أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

لماذا يُفضِّل الأثرياء المدارس الحكومية على الخاصة؟!

بقلم : فريق تحرير إدارة.كوم 2019-07-25

في الولايات المتحدة الأمريكية، يُفضِّل أولياء الأمور الأثرياء إلحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية لا بالمدارس الخاصة، وهناك كثير من الأسباب تدفعهم إلى ذلك سنتعرَّف إليها خلال السطور التالية:
 
أولاً: مستوى المعلمين
تجتذب المدارس الحكومية في الولايات المتحدة المعلمين الأكثر تفوقاً، ويتضح ذلك من خلال تفاوت الأجور، فإذا قارنَّا بين الأجر الذي يتقاضاه المعلمون في المدارس الخاصة سنجده أقل من أقرانهم في المدارس الحكومية بنحو 14 ألف دولار سنوياً، وهذا الرقم ليس هيِّناً إذا أخذنا في الاعتبار أن المال الذي يجنيه المعلم في الولايات المتحدة يقل بنسبة %30 عمَّا يحصل عليه بقية حملة الشهادات الجامعية، لذلك يختار المعلمون المتفوقون الجهة التي تعطيهم أجراً يتناسب مع موهبتهم، وهذا يعني أنهم سيختارون المدارس الحكومية لأنها مدعومة بتمويل جيد، وهي الأقدر على دفع الأجور المرتفعة.
 
ثانياً: نتائج أفضل
كشف تقرير أصدره معهد علوم التعليم (IES) مؤخراً عن نتائج تتعلَّق بالبرنامج التعليمي “Opportunity Scholarship Program” الذي يخدم أبناء مقاطعة واشنطن، إذ كشف عن تفوق الطلاب الذين استمروا في مدارسهم الحكومية بنسبة %7.3 على الطلاب الذين التحقوا بالمدارس الخاصة بفضل المنح التي يقدمها البرنامج، وهذه النتيجة تحقَّقت حتى في المدارس الحكومية متواضعة الأداء، وإذا كنا نؤكد أن نتائج الامتحانات ما هي إلا أحد المعايير التي تبرهن على جودة المدرسة، ولكننا نضيف أن هذه النتائج الأفضل ليست هي الميزة الوحيدة التي تتفرَّد بها المدارس الحكومية الأمريكية.
 
ثالثًا: الأعراق والطبقات الاجتماعية
قد تضمُّ المدارس الخاصة أعراقاً مختلفة، لكنها وفقاً لطبيعتها لن تستوعب أبداً ذلك القدر الشاسع من التنوع الاجتماعي والاقتصادي الذي ترحِّب به المدارس الحكومية، وإذا شرعنا في سرد المنافع التي تعود على الطالب الذي يدرس في بيئة تتسع لمساحات أكبر من الاختلاف، فالقائمة ستطول، لكن نذكر على سبيل المثال: اكتساب مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع، والحد من القلق وزيادة الثقة والراحة النفسية.
 
رابعاً: التنوع الفكري
عادةً ما تنتهج المدارس الخاصة سياسات انتقائية حاسمة في اختيار الطلاب، فتشكِّل بذلك فصولاً متجانسة تكاد تتفق ليس فقط في معدل درجات الطلاب، ولكن في الاهتمامات المشتركة بينهم أيضاً، وإذا كان الطالب ينتفع من وجوده وسط بيئة من الطلبة جميعهم في المستوى العلمي والأخلاقي نفسه، فمن الصعب أن يشعر بتميزه، وعلى النقيض تقبل المدارس الحكومية كل الطلاب، فتتيح مساحات للتنوع في مستويات الإنجاز والبواعث والاهتمامات والمهارات، وهي بذلك تسمح لكل طالب بالتفرد في جانب أو آخر، وإبراز مواطن قوته، فتنعكس الفائدة على الجميع في إطار علاقات تكاملية.
 
أخيراً، وبصفتي مؤسس شركة استشارات تعليمية، فأنا أتعامل مع أولياء أمور وطلاب يحاولون اتخاذ كثير من القرارات الصعبة، والقرار الأهم الذي يتطلَّب منهم العناية الأكبر هو اختيار المدرسة التي سيلتحق بها أبناؤهم، وفي هذا الإطار وجدت أن كثيراً من العائلات القادرة على تحمُّل تكاليف المدارس الخاصة تقطن في مناطق بها مدارس حكومية متميِّزة، ومن هنا يأتي القرار الصعب باختيار المدرسة الحكومية وتفضيلها على الخاصة.

بقلم : فريق تحرير إدارة.كوم