الكوتشنج في خدمة الأداء

اكتشاف مواطن القوَّة وتمتينها هو جوهر التدريب

يهدف التدريب إلى مساعدة المُتدرِّبين على اكتشاف وتمتين مواطن قوَّتهم، وبناءً على هذا يُعدُّ المدرب نموذج تدريب مُخصَّصاً يناسب احتياجات المتدرِّب، وقد ألهمت هذه الطريقة العديد من المديرين والقادة وأصبحت متَّبعة في مجال الأعمال وساعدت ملايين الموظَّفين على تحقيق إنجازات استثنائية. 

الإدارة التقليدية تعزِّز التحكُّم وفرض الرأي وتتجاهل التدريب

نماذج الإدارة التقليدية يشوبها قصور كبير منذ عقود، مثل اعتمادها على التحكُّم والسيطرة، حيث يصدر المدير التعليمات التي يفرضها على الموظَّفين فيطبِّقونها بحذافيرها، وطالما شاع الاعتقاد بأن هذا هو الأسلوب الأمثل في الإدارة نظراً إلى أنه يمنح المدير شعوراً بالتحكُّم الكامل، ولكن بمرور الوقت اتضَّحت سلبياته المتمثِّلة في إحباط الموظَّفين، وتنصُّلهم من المسؤولية، وعزوفهم عن تقديم الملاحظات لمديريهم، وفقدانهم الشغف وروح المبادرة، وشعورهم بأنَّ آراءهم غير مُقدَّرة، فضلاً عن شكواهم المستمرَّة وعدم اكتراثهم لمصلحة العمل.

يرتبط هذا الأسلوب ارتباطاً وثيقاً بسياسة العصا والجزرة، فعندما يتقن الموظَّف عمله، يغدق عليه المدير بالترقيات والعلاوات غير مدرك أنَّ هذه المكافآت تُحفِّز الأداء لفترة مؤقَّتة، وأنَّ الأداء سيتراجع عندما تتوقَّف المكافآت.

على الجانب الآخر يعدُّ رأس المال البشري أقوى ميزة تنافسية لدى المؤسَّسة، ومن ثم يدرك القادة الأذكياء حاجتهم إلى اكتشاف مهارات موظَّفيهم وتطويرها أثناء سير العمل، ولكن ضيق الوقت وقلَّة المال وضغوط السوق العالميَّة تقوِّض جهودهم الرامية إلى تنمية المهارات.

وحرصاً من المديرين على رضا الإدارة العليا وتجنُّب انتقاداتها يمنحون الأولويَّة لاستمرار تدفُّق العمل بدلاً من اكتشاف وتمتين مهارات الموظَّفين الذي يستغرق وقتاً ولا يثمر نتائج فوريَّة.

صحيح أنَّ هذا الأسلوب يوفِّر الوقت على المدى القريب، إلا إنَّه يُعزِّز اتِّكال الموظَّفين على المدى البعيد، ويُقوِّض قدرة المديرين على متابعة الأمور المهمَّة التي لا يقدر على حلِّها أحد سواهم، ومن ثمَّ يكون الأداء النهائي للمؤسَّسة أقلَّ بكثير من إمكانات موظَّفيها.

اكتشف مواهب موظَّفيك وخصِّص التدريب المناسب للشخص المناسب

التدريب المخصَّص يساعد المؤسَّسات على تجاوز العقبات وتحقيق التميُّز. بالنظر إلى تدرُّج “ماسلو” للاحتياجات مثلاً، سنجد أن احتياجنا إلى احترام وتحقيق الذات على قمَّة هرم الأولويَّات؛ أي إن روح المبادرة لا تنشط إلا إذا شعر الموظَّفون بالتقدير واستشعروا أهمية إسهاماتهم ووجودهم. عندها فقط يتحمَّلون المسؤولية ويعملون بإخلاص لإنجاز المهام على أكمل وجه.

ومن أهم مقوِّمات الإدارة المدعومة بالتدريب وتنمية المهارات ترسيخ ثقافة الثقة، والوثوق بإمكانات الموظَّفين، فإذا لم يؤمن المدير بأنَّ مواهب موظَّفيه الكامنة أكبر بكثير من الظاهرة، فلن يستطيع مساعدتهم على تحسين أدائهم.

يؤثِّر خوف الموظَّفين من الفشل، وانعدام الثقة، وتدنِّي احترام الذات بشكل سلبي على أدائهم، ومن ثمَّ على المديرين أن يتصرَّفوا كمدربين يبحثون عن مواطن قوَّة الموظَّفين ومواهبهم.

عبِّر بصفتك مديراً مُدرَّباً عن ثقتك بإمكانات موظَّفيك بالقول والفعل، واحترم رغبتهم في المشاركة وإبداء الرأي، وساعدهم على المبادرة وتحمُّل المسؤوليَّة، فجوهر التدريب يكمن في مساعدة الموظَّفين على إطلاق العنان لقدراتهم التي لم يكتشفوها بعد عن طريق تحريرهم من التشتُّت الداخلي بدلاً من إصدار الأوامر وتلقين المعرفة.

تأليف:

جون ويتمور: رائد في مجال التدريب وتعزيز ثقافة الأداء في بيئات العمل.

للمزيد إليك الكتب التالية:

1. خلاصة كتاب "إعادة اختراع الكوتشنج"   https://bit.ly/3YyJpGi

2. خلاصة كتاب"أبعد وأعمق من العادات السبع"  https://bit.ly/45e4A35

Title: Coaching for Performance: The Principles and Practice of Coaching and Leadership

Author: John Whitemore

Publisher: Nicholas Brealey Publishing

Pages: 288

ISBN: 978-1473658127