الإجمالي $ 0
سلة المشتريات1120#
ما هي معوقات تطوير التعليم العالي، ومسببات انهيار التعليم الفني؟
مساء الخير , سؤالي يتمثل في نقطتين : 1- رغم أن الكثير من التربوين و غيرهم قد كتبوا في التربية و دعو لضرورة التغيير و لكن لم نشهد رياح تغيير تعم على كل أرجاء الكون ما السبب في التشبث بالطريقة التلقليدية للتعليم في جميع أرجاء العالم حسب رأيكم ؟ 2- لماذا بقيت النظرة لمن يتحيزون على مهن مثل الطب و الهندسة مطمح كل العائلات و ينتظون من أبنائهم ذلك ؟ بالرغم من أن سوق الشغل عموما أصبحت تتطلب عديد المهم فلماذا نجد النظرة المجتمعية التي تتشبث بالتعليم طويل المدى و تقلل من شأن الحرف و المهن التي تتطلب تعليما أقل ؟
الإجابة
عميلنا العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مشكلات التعليم العالي ليست كامنة فيه، بل هي نتاج الإدارة الرديئة والنظرة القصيرة، فإن الحلول ليست سهلة. تبدأ المشكلات في المناهج المدرسية، وتمتد إلى المناهج الجامعية التي لا تناسب لا شخصية الطالب، ولا توجهاته، ولا قدراته ولا حياته. وتتفاقم الأزمة في الجامعات الخاصة التي يسهل فيها النجاح لأسباب تجارية. ورغم تشابه التخصصات والمساقات، وبغض النظر عن الفصام التام بين ما يحتاجه العالم، وبين ما يتم تكريسه وتدريسه، إلا إن الجامعات لم تطور مناهجها ولم تتعلم من أخطائها، وبقيت تكرر المشهد الدرامي عقودًا بعد عقود، وبقي الداخل فيها مسنود، والخارج منها مفقود.
ومن معوقات تطوير التعليم العالي من وجهة نظري:
- القصور في توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة للوفاء بالتطوير الحقيقي- حيث إن التمويل من المحددات الرئيسة التي تقرر اتجاهات السياسة التعليمية.
- إهدار التجارب الناجحة التي تمت أثناء تطبيق الاستراتيجيات السابقة للتعليم خاصة المناهج وطرق التدريس والتقويم وغير ذلك.
- لم تستطع السياسات التعليمية السابقة ربط استراتيجية التعليم بخطة زمنية محددة بإمكانات مادية حقيقية ودور الجهات المنفذة، وربط كل ذلك بالخبرات والجهود السابقة في تطوير التعليم.
- لم تستطع السياسات التعليمية السابقة سد الفجوة الكبيرة بين الطلب الشعبي المتزايد على التعليم، وقدرة الأجهزة التعليمية على الاستجابة لهذا الطلب العادل كما تنص كافة الدساتير.
- عدم استقرار السياسة التعليمية، والتسرع في تطبيق بعض القرارات دون الالتزام بتجريبها وتقويمها قبل تعميمها.
- لم تستطع السياسات التعليمية المتتالية الاستفادة من وضع تصور موحد لأهداف التعليم، أو الاتفاق على أولويات تحقيق هذه الأهداف، ولم تحاول السياسات التالية استكمالها والبناء عليها، بل قد نجد وكأنها تبدأ من الصفر.
- ضعف المشاركة الشعبية والمحلية وذوي الخبرة وأصحاب الرأي في وضع السياسة التعليمية، وقد نتج عن ذلك عدم وجود مناخ مناسب يعمل على صياغة سياسة تعليمية تربوية سليمة.
- عدم الربط بين سياسة التعليم والسياسة العامة للدول حيث إن معظم قوانين التعليم ترتبط بشخص الوزير، ونتج عن ذلك سرعة إجراء بعض التعديلات أو الإلغاء.
- لم تستطع السياسات التعليمية المتتالية توفير متطلبات الزيادة السكانية من إنشاء مباني مدرسية جديدة، وفصول ومعلمين وتجهيزات ووسائل ومعدات وغير ذلك، حتي تراكمت المشكلات ولم تستطع سياسة أي وزير تعليم أن تحل هذه المشكلات.
- كان لدي المسئولين عن وضع السياسة التعليمية الجرأة على تعميم البرامج الإصلاحية والتي قد تقوم على آراء شخصية وأحكام ذاتية، قبل التجريب.
- التركيز في كل إصلاح مزعوم على الأعراض دون الوصول إلى الأسباب الأصيلة لمشكلات المجتمع التي تنعكس على التعليم، وفي ذلك مضيعة للجهد والوقت والمال.
- كثيرا ما تأخذ السياسات التعليمية أسلوبا لتطوير التعليم بطرية التجزئة حيث تركز على عناصر، وتهمل أخرى، مع أن التعليم منظومة متكاملة.
- العلاقة بين الخطاب السياسي وترجمته إلى واقع في أغلب الأحيان علاقة شكلية، حيث إن كثيرا من استراتيجيات تطوير التعليم، وتوصيات المؤتمرات واللجان هي توصيات معادة ومكررة، ولكنها لا توضح الأسباب والعوامل التي أدت إلى تراكم الخلل في التعليم وإلى تكرار نفس الصياغات دون تحقيق بعض النتائج.
- المؤسسات التعليمية قليلة الاستخدام لتكنولوجيا المعلومات إذا ما قورنت بالمؤسسات المجتمعية والاقتصادية الأخرى.
لقد اهتم التعليم بتعبئة الرأس، وأهمل الجسد والإحساس. اهتم بالحفظ والاسترجاع، ولم يهتم بالخيال الإبداع. ولقد حان الوقت لكسر قواعد التعليم التقليدية التي تهتم بالامتحانات والشهادات، أكثر من الاهتمام بالتفكير الحر، ومهارات الحياة، وقيم التعاون والحب والخير والجمال. فالتفكير خارج الصندوق في التعليم، هو كسر للقوالب الجامدة، وانحياز للإنسان وصناعة للمستقبل.
أما عن أفضلية التعليم العالي عن التعليم الفني فيرجع إلى أسباب نفسية واجتماعية، لكني لا أريد الحديث عنها ولكن أريد تقديم توصيات للتغلب عليها:
- ضرورة ربط التخطيط التعليمي بالتخطيط الاقتصادي في إطار خطة التنمية لتفادي تخريج قوى عاملة غير مرغوب فيها.
- استخدام التدريب التحويلي لتخفيف مشكلة البطالة الحالية .
- في إطار التنمية المتوازنة ,عمل مشاريع تنموية كبيرة في المحافظات الطرفية و توفير الخدمات بها بصورة تجعلها جاذبة للكفاءات والقوى العاملة المؤهلة الأمر الذي يقلل من الهجرة إلى مناطق الحضر و خاصة محافظة القاهرة مما يقلل من حجم البطالة بها .
- دعم التعليم بالمحافظات وربط التخصصات بكلياتها باحتياج المحافظة من القوى العاملة على المدى المتوسط والطويل .
- إنشاء قاعدة بيانات مرتبطة بشبكة معلومات تستفيد منها الأجهزة المناط بها وضع سياسات الاستخدام و تخطيط القوى العاملة وتخطيط التعليم .
- إنشاء معاهد عليا فنية لحل العقدة الاجتماعية للحصول على مؤهل عال ولكن مهني يوفر فرصة عمل حقيقية. وبشهادات معتمدة عالمياً
- الإصلاح الشامل بغرض بناء مهارات لجميع الراغبين في الدخول والتخصص في الأعمال الفنية والحرفية
- تغيير النظرة إلى التعليم الفني من أنه مجرد صمام لتخفيف الضغط على الجامعات إلى منظومة ووسيلة لمواءمة العرض في سوق العمل
- التكامل والتنسيق بين نظم التعليم والتدريب
- تحسين الجودة للوصول إلى المعايير القياسية الدولية
- تطوير وتطبيق نظم معلومات سوق العمل
- إنشاء شراكات استراتيجية مع قطاع الأعمال والمشاركة في وضع مناهج تعليم مطورة بصفة مستمرة
- التعاون الفني وإجراء البحوث في مجال التعليم الفني والتدريب المهني على المستوى القومي والإقليمي والدولي
- تنويع مصادر تمويل التعليم الفني والتدريب المهني
قال "أرسطو" في كتابه "الميتافيزيقيا": "جميع البشر مولعون بالمعرفة والتعلم، وهذا ميل فطري لديهم". وهو يقصد أن المعرفة تتكون بفضل الاحتكاك المباشر مع الأشياء الحقيقية والملموسة. ولهذا تتركز قيمة العمل في تحقيق نفس الهدف الذي تسعى إليه الفلسفة: وهو تكوين مجتمع من أفراد يحبون المعرفة.
إذا أردت أن تستمتع بحياتك فعليك أن تعي موقف الإنسان وأن تقبله على علاته محاولاً بلوغ أعلى مراتب النجاح؛ ولسوف تجد بعض الظروف الاقتصادية أفضل من غيرها. فحين ينفصل العمل عن التنفيذ والتطبيق، ننقلب بعضنا على بعض بل وعلى أنفسنا، لأن التفكير مرتبط بالفعل، فنحن نكتشف متعتنا الحقيقية من عملنا وتعاوننا مع الآخرين.
يقول "فاوجان كوين": "لكي ينتابك شعور إيجابي عن نفسك، كن إيجابيًا. الإنسان لا يعيش كما يفكر، بل يفكر كما يعيش."
أشكرك على سؤالك، وآسف على الإطالة ، وأقدم لك بعض الخلاصات ذات العلاقة بالموضوع:
تنظيم فوضى التعليم: كيف سيغير الابتكار الجذري كل أساليب التعليم
العدد: 6 العدد السادس من سنة 2011 حزيران (يونيو) :تتباين الأهداف لدى كل من المعلمين ودافعي الضرائب والمديرين وأولياء الأمور والطلاب والسياسيين، ويختلفون بشأن الأسلوب الأمثل لتطوير التعليم. ترى الخلاصة أن التغيير ممكن، وأن معرفة ما يجب عمله هي البداية، وأن حث الناس على التعاون صعب جدًا ما لم يكن الحافز نابعًا منهم. هناك ثلاثة احتمالات للنجاح: لغة الحوار، وتحمل السلطة للمسؤولية، والفصل بين الأطراف، ليتم تطوير التعليم القديم كما يتم تطوير المنتجات الجديدة.
تطوير الإشراف التربوي وتعليم المعلمين: سد فجوة التحصيل المدرسي بالذكاء والتعاون البناء
العدد: 29 العدد الثاني من سنة 2013 أيار (مايو) :على المديرين تجاوز مرحلة مراقبة الفصول الدراسية إلى الإشراف النشط على تخطيط المناهج، والتقييم المرحلي المباشر، والمتابعة، بحيث يظل تعلم الطلاب ومستوى التحصيل هو هدف كل حوار مدرسي بناء. بقراءة هذه الخلاصة سيتعلم المديرون إجراء مراجعة سريعة للفصول وتنظيم عملية إبداعية وجماعية تشجع فرق المعلمين على استثمار طاقات الطلاب في التحسين المستمر لعملية التدريس الحديثة والمتطورة.
الإبداع المدرسي " تمكين الطلاب من تحقيق الذات في عالم تحكمه المتغيرات
العدد: 31 العدد السابع من سنة 2013 تموز (يوليو) : يمكن لفكرة واحدة أن تشعل فتيل الإبداع، ولكنها تحتاج لجهود جماعية لتواصل توهجها ولا تنطفىء شعلتها أبدًا. يجمع الباحثون على أهمية العمل الجماعي إذ أثبتت الدراسات أن الفرق الجماعية أكثر ”إنتاجية وفاعلية“ من الجهود الفردية. بقراءة الخلاصة ستواكب تطورات ومراحل التعليم الإبداعي، وتستغل التكنولوجية الحديثة، لتمكن طلابك من تحدي ومجابهة المشكلات في عالم تحكمه المتغيرات.
هكذا يكون التعلم: سبعة مبادئ علمية للتعليم الذكي
العدد: 36 العدد الثاني عشر من سنة 2013 كانون الأول (ديسمبر) : يتعلم الطلاب بطريقة أسرع إذا ربطوا بين ما يتعلمونه الآن وما يعرفونه بالفعل، إلا أن على المعلمين عدم افتراض أن الطلاب سيقومون على الفور وبصورة تلقائية باستخدام المعرفة السابقة، وعليهم بدلاً من ذلك تنشيطها بشكل متعمد للمساهمة في عقد روابط قوية بين هذه المعرفة والمعرفة الجديدة. لتتعرف على باقي المبادئ العلمية للتعليم الذكي، اقرأ هذه الخلاصة.
قداسة الأعمال اليدوية: نظرة جديدة إلى قيمة العمل
العدد: 430 العدد الثاني والعشرون من سنة 2010 تشرين الأول (أكتوبر) : يتجلى انفصالنا عن ممتلكاتنا وطريقة صنعها في عدة صور؛ منها: إلغاء حصص الصيانة في المدارس، وتصنيع منتجات معقدة يصعب على العميل فهمها، والازدراء الذي ننظر به إلى الصناعات اليدوية في ظل اقتصاد عالمي صار يقدس المعلوماتية. على عكس موظفي اليوم الذين تلقوا تعليمًا معرفيًا في أساسه ويتسم عملهم بأقصى درجات التجريد إلى حد أن معايير التميز فيه متماهية وتكاد تكون منعدمة في عديد من المجالات، فإن الحرفي الذي يعمل بيديه يلتزم بمعايير تمثل جزءًا لا يتجزأ من العمل ذاته؛ فالأنوار إما أن تكون مضاءة أو لا، وصنبور المياه إما أن يكون سليمًا أو لا. تعكس خلاصة "قداسة الأعمال اليدوية" هذه النظرية من خلال المزج بين تفاصيل التجارب الشخصية وبين بعض الاعتبارات الفلسفية
كما أنصحك بقراءة مكتبة المعلمين والتربويين:
تضم كل المتغيرات العالمية التي طالت التربية والتعليم في زمن التعليم الإلكتروني وتحتوي على أحدث النظم التعليمية والكتب التربوية القادرة على النهوض بمدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا، تهم الآباء والمعلمين والطلاب
https://edara.com/Library/Details/111