نحتاج إلى إدارة وتنظيم معلوماتنا بمزيد من الفاعلية، كي نتسلح بالمعرفة التي تساعدنا في تحقيق أهدافنا المهمة والجرئية، وكأننا نحتاج في ذلك إلى “عقل آخر” أو “عقل محمول” إلى جانب عقولنا التي لا تحفظ هذا الكم الهائل من المعلومات التي نتعرض لها يومياً، وهذه هي الفكرة التي تعرضها خلاصة كتاب بناء عقل ثاني .
يعمل هذا العقل الإضافي ككتاب رقمي لتدوين الملاحظات وتسجيل الأفكار الجديدة، فهو أداة لجمع المعرفة بهدف التعلم والنمو. ويعدُّ تدوين الملاحظات إحدى طرق تخزين المعرفة، فعندما تفسِّر جزءاً من محتوى ما من وجهة نظرك، وتدونه بطريقتك أو تترجمه وفقاً لتجربة خضتها، وتُخزّنه في مكان يُمكنك الرجوع إليه بسهولة، فإنك بذلك تُراكم المعرفة وتنظمها وتُسهل الرجوع إليها.
حسب كتاب بناء العقل الثاني في كل مرة تُدوّن فيها ملاحظةً ما، اسأل نفسك: “كيف يمكنني تنظيمها وحفظها والاستفادة منها مستقبلاً؟” سيقودك هذا السؤال إلى شرح الكلمات والعبارات بما يُفسر سبب حفظك للملاحظة، وما الذي كنت تُفكر فيه حينها، وما الذي لفت انتباهك بالضبط.
لكن ملاحظاتك لن تثمر إذا كانت غامضة أو كانت طويلة ومملة. لا تفكر في تدوين الملاحظات فقط، وإنما فكر في نفسك وأنت تقرأها لاحقاً، كيف ستتلقاها وتستوعبها، فكر في ملاحظاتك كهدية تمنحها لنفسك بأنها تصوغها بسلاسة وتؤرشفها بذكاء.
تدوين الملاحظات
لا تعلمك خلاصة كتاب بناء عقل ثاني كيف تستوعب المعلومات، فأنت لن تدون أفكاراً لا تفهمها. وإنما سنوضح لك كيف تستخدم المعلومات بفاعلية عبر الآلية التالية:
1-جمع الملاحظات
طبقاً لخلاصة كتاب بناء العقل الثاني هذا العقل الإضافي بحاجة إلى المعلومات لينمو، وفي هذه المرحلة، يمكنك جمع كلّ أنواع الملاحظات وتصنيفها. وسواء كنت تضع علامات على سطور في كتاب، أو تحتفظ بمقتطفات من الحوارات، فعليك أن تكون سريعاً، وأن تحتفظ بالأفكار المهمة بما لا يزيد عن %10 من النص الأصلي.
2- التنظيم
بدلاً من تجميع المعلومات في كتل وأكوام غير مصنفة، صنِّفها إلى أربع مجموعات:
·المشروعات النشطة.
·المسؤوليات والأهداف المستقبلية.
·معلومات ومهام متنوعة.
·المشروعات المكتملة أو الملغاة.
3- التلخيص
بعد جمع الملاحظات، أعد قراءتها، وتأملها بعناية، واستخرج الفكرة الأساسية منها لتستوعبها بعمق وترسخ في ذهنك.
4- التعبير
لا يفيدك جمع المعرفة لمجرد جمعها. فقد تهتم بحديقتك الصغيرة، وتتجول فيها مُعجباً بالأشجار والنباتات التي زرعتها، ولكن دون استفادة فعلية منها. كذلك هو العقل المحمول المتخم بالمعلومات، لا فائدة منه ما لم يُثرِ معرفتك الفعلية، وتطبِّقها في حياتك، وعندها فقط تكون قد أضفت قيمة جديدة.