كلارا والشمس

فقرة عن الملخص الصوتي

كان معظم علماء النفس والاجتماع والتربية وبعض الفلاسفة وخبراء التكنولوجيا يحذِّرون من احتمالات سيطرة الروبوتات والآلات الذكية على الإنسان وتحكُّمها بمستقبل البشرية، ولكن رؤية ورواية "كازو إيشيغورو" تقلب مخاوفنا رأساً على عقب، وتُقنعنا بأن الإنسان الذي يستعبد الإنسان، يمكن أن يضطهد الروبوتات، أو من يسميهم "إيشيغورو" صديقاً اصطناعياً (AF)، وهم نسخ مُتخَيَّلة ومعدَّلة من مُستخرجات الذكاء الاصطناعي. وُلد "إيشيغوورا" في ناغازاكي في اليابان عام 1954، وهاجر مع أسرته إلى بريطانيا وهو في سن الخامسة، وقد فاز بجائزة نوبل للأدب عام 2017 بعدما ذاع صيته بعد روايتيه: "بقايا اليوم"، و"لا تتركني أذهب أبداً"، وقد كرَّمته ملكة بريطانيا بلقب "فارس" وحصل على أرفع الأوسمة من فرنسا واليابان ودول أخرى. بطلة الرواية "كلارا" صديقة اصطناعية مُصمَّمة لصحبة الأطفال ومساعدتهم، ومهمَّتها الأولى هي ملاحظتهم وتعلُّم سلوكهم وتقليدهم، لكي تُدرك مشاعرَهم وتُسعدهم وتلعب دورَهم عند اللزوم. كانت المفارقة أن "كلارا" كآلة حديثة وذكية تستمد الطاقة من الشمس، فصارت الشمس في عالمها مصدراً للطاقة والحياة لكل الناس والأشياء، فهي مصدر الحرية والشفاء لأنها تستطيع دائماً أن تجد طريقها إلينا، فتنير نهارنا ومسارنا، وتحافظ على استدامة بيئتنا ومقوِّمات حياتنا. بسبب ذكائها وقوة ملاحظتها، حازت "كلارا" على إعجاب أسرة الفتاة المريضة "جوسي"، فاشترتها أمُّ "جوسي" من محل لبيع الروبوتات، وبعد أن تعلمت "كلارا" كل ما تحتاجه لتكون صديقاً آلياً وفياً، وخدمت صديقتها المريضة "جوسي" وصارت تُقلِّدها وتُساعدها على كل شؤون حياتها، أقنعت أمها بتعريض "جوسي" للشمس عبر نافذة غرفتها، وعندما شُفيَت الفتاة وكبرت وابتعدت عن البيت لاستكمال دراستها، تجاهل الجميعُ "كلارا" لتعود آلة صمَّاء، بلا طاقة وبلا حياة. لقد أعادوها إلى مخزن المنزل المُظلم لتعيش في الظلام من جديد، مثلما كانت تعاني بإبعادها عن نوافذ وواجهات العرض وإدخالها في مخزن الشركة، ومرةً أخرى، يتكرَّر نفس السؤال: ماذا يعني الحب؟ وماذا يعني العدل قبل زمن الذكاء الاصطناعي، ومعه، وبعده؟ وهل الصداقة المصطنعة خيال علمي أم خرافة وخيانة بشرية؟! ملخَّص كتاب صوتي ومقروء، لرواية عبقرية، ومؤلمة، وجارحة، ومخيفة. فإن كان مستقبلنا مهدداً حقاً، فمصدر التهديد الوحيد، هو نحن، لا غيرنا.