أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

ما رأيكم بإعادة فرض الكمامات هذا الشتاء؟

ولماذا لم أصَب بكوفيد-19 رغم كثرة أسفاري؟

بقلم : نسيم الصمادي 2022-11-13

أَعُّد نفسي من القلائل الذين لم يخبطهم فيروس كورونا خبط عشوائي، مثل معظم من أعرفهم في دائرة علاقاتي الشخصية والمهنية. هناك أسباب اجتماعية وسلوكية وصحية جنبتني الإصابة بالفيروس، ويأتي في مقدمتها "الالتزام".
في رحلتي الأخيرة بين ثلاثة مطارات، لاحظتُ أن المسافرين ينظرون إلي باستغراب نظراً لتشبثي بالقناع. قال لي رجل الأمن إن الكمامات لم تعد ضرورية، فقلت له إنها ضرورة شخصية، لا رسمية. وقبل السفر بساعات، نزل معي في المصعد موظف يعمل في مكتب مجاور، وعندما نظر إلى وجهي المُقَّنع باستغراب، قلت مبتسماً - دون أن يرى ابتسامتي: أحاول الوقاية من الأنفلونزا مع بداية الشتاء، والماسكات أرخص من المضادات الحيوية بكثير!
من المستحيل تحديد السبب الحقيقي لعدم إصابتي بكورونا، ويبدو أن أخذي بعدة أسباب هي السبب. بدايةً، بادرت إلى تشغيل كل الموظفين من منازلهم قبل صدور أي تعليمات بذلك، وانتهزتُ فرصة الهدوء وإدارة الوقت لوضع لمساتي الأخيرة على كتاب يصدر الشهر القادم بعنوان: Beyond the 7 Habits: "ما بعد العادات السبع: لماذا يستحيل تطبيق عادات ستيفن كوفي السبع كاملةً، وما هو البديل؟". ويتمثل السبب الثاني بالالتزام الشديد بارتداء القناع في كل المناسبات التي تفرض أدنى مستويات الاختلاط بالغرباء. أما السبب الثالث فهو المبادرة إلى تلقي اللُقاح في أول فرصة أتيحت لي. ويمكن إضافة سبب رابع غير مباشر، وهو مواظبتي على تناول "فيتامين د" كوصفة طبية بسبب اضطراب مزمن في هرمون الغدة الجاردرقية.
في رحلتي الأخيرة، لاحظت أن الآسيويين أكثر التزاماً بالكمامات، مِنا نحن العرب ومن الغربيين. وباستثناء أطقم الخدمة الأرضية والجوية، لم يعد هناك من يرتدي القناع إلا المرضى ونسبة لا تكاد تذكر من الملتزمين سلوكياً، والمتعاطفين إنسانياً، والواعين صحياً. فبعدما كان عدم وضع الكمامة تهمة، انقلبت الآية وصارت الكمامات هي التهمة، وكأن من يرتديها يُحب التظاهر، أو إنه مريض ينبغي تجنبه. لا أحد يستطيع إجبار الآخرين على سلوك معين خارج قانون، ولكن مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر، وحتمية اختلاط الملايين من كافة بقاع الأرض، أقترح إعادة فرض الكمامات حتى نهاية فصل الشتاء، لتقليل احتمالات الإصابات، والأخذ بالعبرة والتعلم -ولو قليلاً- من أخطاء الماضي التي لم تَزَل آثارها ماثلةً بعد!
فماذا ترون؟

بقلم : نسيم الصمادي