أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

لا تحوِّل بيتك إلى مكتب

عندما نعمل في بيوتنا ونعيش في مكاتبنا

بقلم : آن هيلين بيترسن 2023-03-08

تغيَّرت ثقافة العمل مؤخراً بسبب الجائحة والتطوُّر التكنولوجي الذي عزَّز تقنيات التواصل والعمل من أي مكان، ولكن كيف نُعيد تصوُّر العمل حتى نجعل حياتنا أكثر جدوى ورفاهية من خلال الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة؟
العمل من المنزل هو القاعدة الجديدة
اعتقدنا جميعا أن العمل عن بُعد سيبدأ عهداً جديداً من الحرية والمرونة، إلا إنَّه على عكس المتوقَّع، طغى على حياتنا الشخصية والاجتماعية بدرجة كبيرة. فلماذا نمنح العمل هذا القدر من الأولوية؟ ولماذا يعدُّ التوازن بين الحياة والعمل مسألة معقَّدة إلى هذا الحد؟
تلاشي الحدود لا يعني المرونة
العمل تحت الطلبهو المرادف الفعلي للعمل من المنزل، حيث تلاشت الحدود الفاصلة بين العمل والحياة الشخصية. ولكي نُعالج هذه المسألة، يجب أن نتطرَّق أولاً إلى أحد المفاهيم المُتجذِّرة في ثقافة العمل الحديثة، وهو مفهومالمرونة”.
لا شك أن المرونة التي تقتضي أن يعمل الموظف من غرفة معيشته، من دون أي امتيازات           أو تكاليف تشغيل، تصبُّ في صالح المؤسسة. إلا إنها بالنسبة للموظف الكادح، لا تمتُّ إلى الحرية ولا إلى المرونة بصلة. ولذلك لكي نحقِّق مرونة فعلية في مجال العمل، على المؤسسات أن تدفع ثمن هذه المرونة، وستصب النتائج في مصلحة الجميع مهما بلغت التكلفة.
تصميم المكاتب المبتكرة يحتاج إلى إعادة نظر
كيف يعمل الموظف يومياً في نفس المكان الذي يمارس فيه أنشطته اليومية مع أسرته؟
الأمر صعب، ولكن قد ينجح إذا ما أعدنا ابتكار المكاتب، وقد بدأت بعض المؤسسات بالفعل في ابتكار أنماط عمل عصرية لمواكبة الظروف الجديدة التي تفرض العمل من المنزل.
وتهدف ابتكارات المكاتب الحديثة، في المقام الأول، إلى راحة الموظف وسعادته، مثل مكاتبجوجل، وتكمن الفكرة في أن بيئات عمل كهذه ستلبِّي احتياجات الجميع العملية والشخصية على حدٍّ سواء، بهدف شحذ الابتكار وروح الجماعة.
ولكنَّ مُصمِّمي المكاتب مؤخراً أصبحوا لا يميلون إلى تهميش الفارق بين المنزل والمكتب، ويتساءلون ما إن كان تلاشي الفرق بين المنزل والمكتب يعدُّ طريقة ملائمة للحياة أم لا؟
العمل عن بُعد لا يعني العزلة
علينا أن ندرك أن حياتنا الشخصية أهم بكثير من العمل، فما الذي نعمل من أجله في الأساس؟ كلنا نعمل من أجل كسب المال لتوفير المأكل والمأوى لأنفسنا ولأسرنا كي نحيا حياة هانئة، فلماذا إذن نُعطي العمل أولوية أكبر من حياتنا وأسرنا؟
لا يقتصر التحوُّل الذي نحتاج إليه على ما إذا كنا سنعمل داخل المكاتب أم عن بُعد فحسب، وإنما هو تحوُّل ذهني عميق. علينا أن نتذكَّر أن حياتنا الشخصية والعائلية أهم بكثير، والعمل يأتي ثانياً.
قد يبدو تغيير نمط العمل في البداية إهداراً للموارد المؤسسية، لا سيَّما بعد أن تغدو معظم المكاتب شاغرة، إلا إن التغيُّرات اللازمة جوهرية، وإذا ما أدرناها بكفاءة وحكمة، فستتفوَّق المكاسب المستقبلية على أي خسائر مؤقَّتة.
تأليف:
آن هيلين بيترسن: دكتوراه في الإعلام من جامعة تكساس، تكتب عن الإرهاق وثقافة ومستقبل العمل.
للمزيد إليك الكتب التالية:
  1. خلاصة كتاب "العمل عن بُعد"  http://bit.ly/3IQ1TL8
  2. خلاصة كتاب " الإدارة الافتراضية" http://bit.ly/3yg3WDm    
 
Title: Out of Office: The Big Problem and Bigger Promise of Working from Home
Author: Anne Helen Petersen
Publisher: Knopf
Pages: 272
ISBN: 978-0593320099

بقلم : آن هيلين بيترسن