الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
تبيَّن أن أساليب التدريس والمذاكرة التقليدية غير فعَّالة، وأحياناً تأتي بنتائج عكسية، فوضع الخطوط والعلامات والحفظ والتكرار كلها ممارسات تخلق حالة من الإتقان الوهمي، وسرعان ما ينسى الطالب ما تعلَّمه، فكيف يتحقَّق إذن التعلم المُستدام؟
من أهمِّ المهارات التي تساعد على التعلم: التقييم الذاتي، وخوض التحدَّيات، وحل المسائل، وربط الموضوعات بعضها ببعض، وفيما يلي أهم المهارات التي تساعد على التعلُّم مدى الحياة.
أساليب المُذاكرة
استرجاع المعلومات التي تعلَّمتها أسلوب فعال وموثوق في ترسيخ المعلومات، ويعتمد على التكرار والاختبار المُتباعِدَين. اختبر تحصيلك من خلال طرح الأسئلة والإجابة عنها من دون النظر في الكتاب أو دفتر الملاحظات، كرِّر هذه الخطوات حتى تتأكَّد من استيعاب المعلومات وثباتها في ذاكرتك.
من الأساليب التي أثبتت فاعليتها أيضاً الربط بين الموضوعات المختلفة، أو مذاكرة أكثر من مفهوم في آن واحد. ينزع الطلاب أحياناً إلى استذكار المفاهيم المتشابهة معاً وحل الأسئلة المرتبطة بدرسٍ واحد. قاوِم هذه النزعة، وتدرَّب على تعلُّم مفاهيم مختلفة في نفس الوقت والربط بينها من خلال استكشاف العلاقات بين المفاهيم، وحل أسئلة حول مفاهيم متنوِّعة، هكذا تضمن تعلُّماً عميقاً.
أنماط التعلُّم الشخصي
يعتقد الكثيرون أن لكل إنسان نمط تعلُّم واحداً، مثلاً: أن يفضِّل الشخص التعلُّم المرئي، أو السمعي، أو الحسِّي، ولكنه اعتقاد خاطئ لأن الاعتماد على نمط واحد فقط لا يضمن الاستيعاب أو التعلُّم بصورة أفضل، فتكرار قراءة الدرس قد يبدو الخيار الأصوب لدى كثير من الطلاب، ولكنه ليس الأكثر فاعلية بوجه عام، أمَّا مُواءمة أسلوب الشرح مع طبيعة المحتوى فتُحقِّق أفضل النتائج، بصرف النظر عن تفضيلات الطلاب المُتباينة.
شغف الصِّغار أقوى دافع للتعلُّم
يستكشف الصغار العالم بشغف وفُضول، فالمرح واللعب والاستكشاف هواياتهم، والأسئلة هي لغتهم، وكلَّما أشبعنا هذا الفضول الفطري، زادت قدرة الطفل على تطوير ذكائه، فكل إنسان يولد وبداخله جذوة ذكاء تحتاج إلى من يشعلها، ولهذا تقوم أساليب التربية والتعليم الحديثة على مدح الأطفال على المحاولة وبذل الجهد، وليس على ذكائهم، فهذا يُعلِّمهم تقبُّل الإخفاقات بصورة إيجابية، فتصبح فرصاً للتعلم والنمو والبدء من جديد، وليست سبباً للتأنيب أو الإحباط.
تعلَّم مدى الحياة
يعتقد البعض أنَّ معدَّل ذكاء الإنسان ثابت لا يتطوَّر، ولكن قوة العقل تتضاعف بفضل “المُعزِّزات المعرفية”، مثل: عقلية النمو، ومنظور الخبير، وإشارات الذاكرة.
يُقصَد بعقلية النمو النظر إلى المشكلات باعتبارها مصدراً للمعلومات وليست كإخفاقات، ويُشير التفكير بمنظور الخبير إلى التصرُّف بثقة والتدقيق كالخبراء في جميع الأمور. أما إشارات الذاكرة فهي ليست أدوات مُخصَّصة للتعلم في حد ذاتها، وإنما تساعدك على تكوين تصوُّرات ذهنية تسهل عليك استرجاع ما تعلَّمته.
تخيَّل مثلاً أنك تتجوَّل داخل منزلك، ولكي تتذكَّر قائمة مهامك اليوم، تخيَّل كومة من النقود في مدخل المنزل، والتي ترمز إلى موعد زيارتك البنكية. ويمكنك مثلاً تخيُّل قرد مُشحَّم ينشر الفوضى في مطبخك، وهو رمز لموعد تغيير زيت السيارة. ويمكنك أيضاً تخيُّل صندوق بريد داخل غرفة نومك، كرمز لموعد ذهابك إلى مكتب البريد. هذه الصور الذهنية تساعدك على التذكُّر وإنجاز المهام، كما أنها ممتعة.
تأليف:
بيتر براون: كاتب وروائي ومستشار سابق في الإدارة.
للمزيد إليك الكتب التالية:
-
خلاصة كتاب "كيف نتعلم" https://bit.ly/44C1BAY
-
خلاصة كتاب "التدريس بطرق غير تقليدية" https://bit.ly/43fJEH9