أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

قصَّتي

كتاب للقادة يحكي رحلة 50 عاماً من حياة الشيخ القائد: محمد بن راشد آل مكتوم

بقلم : فريق تحرير إدارة.كوم 2019-02-27

يضم كتاب "قصتي" 50 قصةً تشكل فصولًا ومحطات في حياة واحد من أبرز القادة العرب، يوضح فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم 50 سنة من رحلة حياته العملية الغنية، ومسيرته الحافلة بالإنجازات، مستعيداً ذكريات وتجارب أسهمت في رسم معالم شخصيته وفكره ورؤيته.
 
في فصول الكتاب التي تتناول وقائع عربية وإقليمية، يشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القرَّاء تجاربَ لافتة، جمعت بينه وبين عدد من الزعماء العرب، ومن ذلك اجتماعه بالرئيس العراقي صدام حسين، أكثر من مرة؛ وكان الموقف الذي ترك الأثر الأكبر لديه، كما يروي في الكتاب، يوم ذهب للقاء صدام عام 2003، في محاولة أخيرة لتجنيب العراق الغزو الأمريكي الوشيك، حيث يقول: "بعد الغزو، لم يبقَ العراق كما كان، ولم تبقَ المنطقة كما كانت، كنت أحذِّر الأمريكيين من الغزو وأقول لهم: لا تفتحوا الصندوق المغلق".
 
وللمرة الأولى، يكشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن موقف طريف جمعه بالرئيس السوري الأسد الشاب يومها، حين اصطحبه في جولة بدبي بعيداً عن الرسميات، فاجأه بها، دون أن يُطلعه على تفاصيلها مسبقاً، إذ أخذه حاكم دبي في سيارته، بعيداً عن أعين الوفد المرافق، وقام وإياه بجولة في إحدى الأسواق وسط عامة الناس والمتسوقين، في تجربة تركت أثراً طيباً لدى الرئيس المستقبلي لسوريا، الذي لم يُخفِ إعجابه بدبي.
ولكن كانت للتاريخ كلمةٌ أخرى، لتدخل سوريا حرباً مدمرة، تسببت في قتل وتهجير الملايين من السوريين، "ومع ذلك"، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "ما زال لديَّ أمل ويقين بأن الشعب السوري الذي استطاع بناء أربعين حضارة على أرضه قادر على بناء حضارة جديدة".
ومن القصص المؤثرة التي يضمها كتاب "قصتي" تلك التي يتحدث فيها صاحب السمو الشيخ القائد محمد بن راشد آل مكتوم عن جوانب من حياته الشخصية في سنوات اليفاعة، وبلغةٍ تفيضُ عذوبةً ودفئاً، وبخاصة علاقته مع أمه الشيخة لطيفة بنت حمدان بن زايد آل نهيان، رفيقة درب الشيخ راشد بن سعيد لأكثر من 40 عاماً، (أم دبي؛ التي أحبها وبكى رحيلها الجميع).
 
وفي فصل بعنوان "من هناك بدأنا وهنا وصلنا"، يتناول حدثاً مهماً في تاريخ دولة الإمارات المعاصر، يتمثَّل في مشروع إرسال رواد فضاء إماراتيين للفضاء، ضمن مشاريع منظومة الفضاء الإماراتية المتكاملة، كمدخل يؤكد فيه رؤيته الساعية إلى أن تكون الإمارات "الأولى" ورفع سقف الطموحات والتوقُّعات وتكريس ثقافة الإنجاز، لافتاً بقوله: "أعشق تحطيم حواجزَ جديدة أمام شعبي، أحب الوصول إلى قمم غير متوقعة، وأومن بأن ما يقود الشعوب نحو التطور ليس الوفرة المادية فقط، بل الطموح.. الطموح العظيم".
 
كما يفرد حاكم دبي عدة فصول للحديث عن والده الشيخ راشد بن سعيد، باني دبي الحديثة، والدروس التي تعلَّمها منه في الإدارة والقيادة، ولعلَّ ما يميز تجربة الشيخ راشد ما يشير إليه في الكتاب بالقول: "كان الشيخُ راشد يُفضل دائماً الابتعاد عن ضوضاء السياسة وتشابكاتها ومعاركها الصفرية، ويقول إنها لم تصنع لنا نحن العرب شيئًا".
 
ويستعيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في "قصتي" بعض المواقف المؤلمة من بينها رحيل من يصفه بـ"أطيب رجل عرفته في حياتي"، وهو جده الشيخ سعيد، الذي يحسب له بأنه زرع البذور الأولى للتنوع الثقافي والإنساني الكبير الذي تتمتَّع به دبي اليوم، واصفاً إياه بالقول: "لم يكن يرضى بالظلم أبداً، وكان مع الحق حتى وإن كان ذلك على حساب أقرب الناس إليه".
 
ويفرد فصلاً آخر للحديث عن رحيل الشيخ زايد، مستذكراً لمحاتٍ من مسيرته الطويلة في إدارة الاتحاد قائلاً: "الناس نوعان: زائد على الحياة وزائد فيها، وزايد بن سلطان من النوع الثاني، زاد إلى حياته حياة شعب، وأضاف إلى مسيرته إحياء أمَّة، ونفع بحكمته وحنكته ملايين البشر، هذا هو الخلود الحقيقي"، ويضيف: "علَّمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسانُ حياً في القلوب والعقول، علَّمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسان عالياً في الحياة والممات".
 
ويختم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "قصتي" بفصل لافت بعنوان "الوصايا العشر" التي تُشكِّل من وجهة نظره مبادئ أساسية في الإدارة الحكومية التي يتعيَّن على كل شخص في موقع المسؤولية التمسك بها وتطبيقها، ومن بينها: استغلال مواقعنا في الإدارة الحكومية من أجل خدمة المجتمع والناس، وعدم التمسك بالمنصب على حساب المبادئ، قائلاً: "إذا أحببت الكرسي، قدمته على قيمك ومبادئك والغاية التي جئتَ من أجلها، وهي خدمة الناس". ومن الوصايا الأخرى التي يؤكدها ضرورة التخطيط ومراقبة الأداء والتواصل مع الجمهور والناس وتبني ثقافة الابتكار وتشكيل فريق عمل يُترجم رؤية القائد وينفذها. وفي هذا يقول: "لا تحلِّق وحيداً، لا تُغرِّد وحيداً، لا تصفق وحيداً.. اصنع فريقاً يحمل أهدافك إلى آفاق جديدة".
 
ومن أبرز ما جاء في الكتاب قوله:
"سيقولون بعد زمن طويل، هنا عملوا، هنا أنجزوا، هنا وُلدوا، وهنا تربَّوا. هنا أحبُّوا، وأحبَّهم الناس، هنا أطلقوا ذلك المشروع، وهنا احتفلوا بإتمامه. من هنا بدؤوا، وهناك وصلوا في سنوات معدودات".

بقلم : فريق تحرير إدارة.كوم