أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

لغـة الجسـد

فهم لغة الجسد وملاحظة حركاتك وسكناتك

بقلم : جلين ويلسون 2024-11-21

لغة الجسد والتواصل البشري
تعدُّ لغة الجسد واحدة من الأدوات المهمة التي تساهم في تعزيز التواصل البشري، والتي يمكن للإنسان من خلالها التعبير عن مشاعره وأفكاره من دون الحاجة إلى الكلام. تلعب لغة الجسد دوراً حاسماً في فهم الرسائل غير المعلنة التي يرسلها الأفراد أثناء تفاعلهم اليومي، سواء في بيئة العمل، أو العلاقات الاجتماعية، أو حتى في المواقف الرسمية. 
تتيح لنا لغة الجسد قراءة نوايا الآخرين وتفسير حالتهم النفسية، ما يعزِّز من قدرتنا على بناء علاقات أكثر تناغماً وفاعلية. في عصرنا الحالي، وعلى الرغم من التقدم التقني وزيادة التفاعل عبر الوسائط الرقمية، تظل لغة الجسد وسيلة لا غنى عنها لفهم الآخرين والتواصل معهم بشكل أعمق وأشمل وأكثر فاعلية.
ما هي لغة جسدك؟
يتطوَّر علم لغة الجسد يوماً تلو الآخر تزامناً مع تطور العلاقات وزيادة جوانبها المعقدة. ولعلَّ تعبيرات الوجه هي أكثر لغات الجسد انتشاراً وعالمية لما تحمله من تلميحات وإيحاءات تعجز عن مجاراتها أفضل اللغات. 
وتلعب تعبيرات الوجه دوراً حاسماً في التفاعل البشري، إذ تساهم في بناء الثقة، وتعزيز الفهم المتبادل، وتسهيل التواصل الفعَّال بين الأفراد. وفي ظل تنوع الثقافات واللغات، تظل تعبيرات الوجه لغة عالمية يفهمها الجميع، ما يعزِّز من دورها في تقوية الروابط الإنسانية وتجاوز حواجز اللغة.
كما يختص الإنسان بميزة فريدة تُعرَف بـ"قراءة العقول"، وتتمثَّل في القدرة على تخمين ما يدور في ذهن الآخرين تجاهنا من خلال نبرة أصواتهم وإيماءات أجسادهم. فيمكننا ببساطة الجزم إذا كان الطرف الآخر يكنُّ لنا مشاعر طيبة أم يتمنَّى أن ينهي الحديث ويدير ظهره لنا، وما إن كان يتَّخذ صفَّنا أم يقف ضدَّنا. وتكتسب القدرة على قراءة العقول أهمية متنامية في ضوء بيئات العمل التنافسية والعلاقات المعقَّدة.
عندما يرسل الجسد إشارات متضاربة مع الكلمات المنطوقة، ننزع بطبيعة الحال إلى تصديق الإشارات نظراً إلى ما تحمله من مشاعر وإيماءات تُظهر ما تحاول إخفاءه الكلمات. وتحدث هذه العملية الإدراكية في العادة بشكل لحظي وعلى مستوى اللاوعي. وتؤكد الدراسات التي أجراها الباحث ألبرت مهرابيان في الستينيات أن لغة الجسد مسؤولة عن عملية التواصل بنسبة %93 بينما تعتمد النسبة المتبقية على الكلمات المنطوقة. 
أهمية الوعي بلغة جسدك 
يتسنَّى لنا تحسين عملية التواصل ونتائجها واستنباط ما يكنُّه لنا الطرف الآخر بشكل واعٍ من خلال تحليل بعض العناصر، ومنها: 
• التواصل البصري: عندما تتسع حدقة العين قليلاً، فهذا يعكس حماس الطرف الآخر واهتمامه بالحديث. 
• درجة الانتباه: يعكس إنصات الطرف الآخر لما تقول صدق اهتمامه باستكمال الحديث معك. 
• التبسُّم: يبعث التبسُّم والضحك على الدفء والطمأنينة رغم وجود بعض أنواع الضحك التي تنمُّ عن عداء صريح، ولكن يمكننا فضح أمرها بسهولة.
• التقارب الجسدي: يقف الأشخاص الذين يحبوننا على مسافة قريبة منا ولا يشعرون بالتوتر أو يرجعون إلى الخلف عندما نبادر نحن بالاقتراب منهم. 
• اتجاه الجسد: يوجِّه الأشخاص الذين يهتمون بحديثنا أجسامهم تجاهنا، وتتَّجه رؤوس أقدامهم ناحيتنا كما لو أنهم بصدد السير نحونا.
• الحراك الحماسي: عندما يتعذَّر على الطرف الآخر الوقوف دون حراك في حضورك، أو تجده يتنفَّس بمعدَّل أسرع أو يتصبَّب عرقاً، أو تلاحظ احمرار وجهه أو خروج بعض الأمور عن سيطرته مثل سقوط هاتفه أو انزلاق الكأس من يده، فإنه على الأرجح يسعى جاهداً لترك انطباع جيد لديك.
• المحاكاة: عندما يقلِّد الطرف الآخر حركاتك وإيماءاتك بعد فترة وجيزة من قيامك بها، أو يسير إلى جانبك بنفس معدَّل خطواتك، فإنه يسعى لإظهار حجم التوافق بينكما.
• التعامل بأريحية: إذا شمَّر الطرف الآخر عن ساعديه، أو مال برأسه إلى الخلف قليلاً لتصبح رقبته في مرمى بصرك، أو بسط ذراعيه لتصبح المنطقة الأمامية من جسده مكشوفة أمامك دون حواجز، فإن هذه مؤشرات على ثقته بك. 
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com: 

تأليف: 
جلين ويلسون: طبيب نفسي استشاري في لندن، وزميل في الجمعية البريطانية لعلم النفس.

Title: Body Language: The Signals You Don't Know You're Sending, and How to Master Them
Author: Glenn Wilson
Publisher: Icon Books 
Pages: 240 
ISBN: 978-1848319585

بقلم : جلين ويلسون