الإجابة

عميلنا العزيز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد تعرض مفهوم التنمية لتغيرات عديدة بداية من تعريفه بأنه:

- النمو الاقتصادي                                     - التنمية الاقتصادية

- التنمية الاجتماعية الشاملة                            - التنمية البديلة

- التنمية المستدامة                                     - التنمية البشرية

- التنمية الإنسانية

تعدد مفهوم التنمية عموما، حيث تم تطويره أكثر من مرة حيث أنه عرف في بداية الخميسينات بأنه: الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة ، حتى يتسني الحصول على أكبر إنتاج وبأقل التكاليف وفي فترة زمنية محددة " وقد برز مفهوم التنمية Development  بداية في علم الاقتصاد حيث استخدم للدلالة على عملية : "إحداث مجموعة من التغيرات الجذرية في مجتمع معين بهدف إكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل أفراده"  بمعني زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الأساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه بالصورة التي تكفل زيادة درجات إشباع تلك الحاجات عن طريق الترشيد المستمر لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة وحسن توزيع عائد ذلك الاستغلال .

ثم انتقل مفهوم التنمية إلي حقل السياسة من ستينات القرن العشرين حيث تعرف التنمية السياسية بأنها :" عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب غايته الوصول إلي مستوى الدول الصناعية ". ولاحقا تطور مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية فأصبح هناك التنمية الثقافية التي تسعي لرفع مستوي الثقافة في المجتمع وترقية الإنسان ، وكذلك التنمية الاجتماعية التي تهدف إلي تطوير التفاعلات المجتمعية بين أطراف المجتمع .

ومن التعريفات الهامة للتنمية : "أنها حركة غرضها تحسين الأحوال المعيشية للمجتمع في جملته على أساس المشاركة الإيجابية لهذا المجتمع وبناء على مبادرة المجتمع بقدر الإمكان وفي حالة عدم ظهور هذه المبادرة بصفة تلقائية ينبغي الاستعانة بوسائل منهجية لبعضها واستشارتها بطريقة تضمن استجابة فعالة لهذه الحركة"

ثم تم استحداث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع . ويستهدف مفهوم التنمية البشرية وضع الإنسان في موقع الصدارة، وفي بؤرة التركيز هدفاً نهائياً، ومسهماً فاعلاً – في جهود التنمية، ومن ثم استدعى الأمر تصحيحاً في النظرة إليه واعتباره مجرد رأس مال، أو مورداً بشرياً في عمليات الإنتاج .وهذا يعني أن التنمية البشرية إنما تستهدف توفير الشروط والظروف التي تمكن الإنسان – كل إنسان – من تحقيق إنسانيته، وأن هذا التحقيق لذاتية الإنسان يشمل مختلف مقوماتها وخصائصها، وهو خط البداية في تصور مطالب الإنجاز الإنمائي، وهو كذلك خط النهاية في تقويم ذلك الإنجاز على آماده القريبة والمتوسطة والبعيدة.

ويتطلب تحقيق ذاتية الإنسان ومقومات إنسانيته، الإدراك لكينونته وصيرورته، وما يتطلبه ذلك من الوفاء باحتياجاته البيولوجية، والعقلية، والوجدانية، والاجتماعية، والثقافية، والروحية. واعتبارها كلا متوحداً، لا يخضع للثنائيات، أو التجزئة، أو التفاضل. ومن ثم تتجمع مقاصد التنمية البشرية في جهد متصل لتنمية كل تلك القدرات والخصائص والطاقات إلى أقصى ما يمكن أن تبلغه خلال مراحل نموه من الطفولة إلى الشباب، فالنضج، حتى الكهولة.

يوضح التعريف الذي اعتمدته تقارير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، باعتبار التنمية البشرية :

" عملية توسيع الخيارات أمام الناس، أي ما ينبغي أن يتاح لهم، وما ينبغي أن تكون عليه أحوالهم، فضلاً عما ينبغي أن يفعلوه، ضماناً لتنامي معيشتهم"

 إستناداً إلى أنها :

        1 -    تنمية الناس             2 - تنمية من أجل الناس      3 -    تنمية بواسطة الناس

وبالتالى فإن أموراً ثلاثة واجبة تشكل فى مجملها التنمية البشرية وهى :

1 -   الإستثمار فى قدرات البشر من خلال التعليم والصحة والمهارات المختلفة .

2 -   عدالة توزيع ثمار التنمية وعوائدها .

3 -   المشاركة فى كافة المستويات وتحمل الأعباء .

ومن ثم فإن التعريف التالى يعطى توصيفاً جيداً  للتنمية البشرية :

التنمية البشرية هى عملية تغيير ارتقائى، مخطط، للنهوض الشامل، بجـــودة حياة الناس، فى مختلف جوانبها، يتشارك فيها الناس بعدالة، بتحمل أعبائها وتقاسم عوائدها

وعلى ذلك فإن التنمية البشرية تختلف عن مفهوم النمو الاقتصادى لأن النمو الاقتصادى شرط ضروري للتنمية البشرية ولكنه ليس كافياً، فليس ارتفاع معدل النمو الاقتصادى ضامنا تلقائيا لتنمية البشر، ولا يعتبر تواضع النمو الاقتصادى مانعاً حتميا لتحقيق منجزات فى بعض مجالات التنمية مثل الصحة والتعليم . فالتنمية البشرية هى توسيع خيارات الناس، والدخل أحد هذه الخيارات ولكنه ليس الخيار الوحيد.

كما يختلف مفهوم التنمية البشرية عن مفهوم الحاجات الأساسية، الذى اقترحته ونادت به منظمة العمل الدولية كمقياس لكفاية عملية التنمية . حيث يشير مفهوم الحاجات الأساسية إلى تحديد حاجات بعينها تعد أساسية وهى الصحـة، التعليم، والغذاء، وإمدادات المياه والصرف الصحى، وما دونها ليس كذلك، ولكن التنمية البشرية تعمل على توسيع خيارات الناس فى ظل حاجات متعددة ومتطورة طبقا للظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التى يعيش فيها الناس

أما التنمية البشرية فتهتم بإشباع الحاجات وفقاً لاختيارات الناس ولا تفرق بين حاجات أساسية وحاجات غير أساسية. كما أن التنمية البشرية تشمل تنمية كل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية معاً فى ظل غاية أساسية وهى تنمية القدرات البشرية. ويمكن هنا التفرقة بين التنمية البشرية وتنمية الموارد البشرية حيث تمثل الأخيرة جزءاً من الأولى إن جاز التعبير، لأن الموارد البشرية تعنى التركيز على البشر عند مرحلة عمرية معينة وهى مرحلة العمر الإنتاجى، أما التنمية البشرية فتسعى للنهوض بالبشر عند كل المراحل العمرية المختلفة، وعلى الأبعاد الاجتماعية والإنسانية المرتبطة بحياة هؤلاء البشر ولا تركز على البعد الاجتماعي فقط، لأن كل ما يحيط بالبشر يؤثر فى الموارد البشرية من تعليم وصحة وخدمات مختلفة ...الخ . أى أن مفهوم تنمية الموارد البشرية ينظر إلى الإنسان كقوة عمل؛ فهو عنصر إنتاج مثل الأرض ورأس المال، وبذلك يكون الاهتمام بمرحلة العمر الإنتاجى له مع إهمال مراحل حياته الأخرى (طفولة – شباب – كهولة). فى حين أنه لا يمكن الفصل بين قدرات ومهارات وإمكانات كل مرحلة عمرية والتأثير المتبادل بينها، وهو ما يعد أساس التنمية البشرية التى لا تتحقق بمجرد التركيز على تعظيم الناتج المحلى الإجمالي، فهي تولي أهمية خاصة لرفع المهارات الإنتاجية وزيادة القدرات وتكوين رأس المال البشرى وتلبية كل الحاجات الإنسانية وتوفيرها للإنسان وسيلة وغاية التنمية.

ختاماً، أنصحك -  بما إنك مهتم بهذا الموضوع الهام والخطير والحاسم - أن تقرأ مكتبة الموارد البشرية ففيها أحدث نظريات وصلت إليها نظريات وممارسات تنمية وإدارة الموارد البشرية على حد سواء؛ كالتمتين والكفاءات المحورية والجدارات الوظيفية والهندرة وغيرها الكثير.. ولقد أرفقت لك رابط المكتبة

مع تحياتي


للاطلاع على مزيد من الاجابات التفصيلية لسؤالك يمكنك الدخول على الاعداد التالية
الموارد البشرية والتدريب
التمتين تصحيح مسار الاستثمار البشري
مع تحيات
إدارة الاستشارات والتوجيه
Coaching
بقيادة : نسيم الصمادي
www.edara.com