أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

إصابة ترامب بـ كورونا: كذبة أم حقيقة؟

بقلم : نسيم الصمادي 2020-10-27

 
نُسمِّي كذب السياسيين دهاءً، وكذب الاقتصاديين تحليلاً، وكذب الإحصائيين نمذجةً، وكذب العرَّافين تنبؤاً، وكذب الإداريين استشرافاً، وكذب الأطباء تشخيصاً.وهناك كذب أسود، وكذب أبيض. ونقرأُ ونسمع على كل منصَّات التواصل كذباً بكل الألوان.
 
تتشَكَّل كذبة إصابة "ترامب" بـ"كورونا" من كل هذه الألوان؛ فهي كذبة سياسية واقتصادية وطبية ذات أهدافٍ مستقبلية. ورغم كل ما أطلَقَه أشياعُ نظرياتِ المؤامرة من أكاذيب عام 2020، أتعجّب من عدم مناقشة الإعلام الأمريكي لاحتمال أن يكون الفيروس كذبةً كبرى. رغم أنه، أي الفيروس، قد يتصدر غلافَ مجلة "تايم" بدلاً من "بايدن" إن حقق الفوز المتوقع. فهل هناك دليل واحد على إصابة "ترامب" بـ"كورونا"؟ بالقطع: "لا".
 
وهذه بعض استنتاجاتي التي تنفي ذلك!
  • "ترامب" لا يخجل من الكذِب، فقد كذَب منذ توليه الرئاسة حوالي 25,000 كذبة "فقط"! فما المشكلة في كذبةٍ كُبرى أخرى!
 
  • كلَّما دخل "ترامب" المُستشفى، يأخذ المدير الإداري في البيت الأبيض تعهُّداً عدلياً؛ مُوقَّعاً ومُوثَّقاً، بعدم الإفصاح. ومن يفتَح فمه لا يتم فصله فقط، بل يدفع غرامات تتجاوز إمكاناته وإمكانات كل عائلته المالية.
 
  • ذهب "ترامب" إلى"مركز ريد الطبي العسكري" ليستريح من الإرهاق، واستمر يُغرِّدُ ويُصرِّح للإعلام، وخرج بعد يومين ليقف في شرفة البيت الأبيض بعدما حشد كل وسائل الإعلام وكأنه "يوليوس قيصر". فالفيروس فرصةٌ لاستعراض الكاريزما ومهارات المصارعة الإعلامية والرياضية التي يتقنها.
 
  • لماذا نُقِلَ "ترامب" للمستشفى من دونَ زوجَتِه المُصابة؟ الأرجح أنها مَن أصيبَ بالفيروس فتم إبعادُه عنها لحمايته في مكانٍ مريح وآمن. وربما استمر عزلُها عنه حتى شُفيت تماماً، وهذا أمرٌ يصعُب تأكيده.
 
  • هل ظهرت على "ترامب" أعراض؟ أبداً. ذهب إلى المَشفى ماشياً، وعاد نافشاً ريشَه كطاووس في بلاد البطاريق. لم يتحَشرج صوتُه ولم يرتعش بدنه ولم يعطس مرةً واحدةً.
 
  • الرسالةُ المبَطَّنة التي بعث بها "ترامب" للناخبين أنه طرزان السياسة وشمشون أمريكا! فـ"كورونا" لا يقدر عليه، والفيروس ليس قاتلاً كما يقول المنافسون.
 
  • أخطر ما في كذبة "ترامب" هو حصوله على شهادة "مناعة" وهمية تُسوّغ له استكمال مهرجاناته الانتخابية من دون كمامة. فعداؤه لـ "الماسكات" أشَدُّ من عدائه للصين وفيروسها المستورد.
 
  • أراد "ترامب" الفوز بتعاطف الناخبين. فعاد يستأنف حملته الانتخابية ورحلاتِه المَكُّوكِية خلال أسبوع! عندما بدأ الإعلام يُحلِّل انعكاسات الفيروس على مستقبله السياسي، نَحَّى الفيروس جانباً وكأنه ربطة عنق، وعاد يزأر على مناوئيه وينهر مساعديه.
 
  • شُخِّص "ساديو مانيه" -لاعب ليفربول- بـ"كورونا" وعاد إلى الملاعب بعد 20 يوماً، وشخِّصَ "كريستيانو رونالدو" يوم 13 أكتوبر ولم يعُد بَعْد. فهل مناعة "ترامب" أقوى من مناعة أفضل رياضيي العالم؟
 
  • هناك من يُصابون بـ"كورونا" وتختفي أعراض إصابتهم بعد يومين أو ثلاثة. ولكن هذا يحدث للصغار ومتوسطي العمر فقط. بينما يعاني "ترامب" من السمنة وهو في منتصف العقد الثامن من العمر (للتوضيح: يمتد العقد الثامن من 70 إلى 79 سنة).
 
  • يُدرك "ترامب" أنه سيخسر الانتخابات، وقد صنَعَ لنفسه مبرراً استباقياً لتبرير فشله كقائد وسياسي وأخصائي أوبئة. وسيستخدم دخوله عالم السياسة مبرراً لفشله كرجل أعمال، لأنه يخلق المشكلات ويَسبِقُها بالمبررات. وهذه السِّمَة السيكوباثية في شخصيته ليست خفية.
 

بقلم : نسيم الصمادي