أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

كيف تتعامل مع الخرافات الخمس لتطوير الذات

بقلم : أنس الداهود 2020-11-02

تطوير الذات رحلة حافلة بالتحولات وهدفها أن يعيش الإنسان سعيداً ويُضفي معنىً على حياته. فمن أين تبدأ هذه الرحلة؟
سؤال لا يستطيع معظم الناس الإجابة عنه، لأن لتطوير الذات عدة مسارات. وفي حين تُرشدنا بعض الطرق، فقد يحيد بنا بعضها الآخر عن مسارنا. ومهما كان الطريق الذي ستسلكه، حاول أن تعي خمس خرافات قد تقودك إلى طريق مسدود، وهي:
1. الاجتهاد والإصرار هما كل شيء. 
هل العزيمة تكفي للنجاح حقاً؟ ماذا لو لم يتمتع أحدنا بسمات العزم والاجتهاد؟ هل سيفشل بالضرورة؟
الجد والعزم صفتان عظيمتان. ولكن النجاح لا يتوقف عليهما. فمهارات التحليل، والصبر، واللباقة، والثقة بالنفس يمكن أن تقودنا إلى النجاح. هناك من يطبقون فلسفة: "اعمل بذكاء لا بجدٍّ وشقاء"، لأنه ليس مهماً أن يحتل الاجتهاد صدارة مواهبك ما دُمت تملك سماتٍ أخرى فريدة تؤهلك للنجاح. عندما تعي سماتَك القوية ومواهبَك الفطرية ستعرف نفسك أكثر، فتخطو أولى خطوات النجاح.
يكافح الكثيرون من أجل النجاح في بيئات عمل تُهدر طاقاتهم ولا تقدر إنجازاتهم، ثم يندهشون من عدم تَحقُّق غاياتهم. ولذا يجب الحذر من هدر طاقتك ووقتك وجهدك في بيئة عمل لا تناسبك.
 
2. يمكنني النجاح في أي مجال وأي مكان
إذا كان وعيك بذاتك هو الخطوة الأولى، فإن اختيار المجال والبيئة المناسبة هو الخطوة الثانية. لكل بيئة عمل تأثير مباشر على الأداء والإنتاجية والحالة النفسية. في بيئات التمكين والاندماج يكون النجاح سهلاً. بينما تقتل البيئات السلبية والروتينية طموحك وتستنزف طاقتك مهما تدفقت وكانت إيجابية. ولهذا ينجح بعضُنا في بيئات عمل أو مع مديرين معينين، ويفشلون في بيئات تناسب غيرهم ولا تناسبهم.
قبل أن تقبل وظيفة جديدة، تأكد من أن بيئة العمل الجديدة تتوافق مع شخصيتك. والقاعدة الذهبية تقول: "اختر المدير قبل المؤسسة". وأنا أقول: "اختر الأعمال التي تناسبك قبل أن تقبل راتبك!"
 
3. ابدأ بوضع الأهداف
سيخبرك معظمُ الناس أن رحلة تطوير الذات تبدأ بوضع الأهداف. ورغم أن هذه القاعدة تبدو من المُسلَّمات، فإنني أختلف معها. فبينما يعطيك وضع الأهداف دفعةً قوية في البداية، فقد ينتهي بخيبة أمل عندما تتخلى عن أهدافك لأي سبب. حين تفكر بتطوير نفسك، قد تضع أهدافاً غير واقعية لا تتناسب مع قدراتك ومواهبك. تتأثر الأهداف بعوامل خارجية مثل الأسرة والزملاء والخبراء، ومواقع التواصل. كما قد تُحاول تقليد مثلَك الأعلى، ما يجعل أهدافك مُقتبسة لا مكتسبة، وتقع فريسة لدفقة حماس تُضلِلُك فتضع أهدافاً غير قابلة للتحقيق.
عندما تبدأ بوضع الأهداف بعد اكتشافك لنفسك، فإنها ستنبع من داخلك وتنبثق من إدراكك لنقاط قوتك وضعفك. إذا مللت التخلي عن قراراتك وخططك التي تضعها بداية كل عام، فلا تفعل هذا مجدداً. اكسر عادة وضع الأهداف والتخلي عنها، وابدأ بفهم نفسك.
 
4. محاولة تطوير الذات في أوقات الأزمات
يخطئ الساعون لتطوير أنفسهم أثناء مرورهم بأوقات عصيبة. تطوير الذات ليس مُسكِّناً ولا علاجاً نتعاطاه مرةً واحدة. بل هو رحلة مستمرة وسلسلة تحولات تقودنا لأفضل حياة.
يمكن للصمود والتكيف والحصول على توجه مناسب يساعدك على حل مشكلة وتجاوز أزمة، ولكن عندما تُواصل رحلتك لن تتمكن من تطوير نفسك واستثمار فرصك. ابدأ رحلة التطوير حين يكون ذهنك صافياً وروحك المعنوية مرتفعة، لتتمكن من تخصيص ما يكفي من الوقت والموارد لتحسين حياتك واتخاذ قرارات أفضل.
 
5. يمكن تطوير ذاتك وتحسين حياتك بحضور دورة تحفيزية
ينفق ملايين الناس مبالغ طائلة على اللقاءات التحفيزية التي تَعدهم بوضعهم على الطريق الصحيح. يعطيك بعض الخُطباء والمحفزين فيضاً من الطاقة أثناء اللقاءات والدورات. وبعد بضعة أيام، تتبدد هذه الطاقة، وتعود ريمة ونعيمة إلى عادتهما القديمة.
لا أحد ينكر دور التحفيز في نفحنا بالكثير من الطاقة الإيجابية، بشرط أن تعرف أولاً كيف يعمل هذا التحفيز داخلك. سيلهب الخطباء حماسك بكلماتهم الرنَّانة المفعمة بالطاقة والقصص الملهمة. يملك بعض هؤلاء طاقة بدنية ومهارات تأثيرية أكثر مما يملكون من المعرفة. وحتى إن كانوا يعرفون أنفهسم، فهم لا يعرفونك أنت! حين يقول بعض الناجحين إن حياتهم قد تغيرت بسبب محاضرة، يكونون غالباً على حق؛ ولكن ما يحدث هو أنهم كانوا جاهزين للتطور والنمو لأن مواهبهم وقدراتهم توافقت مع إجراءاتهم. ما يغيرنا هو إرادتنا وقراراتنا لا ما نقرأه ونسمعه فقط. سنجد في رحلتنا فرصاً تضيف لنا وتنفعنا، وأخرى تحبطنا وتضرنا. وستكون محصلتنا في النهاية، نتاجاً لإرادتنا الحرة وقراراتنا الصحيحة. وحتى عندما يكون التحفيز الخارجي هو دافعنا الأول للتغيير، فإن انسجامنا مع أنفسنا وقرارنا الداخلي هو العامل الحاسم في التغيير.
اكتب قصة حياتك بنفسك، فليس أصيلاً من يقتبس ويعيش على حكايات الآخرين.
للتواصل مع المدرب: anas@edara.com

بقلم : أنس الداهود