أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

جامعات حُرَّة

مستقبل التعليم الجامعي وأثره في الطلاب

بقلم : جيفري سيلينجو 2023-05-09

تغيَّر التعليم الجامعي كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية، وصار مهماً أن نعرف أسباب تحوُّل الجامعات من مؤسَّسات تعليمية إلى شركات استثمارية.
التعليم تحوَّل إلى تجارة والطلاب أصبحوا عملاء
أصبحت الجامعات تتعامل مع الطلاب باعتبارهم عملاء، وتسوِّق برامجها الأكاديمية لهم كمنتجات، حيث يوجد  نحو 5300 كلية في الولايات المتحدة تدرِّس كل شيء بدءًا من التجميل إلى إدارة الأعمال، ووصلت إيرادات هذه المؤسسات إلى 490 مليار دولار في السنة، كما صارت تمتلك أصولاً بقيمة 990 مليار دولار تشمل الأموال، والاستثمارات، والمباني الجامعية التي تعدُّ مدنًا مصغَّرة، علاوة على إنفاقها 440 مليار دولار على السلع، والخدمات، والأشخاص كل عام.
وما نشهده الآن هو جامعات تحوَّل طلابها إلى عملاء، وقاعات دراسية مملوءة بالأساتذة والمساعدين الذين يهرعون إلى وظائفهم الأخرى بعد الانتهاء من التدريس، وطلاب يقضون وقتاً قصيراً في التعلم أو الاستذكار، وأصبح الطلاب يتطلَّعون إلى الراحة والتسلية والمتعة أكثر من رغبتهم في مواصلة مسار أكاديمي بعد تخرُّجهم.
هل يستفيد الطلاب بما يوازي المبالغ المدفوعة؟
45 بالمائة من الطلاب لا يحقِّقون نجاحاً في الكتابة أو مهارات التفكير النقدي في أول عامين من الدراسة الجامعية، وبعد انقضاء أربعة أعوام، تسوء مستويات أدائهم، إذ يخفق 36 بالمائة منهم في تحقيق أي تقدم. على سبيل المثال: يحقِّق الطلاب الذين يدرسون العلوم الإنسانية، والاجتماعية والعلوم البحتة والرياضيات نجاحاً باهراً، بينما دارسو العلوم التربوية والأعمال التجارية -وهو التخصص الأكثر رواجاً في جامعات الولايات المتحدة- فيحقِّقون أسوأ النتائج.
كما أن الطلاب الذين يحصلون على أقل الدرجات في بعض الكليات يعانون في حياتهم بعد التخرُّج، إذ يزيد احتمال عدم حصولهم على عمل والاستقلال عن الأهل، أو يستنفدون حسابهم الائتماني، كما أنهم لا يميلون إلى الاطلاع على الأخبار، ولا تشغلهم الأمور السياسية.
وسوف يستمر هذا الحال إن لم نتجه إلى تدريس جميع المواد عن بُعد، فالطلاب الذين يدرسون جميع المواد أو بعضها عن بُعد يحقِّقون نتائج أفضل من الذين يتلقَّون العلم بالطرق التقليدية.
الوقت ليس معياراً للتعلُّم
يقاس التعليم في الولايات المتحدة بعدد الساعات المعتمدة، أو الفصول الدراسية، أو السنوات الدراسية، وتعدُّ الساعات المعتمدة هي أساس نظام التعليم عموماً، وهي مبدأ وضعته الحكومة الفيدرالية، وتعادل الساعة المعتمدة التدريس على يد معلم لمدة ساعة زمنية وساعتين من العمل بعد المحاضرة أسبوعياً أثناء الفصل الدراسي. وتتيح هذه القواعد فرصة وجود بدائل، مثل الدورات التدريبية والعمل المختبري، لكن جميع البدائل قائمة على أساس الوقت الذي يقضيه الطالب في ساعات التعلم.
ولكن هذه الطريقة في تقييم تعلُّم الطالب غير دقيقة وغير مجدية، وللأسف لا توجد فروق بين الجامعات الكبرى في هذا الأمر، فبينما تحاول جامعةبنسلفانيامثلاً أن تتفوَّق على جامعةبن ستيت، على الأقل فيما يتعلَّق بمستوى دخل خريجيها بعد توظيفهم، فإن الأبحاث لا تشير إلى وجود فرق كبير بين خريجي الجامعتين.
تأليف:
جيفري سيلينجو: صحفي متخصِّص في مجال التعليم العالي لأكثر من عشرين عاماً.
للمزيد إليك الكتب التالية:
  1. خلاصة كتاب "تحول التعليم"   https://bit.ly/3VHLVc4
  2. خلاصة كتاب "الكلية"   https://bit.ly/41iKAcV
 
Title: College Unbound: The Future of Higher Education and What It Means for Students
Author: Jeffrey Selingo
Publisher: Amazon Publishing
Pages: 240
ISBN: 978-1477800744

بقلم : جيفري سيلينجو