الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
التركيز على المحصلة النهائية هو نزوع إلى دراسة النتائج، سواء إيجابية أو سلبية، للتعرُّف على ما إذا كان القرار الذي اتُّخِذ كان سديداً أم معيباً. والنتائج تلقي بظلالها على عملية صنع القرار، فتؤدي بكَ إلى التغاضي عن معلومات أخرى بالغة الأهمية.
وأحياناً يؤدي الحظ دوراً في نتائج القرار، والتركيز على المحصلة النهائية يحدُّ من رؤيتك لدور الحظ والصدفة في هذا السياق، ومن الصعب أن نجزم بجودة قرار ما بناءً على نتيجة واحدة، خصوصاً بالنظر إلى الدور الذي يؤديه الحظ.
قاوِم تحيُّز الإدراك المُتأخر
تحيز الإدراك المُتأخر هو الميل إلى تصديق أن نتيجة ما -بعد وقوعها- كانت متوقعة أو حتمية. والإدراك المتأخر يرتبط غالباً بالأثر المُبالغ فيه للنتائج. في هذه الحالة الذهنية، تُشوِّش النتائج على قدرتك على تذكُّر ما كنت تعرفه عندما اتخذت ذاك القرار.
ويشوِّه تحيُّز الإدراك المتأخر الأسلوب الذي تُعالِج به النتائج بطريقتين، حين تقول لنفسك:
-
كان ينبغي لي أن أعرف ذلك مسبقاً.
-
كُنت أعلم ذلك طيلة الوقت.
ولكي تتعلَّم من اختياراتك ونتائجها، عليكَ أن تتحرَّى أكبر قدرٍ ممكن من الدقة حيال ما كنت تعرفه لحظة صناعة القرار الذي اتخذته.
العالَم مُتعدد القـرارات
الخبرة مهمة لتجربة التعلُّم المثالية، غير أن الخبرات الفردية يمكن أن تتعارض مع التعلُّم، ويرجع ذلك نوعاً ما إلى التحيزات التي تسوقنا إلى الإفراط في الربط بين النتائج وجودة القرار.
وهناك دائماً العديد من السيناريوهات المُستقبلية، لكن ليس لدينا سوى ماضٍ واحد فقط. وإعادة تصور سلسلة صناعة القرار تضع النتيجة الفعلية في سياقها اللائق. واستكشاف النتائج المحتملة الأخرى يُعدُّ شكلاً من أشكال التفكير المُناقِض للواقع (أي التفكير الذي يرتبط بنتيجة لم تحدث، ولكن كان يمكن أن تحدث أو يرتبط بحالة مُتخيَّلَة للعالَم).
واستعدادنا لتأمُّل النتائج غالباً ما يفتقر إلى الموضوعية، إذ نميل إلى التركيز على النتائج السلبية أكثر من النتائج الإيجابية، ولكي تصبح صانعَ قرار بارعاً، عليك أن تنظر إلى النتائج من زاوية منطقية محايدة.
تحقَّق من صحَّة آرائك
من أفضل سبل تحسين جودة معتقداتك والارتقاء بها التعرُّف على وجهات نظر الآخرين، فالمعتقدات مُعْدية، فإذا عبَّرت لصديقك مثلاً عن رأيك حيال مسألة ما، فغالباً ما ستجده يتبنَّى نفس الرأي.
ومن ثمَّ عليك حماية نفسك من عدوى الآراء، والطريقة الوحيدة التي يمكنك بها أن تَعْرِف ما إذا كان شخص ما يخالفكَ الرأي أم لا هي أن تسأله عن رأيه أولاً، وبذلك عليك أن تقاوم رغبتك في التعبير عن رأيك قبل أن تلتمس رأي الآخر.
وفي هذا السياق يفيد إخفاء هوية أصحاب القرارات لكي ننظر إلى الأفكار بموضوعيَّة، لا بحسب مكانة الشخص الذي يعتنق رأياً ما. وتساعد “صحَّة القرار الجماعي” على الوفاء بإمكانات صناعة القرار للجماعات بالتماس الآراء الأوليَّة بشكلٍ مُستقل قبل مشاركتها على الملأ.
تأليف:
آني ديوك: كاتبة ومتحدثة ومستشارة في مجال صناعة القرار.
للمزيد إليك الكتب التالية:
-
خلاصة كتاب "قبول اللا معقول" http://bit.ly/3WhKUWR
-
خلاصة كتاب "التشويش" http://bit.ly/3Wm3zRg