الغذاء

عداد وجباتك بنفسك يمكِّنك من تناول طعام صحي والحفاظ على البيئة أيضاً، فطعامك هو المصدر الأساسي الذي ينفع جسمك أو يضرُّه، وينعكس هذا النفع أو الضرر على كوكب الأرض بأسره.

الغذاء وعدم المساواة أهم أسباب الأمراض والوفاة

حين نطالع الأخبار، نشعر أن العالم يتداعى وينهار من حولنا، وكل هذا بسبب الغذاء، فكيف يحدث ذلك؟

تأمَّل أهم أزمات عصرنا الحالي بدءاً من صحتنا، ستجد أن النظام الغذائي هو السبب الرئيس للوفاة والمعاناة والإعاقة في جميع أنحاء العالم، ويعد تناول الأطعمة المعالَجة والمحتوية على نسب عالية من السكر سبباً في ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري، وأمراض القلب، والسرطان التي تقتل نحو 50 مليون شخص سنوياً.

أما عدم المساواة فتأتي في الترتيب الثاني من حيث أسباب الوفاة والأمراض، إذ يزيد احتمال تناول الفقراء ومحدودي الدخل لهذه الأطعمة، ما يجعل الأطفال الذين ينشؤون على تناولها أكثر عرضة لسوء التغذية التي لا تؤثِّر في نموِّهم البدني فحسب، بل على نموهم الذهني كذلك، ما يعوق التقدُّم، ويؤدِّي إلى مزيد من الفقر، فيصبح انعدام المساواة حلقة مفرغة لا يمكن الخروج منها أبداً.

وهناك تحدٍّ آخر يتمثَّل في إرباك المجتمعات، وهو أمر تسبِّبه تجارة الغذاء، إذ تبعد الأعمال التجارية الزراعية الناس عن أرضهم وتقاليدهم، ما يجلب عادات غذائية وزراعية سيئة، وتمثِّل هذه الأمور كافة تحدِّيات كبيرة يواجهها عالمنا.

الزراعة الكثيفة تضرُّ البيئة

تعدُّ التربة أهم عناصر النظام البيئي، فهي بيئة مكوَّنة من الكائنات الدقيقة، والديدان، والفطريات، وما شابه مما يسحب الغذاء من المواد الميتة وينقله إلى النباتات، ومن ثم حين تكون التربة غير صحية، لا يمكننا الاستمرار في زراعتها. كما تمتصُّ التربة أكبر قدر من ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم حين نزرع الأرض عدة مرات دون توقُّف، ننتج كماً من ثاني أكسيد الكربون يفوق ما ينبعث من شركات الوقود الأحفوري كلها.

كما تؤدِّي ممارسات الزراعة المكثَّفة حالياً إلى تدمير التربة بسبب مبيدات الآفات والمُخصِّبات، وحين ندمِّر التربة الخصبة، نضطر إلى إضافة مزيد من المخصِّبات النيتروجينية، لأنه من دون هذه المواد، لن ينمو الزرع.

وتصل المخصِّبات الضارة إلى الأنهار والبحيرات والمحيطات فتقتل الحيوانات والنباتات البحرية، بل وقد تسمِّم مياه الشرب أحياناً، كما أن هذه المبيدات والمخصِّبات هي أسوأ ما يواجهه النحل والفراشات التي تحمل حبوب اللقاح، ما يمثِّل أزمة طاحنة لكوكب الأرض. فمن دون حبوب اللقاح، لن تكون هناك محاصيل، ولن نجد طعاماً كافياً، وستحدث المجاعات في بلدان كثيرة لا سيَّما الفقيرة منها.

الزراعة المستدامة يمكن أن تنقذ الكوكب

تنذر جميع المشكلات الغذائية الحالية بمستقبل مخيف، ولكنَّ هناك أملاً في إنقاذ كوكبنا إذا غيَّرنا عاداتنا الغذائية، وهو ما سيجبر أصحاب المشروعات الزراعية التجارية على تغيير أساليبهم، لأنهم سيضطرون إلى ذلك إذا لم يجدوا الأرباح الكافية التي تموِّل مشروعاتهم.

والغذاء الذي يفيد البشر يفيد النظام البيئي أيضاً، لذا علينا تناول الأغذية المزروعة بطريقة مستدامة من دون إضافة المبيدات.

وتتمثَّل أول خطوة تجاه الزراعة المستدامة في التوقُّف عن تدمير التربة، وهو ما يمكن تحقيقه بالزراعة المباشرة التي تعتمد فقط على حرث التربة ما يقلِّل من تضرُّرها، وهناك طرق أخرى مثل الزراعة الجافة التي تساعد على ترشيد استخدام الماء العذب.

تأليف:

مارك هايمان: مدير مركز “كليفلاند كلينيك” للطب الوظيفي ومؤسس ومدير “ذا ألترا ويلنس سنتر”.

للمزيد إليك الكتب التالية:

1. خلاصة كتاب "الغذاء لا الدواء"  https://bit.ly/3m8I2iL

2. خلاصة كتاب "غذاء العباقرة"  https://bit.ly/3MQYejm  

Title: Food: What the Heck Should I Eat?

Author: Mark Hyman

Publisher: Little, Brown Spark

Pages: 400

ISBN: 978-0316338868