أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

الصدق المطلق

قل الحقيقة كاملة ولا تقبل أنصاف الحقائق وغيِّر حياتك

بقلم : براد بلانتون 2023-12-24

تدفعنا غرائزنا الإنسانية أحياناً إلى أن نلوي عنق الحقيقة فنغيِّر مواقفنا أو نخفيها، حيث يكون الصدق المطلق صعباً بغض النظر عن الدوافع، ولكن يمكننا أن ننعم بحياة سعيدة وصادقة من دون تزييف أو تحريف إذا أدركنا قيمة الصدق المطلق، وقدمنا الحقيقة مجردة وكاملة.
الصدق المطلق هو الرواية الكاملة
قد يبدو الالتزام بالصدق المطلق مسألة بسيطة، ولكن الأمر مختلف تماماً على أرض الواقع وعند مواجهة المواقف الصعبة، فالصدق المطلق صراع نعيشه كل يوم، فنحن نخشى عواقب الصدق المطلق وقول الحقيقة مباشرةً أكثر من أن نواجه الأكاذيب وتتكشَّف الحقائق. نحن نعيش في عالم يعاني من الكذب والتزوير والتدليس والنقاق الاجتماعي والسياسي والوظيفي، وقول الحقيقة من خلال الصدق المطلق هو ملاذنا الوحيد، لنربح أنفسنا ونعيش سعداء.
قد نلجأ إلى أنصاف الحقائق لنُرضي ضمائرنا ونحافظ على صورتنا إما بإخفاء بعض التفاصيل، أو بالاحتفاظ بالمعلومات المهمة لأنفسنا، ولكن هل يعد ذلك صدقاً؟ وهل هناك فعلاً ما يسمى الكذب الأبيض؟ في بيئة العمل تكون نتائج إنكار الحقائق وتحوير وتغيير المعلومات كارثية، وهذا ما أكدته خبيرة الموارد البشرية والاتصال المؤسسي كيم سكوت في  ملخص كتاب الصراحة المُباحة كيف تكون قائداً عنيفاً ولطيفاً في زمن التغيير الإجباريRadical Candor pdf الذي يعد أفضل ما كتب عن الشفافية وثقافة الصدق في المؤسسات العصرية.
تُحتِّم علينا الأمانة الأخلاقية قول الحقيقة والصدق المطلق في رواية القصة كاملة بشكل مباشر وبأدق تفاصيلها، وهذا هو الخيار الصحيح الذي سيحافظ على علاقاتنا على المدى البعيد. الصدق المطلق له مردود وعائد إيجابي مثل العائد على الاستثمار. هذا المردود ينعكس على الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية والمصداقية الإدارية، لأن الصدق المطلق هو أهم وأعلى قيم الشخصية القيادية الحقيقية.
عبِّر عن غضبك وتَحكَّم في حياتك
يتميَّز القادة الصادقون بقول الحقيقة نهاراً جهاراً، فيتمكَّنون من التحكُّم في حياتهم وإدارتها وتوجيه مؤسساتهم أو مجتمعاتهم طبقاً لرؤيتهم وليس كما تجري بهم الرياح. من لا يتمتعون بفضيلة الصدق المطلق يخفقون في إدارة حياتهم ويرجعون ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية مثلاً، أو البيئة المحيطة، أو التغيرات الاجتماعية والتقلبات السياسية. هؤلاء يرون المشكلة في العوامل الخارجية، رغم أن الصدق المطلق قيمة عليا وفضيلة أخلاقية شخصية.
الصدق المطلق يتعارض مع كبح الغضب في سبيل الحفاظ على علاقاتك ولو مؤقتاً. التعبير عن الغضب هو نوع من الصدق المطلق وهو عمل بطولي وفعل قيادي إيجابي. ويرى علماء النفس أن كبت المشاعر نوع من الكذب، فمهما ظننت نفسك بارعاً في إخفاء غضبك وإحباطك، فإن مشاعر الكبت السلبية ستتسلَّل من داخلك وتطفو على السطح وتبدو لمن حولك وتؤثر في حياتك وعلاقاتك سلبياً. 
الصدق المطلق يتطلَّب أن تعبِّر عن غضبك دائماً وأبداً، وأن تصرخ وتبكي إذا لزم الأمر. مارس الصدق المطلق وتخلَّص من مشاعرك السلبية، وعليك أن تكون واضحاً وصادقاً وتقر بحقيقة مشاعرك ولا تخجل منها، فالعلاقات الناجحة تُبنى على صدق المشاعر والتواصل والتفاهم والتقدير المتبادل.
ناقش ما يزعجك بشفافية مع الجميع ولا تدع مشاعر الكبت والخوف تتراكم وترهقك وتفسد علاقاتك. عندما تعبر عن مشاعرك، تفتح باب الصراحة المباحة والصدق المطلق أمام الآخرين. كن صادقاً يصدقك الناس، وكن صريحاً يصارحك الناس. مكِّن الناس من قراءة مشاعرك ليمكِّنوك من قراءة ما يدور في خلدهم. مارس الصدق المطلق لتضمن استدامة العلاقات استناداً إلى المكاشفة والصحة النفسية التي تعتبر أهم وأجمل مخرجات الشفافية والمصداقية.
اقرأ المزيد من ملخصات إدارة.كوم المقروءة PDF واستمع إلى ملخصات الإدارة في السيارة والكتب الصوتية حول إدارة المشاعر والتحكم في الغضب وتحقيق السعادة، عبر الروابط التالية: 
تأليف:
براد بلانتون: معالج نفسي وسياسي ترشَّح مرتين لمجلس النواب الأمريكي

Title: Radical Honesty: How to Transform Your Life by Telling the Truth
Author: Brad Blanton   
Publisher: Sparrowhawk Publications
Pages: 286 
ISBN: 978-0970693846

بقلم : براد بلانتون