أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

الروبوتات تبدأ العمل

كيف تتواصَل وتُبدع وتحتفظ بإنسانيتك في عصر الآلات؟

بقلم : كوري ماكومب 2023-05-18

المرح يحفِّز الإنتاج
كلما تقدَّمنا في العمر، أخذنا الأمور بجدِّية أكثر، وأثناء رحلتنا من المُراهقة إلى النضج، يتخلَّى معظمنا عن أحلامه في سبيل أهداف أكثر عملية.
نعتقد أن اللعب والمرح يساعدان الصِّغار على التعلم والتفاعل الاجتماعي، ولكن لا نعتقد أن لهما نفس الأثر في الكبار، رغم أن البالغينالمَرِحينيستجيبون للضغوط بطريقة أكثر إيجابية من أقرانهم الذين يتعرضون لنفس الضغوط.
فالمرحون أقل عرضة للتوتُّر، لأنهم يقاومونه أكثر من الآخرين، كما أن البالغين يتعلَّمون بمعدَّل أسرع من خلال الألعاب التفاعلية المرحة، تماماً مثل الأطفال في الفصول، والأهم أن أدمغتنا بطبيعتها تفسر المرح كمؤشِّر للحيوية والأمان.
وإضفاء طابع المرح على الأمور المُهمة لا يعني أن تنفي عنها الجدِّية والأهمية، ولكنه يذكِّرك بأن بعض الأمور لا ينبغي أن تُؤخَذ بجدية مفرطة طوال الوقت.
إذن فالمرح توجُّه عقلي مُثمِر في جميع الحالات، وهو محفِّز للإنتاجية، وليس مناقضاً لها.
الإنتاجيــة بلا غاية كالسهم المنطلق بلا هدف
ترتبط رغبتنا في أن نكون منتجين بطموحاتنا وتطلعاتنا، كما أن نزعتنا إلى إضفاء القيمة، ومضاعفة الإنتاجية، والمشاركة الفاعلة في المجتمع تتجاوز حاجتنا الغريزية إلى البقاء، إذ تعكس هذه النزعة، وتُعزِّز، دوافعنا الإنسانية التي تُلاحِق الطموح في سباق زمني، ولكن الطموح في حد ذاته لا يُولِّد الغاية، والطموح المجرد من الغاية يتحوَّل إلى إنتاجية فارغة؛ وهي حالة تشبه الجندي الذي يتخذ وضعية الاستعداد طوال الوقت، ويُصوِّب على أي هدف مُتحرِّك بلا وعي.
الإنسان منتج بطبيعته، ومن ثم يستحق أن تمنحه الحياة أكثر من مجرد حرية العمل، فهو يستحق أن يشعر بالإنجاز. ولكن بصرف النظر عن الطريق الذي يسلكه الإنسان بحثاً عن الغاية، فإن الغاية نتيجة مباشرة للعمل، فكيف تجد طريقك من دون أن تخرج لتبحث عنه! جرِّب أشياء جديدة واستكشف أفكاراً غير مسبوقة، فالفضول قوة دافعة لمن أحسن استثمارها، لذا وظِّفه في اكتشاف اهتمامات ومواطن شغف جديدة، واسترجاع شعورك بالغاية.
إذا كنت في مُستهل رحلتك للبحث عن الغاية، فكن منفتحاً على جميع الاحتمالات، وتأكَّد أنك ستجد ما يستحق سعيك إليه. كن منتبهاً دائماً، وتذكَّر أن الإلهام رفيق التجربة. البعض يضيِّعون حياتهم في انتظار آجالهم، والبعض يُفتِّشون عن الحقيقة في كل تفاصيل الحياة، والخيار دائماً لك.
أما إن كنت تعرف غايتك بالفعل، فلا تُفرِّط فيها، ولا تدع صخب الحياة وضغوط العمل الطاحنة تُلهيك عن غايتك، وتخلَّص من العقبات التي تحول دون تحرُّرك من قيود العالم المادي القاسية، واعمل قدر استطاعتك من دون تقصير، واستمتع بحياتك من دون إسراف، فنحن خلقنا لنعمل وننعم، أما الإنتاج المُجرَّد من المشاعر فهو وظيفة الروبوتات.
تأليف:
كوري ماكومب: كاتب مُستقل مهتم بالإنسان والتواصل والإبداع وطرق التفكير.
للمزيد إليك الكتب التالية:
  1. خلاصة كتاب "المرونة العاطفية"  https://bit.ly/3K9NmvU
  2. خلاصة كتاب "مكنونات السعادة"  https://bit.ly/3OhdmI5
 
Title: Productivity Is For Robots: How To (re)Connect, Get Creative, And Stay Human In The New World
Author: Corey McComb
Publisher: Independently published
Pages: 258
ISBN: 979-8554536502

بقلم : كوري ماكومب