الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
القائد القوي ليس هو الأفضل دائماً، وتوضِّح لنا الأمثلة التاريخية السمات التي تجعل القائد مميزاً وناجحاً.
القائد الحكيم لا يقود منفرداً
تُصوِّر وسائل الإعلام القادة السياسيين على أنهم أشخاصٌ أقوياء متجاهلةً الأشخاص الذين يعملون في الظل من حولهم، وتعتقد الشعوب مخطئةً أن رفاهية بلادها تعتمد على قوة شخصية الزعماء، ولذلك يحرص السياسيون على الظهور بهذه الصورة، وبخاصةٍ وقت الانتخابات. وعادةً ما يصف رجال السياسة معارضيهم “بالضَّعف”، ويقنعون العامَّة أن البقاء في السياسة للأقوى.
صحيحٌ أن الشخص الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه غالباً لن يحقِّق نجاحاً كبيراً كسياسي، إلا أن التركيز على القوة وحدها مبالغة غير منطقية، لأننا إذا فكَّرنا في الأمر، فسنرى أن البقاء يعني أيضاً أن نعرف متى ننسحب عند مواجهة الخطر. واقتصار السمات الضرورية لدى القائد على القوة مفهوم خاطئ، وقد يؤدِّي إلى عدم قبول الاختلاف أو السماح بمخالفة رأي القائد.
التواضع أهم سمات القائد
التواضع من الصفات التي لا يمكن الاستغناء عنها في شخصية القائد، إذ تسمح له بتقبُّل النقد البنَّاء، وتساعده على التفاوض بشكل أفضل مع جميع الشخصيات.
كما أن الخبرة مهارة ضرورية للقيادة، ولكن من الصعب أن يكون الشخص ماهراً في كل شيء، ولهذا السبب يدرك القادة العظماء ضرورة الإنصات لمن حولهم ممن يعرفون أكثر في تخصُّصاتهم، ولذلك يجب أن يحيط القائد نفسه بدائرة من المستشارين الخبراء في مختلف التخصُّصات للاستفادة من خبرتهم عند اتخاذ القرارات.
كانت “مارجريت تاتشر”؛ رئيسة وزراء المملكة المتحدة قائدة قوية، ولكن أهم أسباب نجاحها كان براعتها في توظيف مستشاريها والاستفادة منهم، كما كانت متواضعة بما يكفي لتسعى إلى المشورة وتأخذها بعين الاعتبار. لم ينتقص ذلك من سلطتها، وإنما جعلها من أعظم قادة بريطانيا.
القيادة التعاونية أكثر كفاءة
تقوم القيادة التعاونية على أساس تقاسم المسؤولية والعمل كفريق حيث يتلقَّى القادة الدعم من زملائهم، وفي نفس الوقت لديهم القدرة على إدارة فرقهم بفاعلية.
ومن بين الأمثلة على هذا النوع من القيادة حكومة “كليمنت أتلي” الذي تولَّى المسؤولية في الفترة من عام 1945 حتى 1951. لقد كانت حكومته مسؤولة عن إنشاء هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، حيث عيَّن وزراء أكفاء وذوي خبرة، وشجَّعهم على العمل كفريق واحد رغم عدم اتفاقهم على كل شيء دائماً.
كما كان حريصاً على الاستفادة من مهارات كل عضو من أعضاء مجلس الوزراء إلى أبعد حدٍّ ممكن. يدلُّ ذلك على أن الطريقة الأكثر فاعلية للعمل مع المرؤوسين هي كسب احترامهم. وكسب الاحترام يأتي نتيجة تواضع القائد وتعاونه وتقديره لفريقه أكثر من القوة التي يظهرها أمامهم.
هذا النمط من القيادة يجسِّد معنى الحوكمة والمساءلة والمسؤولية، حيث تُتاح الفرصة للجميع لمشاركة أفكارهم والتعاون فيما بينهم لتحقيق هدف مشترك.
تأليف:
آرتشي براون:عالم سياسي بريطاني وأستاذ فخري للسياسة في جامعة “أكسفورد”.
للمزيد إليك الكتب التالية:
-
خلاصة كتاب "القائد الحقيقي" https://bit.ly/3mllFXa
-
خلاصة كتاب "قدم أفضل ما لديك" https://bit.ly/3FnnUQr