أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

ذكاء الحِوار

كيف يتحدَّث القادة العظماء بثقة ويحقِّقون نتائج عظيمة؟

بقلم : جوديث جليزر 2023-09-07

المُحادثات ليست مجرد وسيلة لتبادُل المعلومات أو الدردشة، فهي مصدر لبناء العلاقات، وترسيخ الثقة، وتجديد الطاقة، ودعم الأفكار التي تشكِّل ثقافاتنا في النهاية. 
الأقسام الخمسة للدماغ
لكلِّ إنسان خمسة أنواع من الدماغ. يلعب كل دماغ دوراً مختلفاً في إدارة التعامل والتواصل مع الآخرين على النحو التالي:
• الدماغ البدائي: وهو الجزء المسؤول عن تنبيهنا إلى المخاطر المُحتملة.
• الدماغ الحوفي: يساعدنا على التمييز بين الأصدقاء والأعداء، ويتعامل مع احتياجاتنا ومشاعرنا وعلاقاتنا مع الآخرين. 
• الدماغ التفاعلي: يُترجِم تفاعلات الجسم الحيوية والكيميائية، بما في ذلك مستويات الطاقة والهرمونات، إلى دلالات ذات معنى حول تفاعلاتنا مع الآخرين. 
• القشرة المُخيَّة الحديثة: تفرز المعلومات الواردة من الحواس الخمس والذكريات والتجارب بهدف تكوين صورة عن الواقع.
• قشرة الفص الجبهي (الدماغ التنفيذي): تقع على حافة القشرة المُخيَّة الحديثة، وتتولَّى مُعالجة البيانات الداخلية والخارجية بهدف التنبُّؤ بالمستقبل واتخاذ القرارات وفقاً لذلك. 
يُعزِّز الذَّكاء الحواري وعيك بالديناميات النَّشطة داخل عقلك وجسمك حتى يمكنك تعطيل الأنماط غير المُجدية، وخلق أنماط جديدة مُؤثِّرة، ومن ثمَّ الانتقال من وضعية الشك إلى اليقين. 
أنواع المحادثات 
يمكن تقسيم المحادثات إلى ثلاثة مستويات، وهي:
1. المحادثات التفاعلية: تُركِّز على تبادل المعلومات بهدف إنجاز مهمَّة، أو التحقُّق من أخرى، أو تأكيد وجهة نظرك. تعتمد هذه المحادثات غالباً على السؤال والجواب، وتهدف إلى مشاركة الحقائق أو البيانات أو المستجدَّات الخاصة بمسألة ما، وهي عادةً أسئلة يُراد بها تصريحات أو توجيهات، ويُجاب عنها بنعم أو لا، مثل: “ألا تعتقد أنه يتعيَّن عليك فعل كذا؟”، أو “هل سيكون هذا مناسباً لك؟”. 
2. مُحادثات مراكز القوة: سُمِّيت هكذا لأنها تقوم على فرض السيطرة، وتهدف إلى إقناع الطرف الآخر بسداد رأيك، أو كسب ما يكفي من معلومات للتفوُّق عليه. تقوم هذه المحادثات على الاستفسار، وتأتي في هيئة أسئلة مفتوحة النهايات، ولكنها في نفس الوقت غير استفزازية أو توجيهية، مثل: “ألا تتفق معي على أن الخيار الأول هو الأمثل؟ وهل هناك ما يعيب هذا الرأي؟”.
3.المحادثات التحويلية: تركِّز على تحقيق التوافق مع الآخرين بهدف الاشتراك في بناء الواقع أو تغييره، وهنا يتفق الطرفان على تضييق الفجوة بينهما من خلال تبادل الأفكار، واستكشاف الفرص، وخلق قيمة وتحديد أهداف مشتركة. أسئلة هذا المستوى مُحفِّزة بطبيعتها، وتحثُّك على البحث عن إجابات لا تعرفها في الوقت الحالي.
تدور معظم محادثاتنا حول المستوى الأول والثاني، لأنهما يُركِّزان على إقناع الطرف الآخر بوجهة نظر أو استراتيجية مُحدَّدة. يظن كل طرف أنه يخوض حواراً بنَّاءً مع الطرف الآخر، ولكنه يُغرِّد منفرداً في سربه، ويخوض معركة لإثبات وجهة نظره، ما يُنشِّط وضعية الهجوم وانعدام الثقة. 
عندما ندير محادثات المستوى الثالث، نكون على دراية بتوجُّهاتنا ووقع كلماتنا، ونتحكَّم تماماً في إيقاع الحوار، ومن ثم تسهل المواءمة بين نوايانا (ما نقصده فعلياً) وبين الأثر المُتحقِّق (ما يتلقَّاه الطرف الآخر). 
التنقُّل بين المستويات الثلاثة
هناك العديد من الأدوات والإطارات التي تساعدنا على الانتقال من المستوى الأول إلى الثالث، ومنها “لوحة المراقبة” التي تساعدك على اختيار المستوى الذي تريده للمحادثة وتحديد النقاط التي تحتاج إلى معالجتها، كما يمكنك الانتقال بشكل واعٍ من المستوى الأول إلى الثالث من خلال متابعة لوحة المراقبة، والتي تُنشِّط أنواع الدماغ الخمسة لخلق تيَّارات إيجابية تحفِّز الثقة، وتتكوَّن هذه القائمة من:
• الشفافية: تعمل على مستوى الدماغ البدائي.
• تكوين الروابط: تعمل على مستوى الدماغ التفاعلي.
• الفهم: يستهدف الدماغ الحوفي.
• النجاح المُشترك: يُنشِّط القشرة المخية الحديثة. 
• الصدق وتقصِّي الحقائق: يُشغِّل الدماغ التنفيذي.
لكي تعزِّز ذكاءك الحواري، عليك إجادة الانتقال من المستوى الأول إلى الثالث، وذلك بمحاولة فهم وجهات نظر الآخرين من دون تحيُّز لآرائك الشخصية، وأن تسعى لتحقيق مكاسب مشتركة، وأخيراً أن تتأكَّد من اتساق ما تقوله مع ما تقصده لتدير دائماً حواراً بناءً مثمراً.
تأليف:
جوديث جليزر: أستاذة أكاديمية، ومديرة تنفيذية، وعالمة إنسانيات أمريكية.
للمزيد إليك الكتب التالية:
  1. خلاصة كتاب "فن التواصل الفعال"
  2. خلاصة كتاب "كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت وأي مكان"

Title: Conversational Intelligence: How Great Leaders Build Trust and Get Extraordinary Results
Author: Judith Glaser  
Publisher: Routledge
Pages: 232
ISBN: 978-162956143

بقلم : جوديث جليزر