أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

المرأة الموظفة

تحرر المرأة بين الصمود والصعود وتحطيم القيود

بقلم : سالي هيلجسين 2024-07-18

قطعت المرأة شوطاً كبيراً في مسيرتها لتحقيق المساواة بينها وبين الرجل. ولكن على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال أمامها الكثير من العقبات لتجتازها سعياً لتحقيق المساواة في بيئات العمل. ونتناول فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي أثبتت كفاءتها في التغلب على هذه التحديات والازدهار في بيئة العمل. 
قدرات المرأة وإنجازاتها
تحجم كثير من النساء عن نسب الفضل لأنفسهن في الإنجازات التي يحققنها في بيئات العمل. فالمرأة بطبيعتها تترفَّع عن الاعتراف بنجاحها وإظهاره أمام الآخرين، وتنزع إلى نسب الفضل إلى فريق العمل ككل أو التقليل من دورها في النجاح المُحرز. ولكن يحول هذا السلوك المتواضع دون تلقِّيها للتقدير الكافي أو إظهار إسهاماتها الفردية، ومن ثم يعطل نموها الوظيفي ويحجب قدراتها. ولكي تتغلب المرأة على هذه الإشكالية تحتاج إلى التحلّي بالشجاعة للتعبير عن نفسها والتفاخر بإنجازاتها واستعراض مهاراتها والدفاع عن حقوقها بثقة متناهية. 
تحرُّر المرأة من القيود
من الأنماط الشائعة الأخرى في بيئات العمل نزعة النساء إلى وضع احتياجات وتوقعات الآخرين على رأس أولوياتهم بصرف النظر عن احتياجاتهن الخاصة فيما يُعرف بـ "داء التفاني". ينبثق هذا السلوك من الأعراف الاجتماعية التي تحصر أدوار المرأة في تقديم الرعاية والاعتناء بالآخرين والعطاء بلا مقابل. إلا أن السعي الدائم لإرضاء الآخرين على حساب النفس يعطل نمو المرأة الشخصي وتقدُّمها الوظيفي. ومن ثم تحتاج إلى إدراك أنها غير مسؤولة عن سعادة الآخرين، وأن التركيز على أهدافها ومهامها هو أبسط حقوقها. ولن يتحقق ذلك إلا برسم الحدود وتعلم الرفض وعدم تحميل النفس فوق طاقتها.
الصمود والاستمرار أهم من الكمال
تفترض معظم النساء أن العمل الشاق والسعي لتحقيق نتائج مثالية سيجلب لهن النجاح والترقيات. إلا أن التركيز على التفاصيل الدقيقة والعمل لساعات أطول لن يجديهن نفعاً؛ إذ يحتجن في المقابل إلى تبنّي نهج استراتيجي يركز على التقدم المستمر واقتناص الفرص بدلاً من السعي وراء الكمال. 
وكلما ترفعت المرأة عن ملاحقة التفاصيل التي لا طائل منها، زادت قدرتها على رؤية الصورة الأشمل وخوض المجازفات ومجابهة التحديات وإظهار إمكاناتها القيادية. ولكي يتحقق ذلك يجب أن تجدد المرأة أدوارها وتركز جهودها على التقدُّم المستمر واغتنام فرص النمو الملوِّحة في الأفق.
المرأة بين التقاليد والقيادة
توضع النساء عادةً في قوالب نمطية تحسر أدوارهن في دعم الجهود القيادية بدلاً من تزعُّمها. إلا أن معتقد أن المرأة بفطرتها أقل قدرة من الرجل على تقلُّد أدوار قيادية صار بائداً ومُجحفاً في ضوء الإنجازات البارزة التي تحققها يوماً تلو الآخر في مختلف المجالات. ويحتاج التصدِّي لهذه التحيُّزات إلى تبني المرأة نهجاً متعمَّداً لتغيير مفهوم القيادة وإبراز قدراتها الفريدة ومشاركة وجهات نظرها المبتكرة بثقة وحزم تؤهلانها لإلهام الآخرين وتمهيد الطريق إلى إحلال تغييرات جذرية في بيئات العمل.
الإمكانات الكامنة والمرأة
تُشكّل الاستراتيجيات السابقة خطوات أساسية في رحلة الصعود التي تسلكها النساء أملاً في خلق بيئات عمل أكثر مساواة وعدلاً وشمولية. فعندما تتحرر المرأة من القيود الذاتية التي تستهين بقدراتها، والقيود الاجتماعية التي تُحمِّلها فوق طاقتها، والضغوط العاطفية التي تجبرها على التفاني في سبيل الآخرين، فإن المكاسب المتحققة لن تقتصر عليها فحسب؛ وإنما ستسهم في تشكيل بيئات عمل أكثر تنوعاً وابتكاراً واقتصاد أكثر ازدهاراً واستقراراً بشكل عام. لقد آن الأوان لتستردّ المرأة مكانتها الفعلية وتُمهد الطريق لمستقبل زاهر يقرّ بقدراتها ويعترف بمواهبها ويُقدِّر إسهاماتها. 
راجع ملخص كتاب الإمكانات الكامنة: علم اكتشاف القدرات وتحقيق الإنجازات. الكتاب الرائع لـ آدم جرانت مؤلف كتاب إعادة التفكير. خلاصات كتب المدير، العدد رقم 949، 2023.  
للمزيد يمكنك الاطلاع على ملخصات كتب مشابهة مقروءة PDF أو ملخصات كتب صوتية Audio على موقع إدارة.كوم Edara.com:
 
تأليف:
• سالي هيلجسين: تحتفي بها مجلة فوربس بصفتها الخبيرة الأولى في مجال القيادة النسائية على مستوى العالم إلى جانب كونها مؤلفة ومتحدثة ومدربة مرموقة في مجال القيادة تحقق أعمالها أعلى المبيعات.
• مارشال جولد سميث: مُدرب ومؤلف في مجال القيادة التنفيذية.

Title: How Women Rise: Break the Habits Holding You Back from Your Next Raise, Promotion, or Job
Authors: Sally Helgesen and Marshall Goldsmith
Pages: 256 
Publisher: Hachette Books
ISBN: 978-0316440127

بقلم : سالي هيلجسين