أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

النمو الكامل

متى يكون الركود الاقتصادي إيجابياً؟

بقلم : ديتريتش فولراث 2023-05-25

عانت الولايات المتحدة من تباطؤ النمو الاقتصادي خلال عقدين من الزمن. نتحدث أولاً عن انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بشكل يثير القلق، لأنه يشير إلى أن المستوى المعيشي ينمو بمعدل أبطأ بكثير من المفترض لو أن النمو بقي على مساره المُتَّبع ما بين عام 1950 و2000 أي بنسبة %2.25 للفرد، ولكن ما حدث أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي انخفض إلى %1 فقط سنوياً على مدار العقدين الماضيين، وهو تراجع ملحوظ أسفر عن انخفاض مستويات المعيشة بنسبة %25 مقارنةً بالفترة ما بين 1950 و2000.
ما أسباب التدهور؟
يُعرَّف التباطؤ الاقتصادي على أنه تراجُع نصيب الفرد من الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي، أو مستوى المعيشة، مع مراعاة توزيع الإنتاج على إجمالي السُّكان، وليس العُمَّال فحسب، كما أن تضاؤل رأس المال البشري أسهم بنسبة %1.11 من أصل انخفاض بنسبة %1.25 شهده نصيب الفرد ما بين 2000 و2016 – أي أن النصيب الأكبر من التباطؤ الاقتصادي يُعزى إلى تضاؤل رأس المال البشري، وتُنسَب حوالي 0.25 من النسبة المتبقية إلى عناصر تكميلية يسهم من بينها رأس المال المادي فعلياً بنسبة %0.1 فقط من النمو سنوياً.
والمُحرِّك الرئيس لتضاؤل رأس المال البشري هو التغيُّر الديموغرافي الناتج عن انكماش حجم الأُسر بفضل ارتفاع مستوى المعيشة وتطوُّر الثقافة الإنجابيةوكلها مُؤشِّرات تدل على انتشار الوعي، ومن بين الـ %1.11 التي أسهم بها رأس المال البشري في انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة %1.25، تُعزى %0.4 منها إلى انخفاض معدل نمو المستوى التعليمي للعامل العادي، و%0.8 إلى انخفاض معدل نمو عدد العمال مُقابل الفرد الواحد، تزامناً مع تقاعد مواليد الخمسينيات، كما أن مُعدَّل نمو متوسِّط الخبرة وعدد ساعات العمل للفرد الواحد قد ارتفع بشكل طفيف ما بين 2000 و2016، ومن ثم أسهم بشكل إيجابي في نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
يتسبَّب رأس المال البشري في انخفاض النمو الاقتصادي بنسبة %1.11، ويرجع %0.8 منها على الأقل، وبشكل مباشر، إلى شيخوخة السكان والأُسر الصغيرة (بعد أن نطرح منها %0.31 لأن التغيير الذي يطال التعليم وعدد ساعات عمل الفرد الواحد لا يتقيَّد فقط بشيخوخة السكان)، ولهذا تختص شيخوخة السكان بـ%0.8 فقط من انخفاض نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة %1.25 - أي ما يُعادل الثلثين.
كيف أثر استهلاك الخدمات في الناتج المحلي؟
بالنظر إلى النسبة المُتبقية من انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي، نجد أن العناصر التكميلية تشغل حوالي %0.25 منها، أي ما يعادل الخُمس، وتضم هذه الفئة كل العناصر غير ذات الصلة برأس المال البشري أو تراكم رأس المال المادي، وبدراسة احتمالات أن يكون انخفاض نمو العناصر التكميلية ناتجاً عن سوء تقدير الناتج المحلي الإجمالي، ثبت خطأ وجهة النظر هذه. وبالنظر في إمكانية أن يكون الابتكار، وهو أحد أهم دوافع نمو الإنتاجية، قد ازداد صعوبة، فقد ثبتت صحة هذه الحقيقة، إلا إنها لا تعني تراجُع مُعدلات الابتكار، لأن الابتكار مستمر وبغزارة. ولكن في المقابل وُجِد أن التحوُّل من استهلاك المنتجات إلى استهلاك الخدمات أسهم بنسبة في انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهذا التحوُّل هو في واقع الأمر مُؤشِّر على الاقتصاد المُتقدِّم، ومن ثم النجاح.
تأليف:
ديتريتش فولراث: أستاذ الاقتصاد بجامعةهيوستن، تركِّز أبحاثه على النمو الاقتصادي.
للمزيد إليك الكتب التالية:
  1. خلاصة كتاب "إيجابيات الانكماش الاقتصادي"  https://bit.ly/4257Tr8
  2. خلاصة كتاب "التضخم"  https://bit.ly/4257Tr8
 
Title: Fully Grown: Why a Stagnant Economy Is a Sign of Success?
Author: Dietrich Vollrath
Publisher: ‎ University of Chicago Press
Pages: ‎ 272 
ISBN: ‎ 978-0226820040

بقلم : ديتريتش فولراث