تحكَّم في عقلك

ستَتعلَّم في هذا المُلخَّص كيف تسخِّر الأصوات التي تتردَّد داخل عقلك لخدمة أهدافك من خلال خمس أفكار رئيسة:

1- لماذا نُناجي أنفسنا؟

تنشأ أفكارنا نتيجة الخبرات التي اكتسبناها، ولكن عندما تلحُّ علينا أفكار معينة، قد تتحوَّل إلى هواجس، هذه الهواجس تُقوِّض قدرتنا على خوض تجارب جديدة. إذن هل يُعدُّ الصوت الداخلي دافعاً إيجابياً محفِّزاً أم عقبة تمنعنا من التقدم؟

لم يكن الصوت الداخلي يوماً نقمة على تطوُّر البشرية، فبفضله يتحسَّن أداؤنا في جميع المجالات، ونُحقِّق الأهداف، ونُبدع، ونتواصل، ونعيد اكتشاف أنفسنا بطريقة مذهلة، ولكن عندما يتحوَّل إلى هواجس أو أفكار سلبية تطاردنا، يغدو عبئاً يثقل كاهلنا، ولا يفيدنا، ونرجو الخلاص منه.

2- كيف تتضخَّم الأفكار؟

تكثر الأصوات الداخلية الموتِّرة عندما نُضخِّم الأمور أكثر من اللازم، ما يؤجِّج مشاعرنا بدرجة تعوق رؤيتنا لأنماط التفكير البديلة التي تحدُّ بدورها من توترنا.

لا شك أن تضييق نطاق التركيز ليس مشكلة في حد ذاته، بل إنه يعدُّ أحد أهم العوامل التي تمكِّننا من التغلُّب على المواقف العصيبة والمشاعر الناتجة عنها. إذن فانعدام القدرة على تحجيم الأمور والنظر إليها من بعيد هو المشكلة الحقيقية.

ولكن أدمغتنا يمكنها تضخيم الأفكار وتحجيمها بشكل فطري، وإن كان السيطرة على الأفكار وتحجيمها يشكل تحدياً أكبر لا سيما في المواقف المُوتِّرة.

3- كن موضوعياً ومتزناً في الحكم على أفكارك

اقترح أحد أطباء الصحة العقلية تعليم المرضى كيفية التركيز في أفكارهم بموضوعية من خلال التفاعل مع الأفكار من منظور بعيد بدلاً من تجنُّبها أو محاولة الهروب من تأثيرها العاطفي.

ولكن الانعزال عن الأفكار بهذه الطريقة قد يأتي بنتائج غير مفيدة أحياناً، لأنه يختزل التجارب الإيجابية والسلبية على حدٍّ سواء، فإذا حصلت على ترقية في العمل مثلاً، ثم أخذت تذكِّر نفسك أن المال لا يهم لأننا سنموت جميعاً في النهاية، فسيتلاشى شعورك بالسعادة.

4- ابدأ التأثير من الخارج إلى الداخل

هناك عملية تُسمَّى “التحكُّم التعويضي”، تحدث عن طريق خلق نظام في البيئة الخارجية يساعدنا على أن نُلزِم أنفسنا بالنظام الذي نريد تطبيقه.

يمكننا خلق شعور بالنظام في العالم الخارجي، وداخل عقولنا أيضاً من خلال ترتيب البيئة المحيطة، والتأكُّد من أن البيئات المادية التي نعيش فيها تتوافق مع أهدافنا، كما أن الرغبة في التحكُّم بالذات نزعة بشرية طبيعية، واعتقادنا أننا قادرون على التحكم في مستقبلنا يؤثر بشكل كبير في الجهد الذي نبذله، والتحديات التي نواجهها كي نحقِّق ذلك.

5- العلاج الوهمي: استغل قوة عقلك

يشيع استخدام العلاجات الوهمية (البلاسيبو) لما لها من أثر نفسي يتفوَّق على العلاج الفسيولوجي، ولا يصحُّ أن نصف الأشخاص الذين يؤمنون بقدرات العقل السحرية بالضلال والجنون، فاعتقادهم -من الناحية العلمية– منطقي تماماً.

فإذا اعتقدنا أن علاجاً محدَّداً سيجعلنا نشعر بالتحسُّن، حتى وإن كان العلاج غير مجدٍ أو غير فعال في حقيقته، فإنه سيعالجنا بالفعل بسبب تأثير الوهم. صحيح أن كم الارتياح الناتج عن هذا الدواء يتباين حسب نوع المرض وحالة المريض، إلا إن بعض الأشخاص بطبيعة الحال، أكثر تأثراً بهذه العلاجات من غيرهم، فتأثير العقل يتفوق على قوة الطب.

تأليف:

إيثان كروس: خبير التحكُّم في العقل الواعي، يشارك في مناقشات السياسة بالبيت الأبيض.

للمزيد إليك الكتب التالية:

1. خلاصة كتاب "العقل والموسيقى"  http://bit.ly/3l9wriR

2. خلاصة كتاب "كن طبيب نفسك"  https://bit.ly/3VeKAYh

Title: Chatter: The Voice in Our Head, Why It Matters, and How to Harness It

Author: Ethan Kross

Publisher: Crown

Pages: 288

ISBN: 978-0525575245