أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

الأشياء التي لن تراها إن لم تتمهل

تمتع بالسكينة في عالم مجنون ومطحون

بقلم : هايمين سونيم 2024-10-24

السكون ينبع من داخلك
الواقع الذي نعايشه هو نتاج ما تصوِّره لنا عقولنا وتدفعنا للتركيز عليه دون سواه في لحظة معينة، المواقف لا تحدد سعادتنا من تعاستنا، وسكوننا من توترنا، وإنما منظورنا تجاهها هو ما يولِّد هذه المشاعر أو غيرها. صحيح أن الحياة المعاصرة قد سهَّلت علينا التحكم في معظم الأشياء تقريباً بنقرة زر واحدة، إلا إن شيئين سيظلان خارج نطاق سيطرتنا مهما حدث، وهما: الماضي والمستقبل.
تنبع معظم الضغوط النفسية والاضطرابات العقلية من العيش في كنف الماضي أو الخوف من المستقبل، ولكن إن كان أيّاً منهما لا يمكن تغييره، فلماذا نمنحهما هذا المتسع من الوقت والتفكير! الشيء الوحيد الذي يمكننا التحكم به هو الحاضر، أو اللحظة الراهنة على وجه الدقة. ولكي نعيشها على أكمل وجه، لا بد أن نتخلَّص من قيود الماضي والمستقبل ونطلق العنان لمشاعرنا المكبوتة كي نداوي جراحنا ونستمتع بحاضرنا.
تبدأ عملية إدارة التوتر بإعداد قائمة تضم جميع العناصر التي تصيبك بالأرق والضغط العصبي. اكتب جميع المهام التي يتعيَّن عليك إنجازها صغيرة كانت أم كبيرة، فمجرد تدوينها سيحد من وطأتها لتصبح هذه الورقة بمثابة إسفنجة تمتص مشاعرك السلبية ومهامك المتراكمة وتخلِّصك من همومك بشكل مؤقت، وبعد الانتهاء من هذه المهمة يمكنك أن تغطَّ في سبات عميق وتستيقظ في اليوم التالي مفعماً بالنشاط ومستعدّاً لمواجهة مسؤولياتك واحدة تلو الأخرى.
تعزيز الوعي بالمشاعر
المشاعر جزء من تكويننا، ولكنها بالطبع لا تمثلنا، ولكي نتجنَّب استحواذ المشاعر المختلفة علينا، يجب أن نعزِّز وعينا بها أولاً، لا سيما المشاعر السلبية، فنحن بحاجة إلى أن نكون على دراية بطبيعة مشاعرنا ونتفهَّم دوافعها ونسمح لها بالتدفُّق بأريحية من دون أن تتحكم فينا، فالمشاعر السلبية أشبه بالسُّحب التي تغيِّم على عقولنا وتُضلِّل رؤيتنا.
وبدلاً من التركيز على الظلام الناتج، من الأفضل أن نركز على الطاقة الكامنة وراء هذه المشاعر بحثاً عن مصدرها ودوافعها. تتغير هذه المشاعر بمرور الوقت، إذ تتدفَّق وتتلاشى تدريجياً إلى أن تحل محلها مشاعر أخرى. 
أهم ما في الأمر ألا تركز على القيمة الناتجة بقدر تركيزك على التدفق المتدرِّج لهذه الطاقة بينما تفارق روحك وجسدك من دون إصدار أية أحكام. 
عندما تنخفض روحك المعنوية، انفرد بنفسك لمدة 3 دقائق وتأمل مشاعرك في هدوء تام من دون أي محاولة لتغييرها أو ترقُّب لجدواها. سرعان ما ستشعر بتغيُّر الطاقة الكامنة وراء هذه المشاعر، وتذكَّر دائماً أن العواصف مهما بلغت قوتها فكلها إلى زوال، وكذلك مشاعرك. 
بمجرد أن تشعر بتغير الطاقة المُحرِّكة لمشاعرك سيتولَّد لديك إيمان راسخ بأن التغيير ناموس من نواميس الكون. 
استرجع الأشياء التي كنت تكترث لأمرها في طفولتك وفكِّر في مدى اهتمامك بها في الوقت الحالي! فالإنسان يتغيَّر دون أن يشعر، والتغيير ليس بأمر سلبي ولا إيجابي، وإنما هو واقع نعايشه شئنا أم أبينا، وإدراكه أفضل من تجاهله، وإن تعلَّمنا كيف نتقبَّل الأمور على حالها، ستغمرنا حالة من الرضا والسكون، فالعالم يتغيَّر لا محالة. وإن كنا لا نقوى على الوقوف في وجه هذا التغيير، فلماذا لا نكون جزءاً منه!
ميزان السعادة والنجاح
يتطلَّع كل إنسان إلى تحقيق النجاح، ويعمل جاهداً لبلوغ هذه الغاية سواء على المستوى الشخصي أو المهني، ولكن ما الذي يعنيه النجاح؟
تخيَّل أنه تم تعيينك في وظيفة طالما انتظرتها، بالطبع ستغمرك رغبة عارمة في إبهار مديرك وزملائك بالعمل، تبذل قصارى جهدك وتستغل كل فرصة لإثبات ولائك وتفانيك حتى وإن جاء ذلك على حساب استقرارك النفسي وحياتك الشخصية، هذا بالضبط ما يحدث عندما تلاحق النجاح!
أما السعادة فهي قرار نتخذه بأنفسنا ولأنفسنا، فلا أحد سواك يمكن أن يحدِّد مفاتيح سعادتك، وعندما تكون وظيفتك أحد هذه المفاتيح، ستنبع السعادة من داخلك ولن تكون مقترنة بتقبُّل زملائك لك أو رضا مديرك عنك، ومن ثم ستنعكس على جميع من حولك وستحقِّق بالتبعية النجاح المنشود. 
إن السعادة تقود إلى النجاح، وليس العكس كما نظن، وفي ميزان السعادة والنجاح، سترجح كفة السعادة بلا شك. ابحث عن مفاتيح سعادتك ولا تكترث بما يسعد غيرك، كن صادقاً مع نفسك وحدِّد أهدافك بعناية ولا تسمح لأحد بأن يملي عليك أسلوب حياتك.
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com: 

تأليف:
هايمين سونيم: كاتب ومعلم يكتب في التأمل، والسكينة، والتوازن بين الحياة والعمل.

Title: The Things You Can See Only When You Slow Down: How to Be Calm in a Busy World
Author: Haemin Sunim
Publisher: Penguin Life
Pages: 288
ISBN: 978-0241340660

بقلم : هايمين سونيم