لُقِّب “مارتن سيليجمان” بالأب الروحي لعلم النفس الإيجابي، إذ أمضى عقوداً من البحث يحاول معرفة السبب وراء نجاح بعض الناس وتفوقهم، وإخفاق بعضهم الآخر. السر الذي توصَّلَ إليه الدكتور “سيليجمان” ببساطةٍ هو أن الناجحين مُتفائلون بطبعهم.
عند النظر إلى المشكلات يختلف المُتفائلون عن المُتشائمين في ثلاثة أوجه، وكلها أنماط سلوكية مكتسبة يمكن تعلُّمها من كتاب التفاؤل المكتسب أو تحميل كتاب التفاؤل المكتسب.
المتفائلون
· يرون المشكلات مؤقتة
· يرون المشكلات مرهونة بموقفٍ بعينه
· يعتبرون أسباب المشكلات خارجية لا ترتبط بهم بالضرورة
المُتشائمون
· يرونها أبدية لا تنتهي
· يجعلونها حالة عامة في حياتهم
· يلومون أنفسهم على كل مشكلة
ومن مزايا التفاؤل أن المتفائلين، حسب كتاب التفاؤل المكتسب ، ينعمون بالصحة وسلامة البدن، فالتفاؤل يُعزز الجهاز المناعي ويقويه، ويَرقى بالحالة الصحية لمرضى السرطان، على سبيل المثال لا الحصر. والأهم من ذلك أن المتفائلين على الأرجح يعتنون بصحتهم عنايةً فائقة، لأنهم يؤمنون بأن خياراتهم تُحْدِث فارقاً في حياتهم.
أمّا المُتشائمون فيميلون إلى تناول الأطعمة الجاهزة، ولا يمارسون الرياضة، بل يعتقدون أنها لن تُجدي نفعاً. يؤكد كتاب التفاؤل المكتسب كيف تغير طريقة تفكيرك وحياتك، أن التشاؤم هو سبب مباشر للإصابة بالاكتئاب. فالظن بأنه لا سبيل إلى التغيير الإيجابي بأي حالٍ، كفيل بأن يُصيبكَ بالاكتئاب.
التفاؤل أيضاً عامل حاسِم في الفوز بالمباريات الرياضية للمحترفين. إذ تناولت دراسة بعض فِرق البيسبول، وانتهت إلى أن فريق “نيويورك ميتس” كان الأكثر تفاؤلاً، في حين أن فريق “سانت لويس كاردينالز” كان الأكثر تشاؤماً. وعليك أن تخمِّن مَن الذي فاز ببطولة العالم بعد عامٍ واحد من هذه الدراسة؟ بالطبع كان فريق “ميتس”.
كيفتتفاءل
استعن بالأسلوب التالي الذي ابتكره “ألبرت إيليس”، عندما تواجه أزمة، انتبه إلى ثلاثة جوانب أساسية بالإجابة عن هذه الأسئلة ومعرفة المزيد عن طريق تحميل كتاب التفاؤل المكتسب :
·ماطبيعةالأزمة؟
لنفترض أنكَ سُرِّحت من عملك.
·مارأيكَفيماحدث؟
على سبيل المثال، تعتقد أن أداءك كان سيئاً، ولذلك تم إنهاء خدمتك.
·مانتائجاعتقاديهذا؟
لعلكَ تشعر بالاكتئاب، ولا يمكنك أن تغادر سريركَ لأسبوعين كاملين.
الطريقة التي تُقرر بها التعامل مع حدث سلبي هي التي تُحدِّد تأثير الحدث في حياتك. ولذلك من المهم أن تشرع في تسجيل الجوانب الثلاثة المتعلقة بالأزمة، وأن تعرف الجوانب التي يمكنكَ فيها تغيير معتقداتك.
بعد أن تحدد معتقداتك السلبية، حسب كتاب التفاؤل المكتسب كيف تغير طريقة تفكيرك وحياتك، ابدأ في تحديها واسأل نفسك ما إذا كانت صحيحة حقاً، وما إذا كان هناك تفسير آخر، وإن كانت صحيحة، فما الذي تتعلمه من ذلك الموقف؟
يمكنك بعد ذلك تقسيم أفكارك إلى فئتين: أفكار مفيدة وأفكار عقيمة. وعندما تضبط فكرة غير مفيدة، فلا تُطل التفكير فيها.
فكِّر في الأحداث السلبية كمواقف مؤقتة ومحددة وخارجية. ودوِّن الجوانب الثلاثة للأزمات، واعلم أن موقفكَ منها مُكتسب، وأن بوسعكَ تغييره في أي وقت تشاء. وبهذه الطريقة، ستصبح بالتدريب وبالتدريج، شخصاً متفائلاً حقاً.