أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

معضلة البداية الواهنة

كيف تبني شبكة كبيرة وتجني أرباحاً وفيرة؟

بقلم : أندرو تشين 2023-05-03

ما تأثير الشبكة؟
أفضل مثال يوضِّح مفهوم تأثير الشبكة هو تطبيقأوبرالذي بدأ تطبيقاً بسيطاً واجه الكثير من العقبات، وأخذ يتوسَّع وينتشر حتى تصدَّر قوائم المُؤسَّسات العالمية الناجحة بفضل تأثير الشبكة، وزاد هذا التأثير بشكل خاص بعد تفعيل خاصية مشاركة الرحلات، كلَّما زاد عدد مُستخدمي التطبيق، زادت احتمالات عثورهم على من يشاركونهم الرحلة، أي إن كل زيادة يشهدها تفاعل الأفراد بعضهم مع بعض على التطبيق يقابلها نمو الشبكة وتوسيع نطاقها، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على أرباح المؤسسة.
في المُقابل، إذا انتُزِعت الشبكة من المُعادلة، فستتلاشى الخدمة أو المُنتج من الوجود.
تأثير الشبكة عنصر حاسم في المنافسة
الاستفادة من تأثير الشبكة لتحقيق الربح ليس سهلاً، وبخاصةٍ في عصرنا الذي يتميَّز بتشتُّــت الانتباه ومحدودية الوقت، ومن ثم فإن التطبيقات والتقنيات الأكثر نفعاً وجذباً للجماهير هي التي تصمد وتزدهر لوقت طويل.
أصبح النجاح صعباً حتى على المُؤسَّسات العملاقة التي تُخطِّط لاقتحام سوق جديد تستحوذ عليه مؤسسات صغيرة، وحتى إن قدَّمت المُؤسسة العملاقة نفس المنتج الذي يُقدِّمه منافس أصغر بنفس الجودة والسعر، فلن تنجح بالضرورة في اختراق السوق ما دام المنافس الصغير قد أثبت مكانته، ورسَّخ أقدامه، وحقَّق الانتشار المطلوب بفضل تأثير الشبكة.
تأمَّل، على سبيل المثال، المعركة الدائرة بينسناب شاتوإنستجرام”. عندما حاول تطبيقإنستجرامنسخ خصائصسناب شات، مثل القصص والرسائل المُصوَّرة، لم ينجح في التفوُّق عليه، لأنسناب شاتيحظى بشبكة قوية ومتنامية لم يقوَإنستجرامعلى محاكاة تأثيرها الواسع.
البدايات الضعيفة هي العائق الأول
ينبغي أن تبدأ المؤسسة بانطلاقة قوية، وتتمثَّل هذه الانطلاقة في الشبكة الأولى التي يُرسِّخها أي مُنتج، فالمستخدمون الأوائل هم أكثر العناصر تأثيراً في رحلة صعود أي مُؤسَّسة، ولتحقيق النجاح في هذه المراحل المُبكِّرة، يتعيَّن على المؤسسة أن تبني شبكةذرِّيَّة؛ أي شبكة صغيرة وآمنة تنمو بشكل مُستقل، وألا تطلق مُنتجاً غير مُختبر بعناية ولم ترسِّخ له شبكة قوية، وتظن أن العملاء سيتهافتون عليه.
كيف تحافظ على الشبكات الكبيرة؟
قد يشكِّل نمو الشبكات الكبيرة في حدِّ ذاته خطراً جسيماً، وترتبط أولى هذه المخاطر بالنمو السريع، فبعد فترة وجيزة من انطلاق المؤسسة قد تُحقِّق الشبكة توسُّعاً هائلاً، ولكن هذا النمو قد يعقبه انهيار مفاجئ، وقد يرجع هذا الانهيار إلى تشبُّع السوق بالمنتج أو الخدمة التي تقدِّمها المؤسسة.
وهنا يكمن الحل في البحث عن طرق لتأسيس دورة نمو أخرى، من خلال بناء شبكات جديدة تساعد المؤسسة على الانطلاق بأقصى سرعة لمرات عديدة متتالية.
أما بالنسبة للمؤسسات الراسخة، فيتمثَّل دفاعها الأمثل في بناء خندق يحميها من منافسيها المبتدئين، ولكن ما المقصود بالخندق في هذا السياق؟ عندما تنمو المؤسسات، يزداد منافسوها بطبيعة الحال، ويسهل على المنافسين الصغار الاستفادة من تأثيرات الشبكة الكبيرة التي أسَّستها المؤسسة الراسخة، وهي سبب نجاحها واستمرارها.
ومن ثم فإن حفاظ المؤسسة على ريادتها ومكانتها في السباق التنافسي يتطلَّب منها تأمين شبكتها ضد الاختراق.
تأليف:
أندرو تشين: شريك عام في مؤسسةأندريسن هوروويتزالتي تستثمر في الشركات الناشئة المتخصِّصة في الألعاب، والترفيه، والأسواق.
للمزيد إليك الكتب التالية:
  1. خلاصة كتاب "المشاركة الذهنية"  https://bit.ly/3ANTe8o
  2. خلاصة كتاب "سبعة اتجاهات لتحقيق طفرة تكنولوجية في الإدارة الحكومية المحلية"  https://bit.ly/3AOgS4v
 
Title: The Cold Start Problem: How to Start and Scale Network Effects
Author: Andrew Chen
Publisher: Harper Business
Pages: 400
ISBN: 978-0062969743

بقلم : أندرو تشين