أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

كيف تقشر الموز!

استراتيجيات مبتكرة للتفكير السليم والعمل البسيط

بقلم : ميك هاريسون 2024-12-10

إذا كنت من محبِّي الموز، فأنت على الأرجح تُقشِّره بالطريقة المعتادة: من جهة الساق. ولكن هل جرَّبت يوماً أن تقشِّره من الناحية الأخرى؟ على الأغلب لا! ولِمَ قد تفعل في حين أن الطريقة البديهية هي الأسهل – أو هكذا نظن! 
عرضت إحدى القنوات التلفزيونية برنامجاً وثائقيّاً عن الغوريلا، ظهر من خلاله قطيع من الغوريلات يلتفُّون حول شجرة موز استعداداً لتناول وجبة الغداء. اللافت للنظر أن جميع الغوريلات بدأت في تقشير الموز من الجهة السفلى لتتمكَّن من تناول أكبر قدر في أقل وقت ممكن. قد تبدو هذه الملاحظة غير ذات أهمية لبعض الناس، ولكنها تحمل في باطنها الكثير.
إذا كنا نسعى دائماً لاستقاء الخبرة من أهلها، فلن نجد خبراء في تقشير الموز أفضل من القرود والغوريلات، وبتجريب الأمر تبيَّن أن تقشير الموز من الجهة السفلى بالفعل أسهل وأسرع بكثير من الطريقة التقليدية. يقودنا ذلك إلى أهمية التفكير بمنظور مختلف، وتهيئة عقولنا لمعالجة المدخلات وفق نهج يخالف المنطق، فجميعنا نحتاج إلى "تقشير" طرق التفكير التقليدية لاستكشاف بذور الإبداع الكامنة بداخلنا حتى في أبسط المهام. وعندما نتبنَّى هذه العقلية، نطلق العنان لأفكارنا المبتكرة ونحقق أعلى مستويات الأداء. 
روَّاد التفكير العكسي: تقشير الموز بالعكس
كان مفكِّرو عصر ما بعد النهضة أول المتبنِّين لفلسفة الموز بأسئلتهم المبتكرة وأنماط تفكيرهم الخارجة عن المألوف، إذ عاش فلاسفة مثل كوبرنيكوس وكبلر وجاليليو في الفترة ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض هي مركز الكون، وأن الأجرام السماوية تدور حولها، ولكنهم لم يتَّبعوا نهج القطيع وعكفوا على طرح أسئلة غير تقليدية حفَّزت الفكر الإبداعي في ميادين العلوم والفضاء. 
كان كوبرنيكوس مثلاً أول من اقترح نظرية أن الشمس تقع في مركز الكون، وليس الأرض، ثم وضع كبلر لمساته على هذا الإنجاز ليشير إلى أن الكواكب تدور حول الشمس في مدارات بيضاوية، وليس دائرية كما كان يُعتقد. ثم جاء جاليليو ليؤكد صحة هذه النظرية وتوثيق نتائجها عن طريق استخدام التلسكوب.
سادت العديد من المفاهيم الخاطئة الأخرى المتعلقة بمجرة درب التبانة خلال عصر ما بعد النهضة، وظل الكثير منها غير مُتَحدٍّ لآلاف السنين. وإذا كنا نجد صعوبة في التفكير بشكل جديد اليوم، فما بالك بمحاولة تغيير فكر متجذِّر لقرون آنذاك! وقد حمل كل واحد من هؤلاء الفلاسفة على عاتقه مسؤولية مواجهة أساسيات الحكمة التقليدية في تلك الفترة، إذ كانت الأفكار السائدة حول مجرَّتنا تقتصر على تصورات مبنية على التقاليد القديمة والمعتقدات الدينية وبقيت تصوُّرات الناس عن الكون محصورة في إطار ضيق للغاية. 
وكانت الأفكار التي اقترحها هؤلاء الفلاسفة متعارضة بشكل جذري مع المعتقدات السائدة، أي أن التحديات التي واجهوها تجاوزت حدود البحث العلمي، إذ كان عليهم كسر حواجز فكرية وعقائد متأصلة. اتَّبع هؤلاء المفكرون منهجية غير تقليدية في البحث والتفكير، وأسهمت أسئلتهم الجريئة وتفكيرهم الإبداعي في إحداث تحوُّل كبير في العلوم والفهم البشري للكون. 
تقدم روَّاد فلسفة الموز هؤلاء شيئاً فشيئاً، ولم يكن تقدُّمهم يرتبط بالعبقرية بقدر ما كان مرتبطاً بإصرارهم المستمر في البحث عن الحقيقة.
اللعب وشحذ التفكير الإبداعي
يؤدي اللعب دوراً أساسياً في شحذ التفكير الإبداعي لأنه يوفر مساحة للحرية والتجريب بعيداً عن الضغوط والقيود اليومية. عندما نلعب، نتحرَّر من الأنماط الثابتة للتفكير ونفتح أفقنا لفرص جديدة ومبتكرة، إذ يشجع اللعب على التفكير غير التقليدي ويمكِّننا من استكشاف أفكار وتجارب جديدة دون خوف من فشل أو نقد، كما أنه يعزِّز من قدرتنا على حل المشكلات بطرق مبتكرة ويزيد من مرونتنا الذهنية. 
من خلال دمج اللعب في حياتنا، يمكننا تحسين قدرتنا على التفكير الإبداعي والابتكار، ما يعزِّز قدرتنا على التعامل مع التحديات بطرق جديدة وغير متوقعة.

للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com:

تأليف:
ميك هاريسون: حاصل على شهادة جامعية في مجال الهندسة الميكانيكية، وله خبرة في إدارة الأعمال.

Title: Banana Thinking, Creative and Innovation Concepts for Personal Effectiveness  
Author: Mick Harrison
Publisher: Trade Life Books
Pages: 256
ISBN: 978-1577570004

بقلم : ميك هاريسون