة

• حياة المُعمرين: كيف تعيش 100 عام بصحة وسعادة

• السرطان العدو الشرس: تاريخه وتطوره ومستقبله

• العقل الخارق: أطلِق العنان لقدراتك العقلية الخارقة لتشحذ طاقتك وتزيد سعادتك وتحافظ على صحتك

تأليف:
إيلين لانجر: أستاذة علم النفس في جامعة هارفارد

Title: Counter Clockwise: Mindful Health and the Power of Possibility
Author: Ellen J. Langer
Publisher: Ballantine Books
Pages: 240
ISBN: 978-0345502049