الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
ذكاء المصمَّم ضد الإنسان
المدن الذكية لا تمثّل نموذجًا للتقدّم فحسب، بل باتت تعبّر عن نمط حكم وحوكمة جديد يستند إلى اللوجستيات الرقمية، حيث يوجه السلوك ويدار الأفراد بالخوارزميات، ويُختزل المواطن إلى بيانات قابلة للاستثمار.
تُدار المدينة الذكية كمنصة تجارية تسعى لتحقيق الكفاءة وليس العدالة، وتُعامَل كما لو كانت مصنعاً أو شبكة إمداد، لا فضاءً مدنياً للعيش والمشاركة. تتحوّل السياسة إلى تقارير ومعادلات، وتُفرغ المؤسسات العامة من المدارس إلى المستشفيات من بعدها الإنساني، لتُصبح "منصات" خاضعة لمنطق السوق.
في المدن الذكية لا يُنظر إلى الإنسان كصاحب حقوق أو صوت، بل كرقم داخل نظام رقابي متكامل. التحدي الحقيقي لم يعد في تطوير أدوات ذكية، بل في استعادة المدينة كحيّز عادل للحوار والعيش المشترك، حيث يُعاد الاعتبار للإنسان لا كأصل رقمي، بل كقيمة إنسانية أساسية.
الهندسة الخفية للسلوك الحضري
أصبحت البنية التحتية الحضرية غير مخصّصة لخدمة السكان، بل تحوّلت إلى أدوات لجمع البيانات وتوجيه الإعلانات. تُجسِّد شبكة LinkNYC هذا التحوّل، حيث تُقدَّم كخدمة اتصال مجانية، لكنها في الواقع تُعيد تشكيل الفضاء العام ليعمل كمنصّة تسويقية تُستثمر فيها أنظار المارّة وسلوكياتهم، وحركاتهم وسكناتهم.
الشارع الذكي لا يهدف إلى تعزيز الحياة المدنية، بل إلى تعظيم اقتصاد الانتباه من خلال التتبّع والتصنيف. وتُنتَج القيمة هنا ليس عبر الاستخدام المباشر، بل بتحويل المواطنين إلى بيانات قابلة للتحليل والاستثمار التجاري.
المنصات الرقمية كأدوات للسيطرة
لم تعد المنصات الرقمية مثل Uber وغيرها مجرّد وسطاء بين العملاء والعاملين، بل أصبحت أنظمة رقابة رقمية تُخضع العاملين لآليات تحكم دقيقة. تُقدَّم هذه المنصات على أنها تجسيد للحرية والمرونة، لكنها تُعيد تشكيل العمل كمنظومة مبرمجة بالخوارزميات، حيث تُقاس الإنتاجية، وتُوجَّه السلوكيات، وتُفرض العقوبات والمكافآت دون تدخل بشري مباشر.
فتتحوّل المراجعات الرقمية والحوافز في المدن الذكية إلى أدوات لضبط الأداء، ما يؤدي إلى تفكيك السلوك المهني وتحويل العامل إلى كيان معزول يُقاس ويُراقَب باستمرار، في ظل وهم الاستقلالية.
الحياد الزائف للذكاء الاصطناعي
تعمل أنظمة التنبؤ بالجريمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل تقنيات التنبؤ الشرطي Predictive Policing، تحت ادّعاء الحياد والاعتماد على البيانات، لكنها في الواقع تُكرّس التحيّزات البنيوية داخل المجتمع.
تُوجَّه الدوريات الأمنية في المدن الذكية وتُوزَّع الموارد بناءً على بيانات تاريخية تعكس أنماط الرقابة السابقة، مما يؤدي إلى تكثيف المراقبة على الفئات المهمشة وتعميق الصور النمطية.
لا تسهم هذه الأنظمة في تقليل الجريمة في المدن الذكية بقدر ما تُعيد تنظيم الحيز الأمني وتثبيت علاقات الهيمنة، فتُحوّل أدوات التنبؤ إلى أدوات لإنتاج الانحراف بدلاً من منعه.
للمزيد من ملخصات التحوّل الرقمي والحوكمة الذكية، وملخصات الكتب المقروءة PDF وسماع الكتب الصوتية Audio Books على منصة إدارة.كوم، واستخدام إدارة شات بوت Edara Chatbot باللغتين العربية والإنجليزية للحصول على استشارات سريعة، وكتابة أبحاث إدارية وإعداد المقالات الصحفية، أوالحصول على شهادة مهنية في استشراف المستقبل:
-
ملخص كتاب عصر التطورات المتسارعةpdf التكنولوجيا والتحول في الأعمال والسياسة والمجتمع
-
ملخص كتاب الخوارزميات الأخلاقيةpdf تصميم الخوارزميات الواعية اجتماعياً
-
ملخص كتاب سرد القصص بالبياناتpdf دليل تمثيل البيانات لخبراء الأعمال
-
ملخص كتاب المدن الذكيةpdf المدينة الفاضلة بين البيانات الضخمة وقراصنة المواقع الحكومية