أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

أكبر درس في التاريخ

الحرب هي القاعدة والسلام هو الاستثناء

بقلم : ويل ديورانت 2023-03-19

يتناول هذا الملخص المميَّز دروساً من التاريخ تُفيد بأنه ليس كل ما نعرفه عن التاريخ بالضرورة صحيحاً
كل إنسان مختلف عن غيره
المنافسة شيء متأصِّل في جيناتنا البشرية، فالصيد كان يوماً ما هو سبب بقائنا، أما التعاون الاجتماعي وتحالف الدول فقد تطوَّر فقط لأنه في مرحلة ما أصبح ضرورة للبقاء على قيد الحياة، وحتى الآن يميل البشر إلى التعاون فقط لأنه يمنحهم ميزة تنافسية.
ووفقاً لعلم الوراثة فإننا جميعاً نولد مختلفين، ومن ثم يستحيل أن تصبح نسخة طبق الأصل من أي شخص آخر، كما أننا نسعى للتميُّز والمنافسة، ما يدفعنا إلى تدريب أجسامنا وعقولنا على أنماط سلوك مختلفة، ومن الطبيعي أن ينتج عن ذلك تباين واختلاف، لذلك فإن محاولة تحقيق المساواة التامَّة داخل المجتمعات لن تفيد، ويمكن للمجتمعات التي تتطلَّب المزيد من التخصُّص أن تحقِّق قدراً من المساواة من خلال احترام الإمكانات المختلفة لأفرادها، وتوزيع الفرص على هذا الأساس، ولكن ما سلكته الأنظمة الاشتراكية من تقييد لحرية الإنسان سعياً لتحقيق المساواة أثبت عدم فاعليته، ولن تنجح هذه الأنظمة في سعيها إلا بتوزيع السلطة والثروة والتأثير بشكل غير متساوٍ، أي وفق إمكانات واستعداد كل شخص، حينها فقط تخلق حرية كافية لاقتصاد قابل للازدهار وأمة متقدِّمة.
التطور البشري اجتماعي لا بيولوجي
الطبيعة البشرية لم تتغيَّر كثيراً منذ بداية الخلق، ولو تأمَّلت الأمر لوجدت أن معظم تطوُّرنا كان اجتماعياً، وليس بيولوجياً، فما تزال لدينا نفس الرغبات الأساسية في النوم وتناول الطعام وغيرهما، فإذا جاء شخص من اليونان القديمة إلينا في هذا العام (2023)، فسيظلُّ بإمكانه البقاء على قيد الحياة، وسيتدبَّر أمور معاشه، وسيتعلَّم أساليب وأنماط الحياة الحديثة، والاختلاف الوحيد الذي سيظهر سيكون اختلافاً سلوكياً وثقافياً، والسلوك قابل للاكتساب، والثقافة قابلة للرقي والتطوُّر.
التغيير الكبير الذي طرأ في السنوات الخمسة آلاف الماضية يشمل الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا والأخلاق، وهذه الأشياء ليست مرتبطة بشكل مباشر بتركيبتنا البيولوجية، فعلى سبيل المثال: يمكنك إحضار طفل من روما القديمة إلى القرن الحادي والعشرين، وسوف يكبر مثل الإنسان العادي.
السلام حالة استثنائية
ونظراً إلى أن المنافسة جزء جوهري وراسخ في الطبيعة البشرية، فمن البديهي أن تكون الحروب حالة مستمرة على مر العصور، فلم يخلُ تاريخ البشرية من الحرب إلا في %10 فقط من الوقت فيما هو معروف ومسجَّل.
والدول ليست سوى مجموعات من الأفراد، ولذلك فسلوكها بشري في جوهره، ومن أجل البقاء تحتاج إلى كثير مما يحتاجه أي شخص عادي، وهي ليست بمنأى عن الكوارث والأحداث المفاجئة، لذلك عندما تواجه الدولة مشكلات تتعلَّق بنفاد المخزون النفطي أو الجفاف أو المجاعة مثلاً، فإن الخطوة المتوقَّعة هي الدخول في حرب مع دولة أخرى للقتال من أجل الموارد.
إذن الحرب ليست غريبة، بل السلام هو الحالة الاستثنائية، والسبب الوحيد الذي قد يدفع الدول إلى تشكيل تحالفات هو ظهور تهديدات أكبر، وهو أمر لا يحدث كثيراً، ما يجعل السلام العالمي غير وارد إلا إذا اتَّحدت جميع الدول ضد عدو مشترك، على أن يكون هـذا العـدو أقــوى منها، أو أقوى من معظمها على أقل تقدير، ولهذا ستستمر الحروب، ويتواصل الابتكار لأن الحروب والمنافسة القوية تقود إلى التطوُّر وبناء حضارات مختلفة على مر العصور.
تأليف:
ويل ديورانت: اشتهر بكتابه العظيمقصة الحضارةالذي يضم 11 مجلداً، ونُشِر بين عامي 1935 و1975.
للمزيد إليك الكتب التالية:
  1. خلاصة كتاب "العالم عام 2053"  http://bit.ly/3yMaSsf
  2. خلاصة كتاب "ساعتنا الأخيرة"  http://bit.ly/42qxegk
 
Title: The Lessons of History
Author: Will Durant
Publisher: Simon & Schuster
Pages: 128
ISBN: ‎978-1439149959

بقلم : ويل ديورانت