أعدادك المجانية

الرئيسية / المقالات

عادات وسلوكيات تغيِّر الحياة

بقلم : أماني سعد 2019-05-30

ربما تساءلتَ يوماً وربما ما زلت تتساءل: لماذا لا تتغير حياتي؟
 
لن تتغير حياتك إلا عندما تتغير أنت، لأن عملية التغيير ذاتية وداخلية وعكسية، أي تبدأ من الداخل وتتطور خارجةً من الذات لتتفاعل مع العالم، وبما أنها داخلية وذاتية، فهي تُحمِّلك كل أعباء المسؤولية. كلنا نفكر في التغيير ونقرره، ثم يحول كسلنا أو تسويفنا، بيننا وبين تحقيق طموحاتنا. من يفكرون في التغيير لا يركزون على كيفية إدارة حياتهم، بل على قيادة ذواتهم في رحلة الحياة، وهناك فارق كبير بين الإدارة والقيادة، أن تدير حياتك يعني أن تتعامل مع وقائعها يوماً بيوم، بينما قيادتك لذاتك تعني أنك تنطلقُ من رؤيتك، وتعرف غايتك، وتقرر متى يجب أن تصل إلى وجهتك.
 
فماذا عليك أن تفعل لتتغير؟
عليك بدايةً أن تغيِّر عاداتك وتزيد إيجابياتك وتعدل سلوكياتك، وهذه بعض مجالات التغيير:
  • إدارة الوقت: كن مديراً فعالاً لوقتك وابتعد عن المماطلة والتسويف. من المهم أن تحتفظ بورقة صغيرة تكتب فيها مهامك اليومية وتتشبَّث في أن تُنجز ما لا يقل عن 80% منها كل يوم. من مؤشرات ثقتك بنفسك أن تتأكد من أنك تقدِّر الوقت وتسيطر على حياتك وتتواصل مع الجميع بلغة إيجابية، وتكون قدوةً أيضاً بأفعالك الإيجابية.
 
  •  النوم والاستيقاظ المبكر: نَم مبكراً، واستيقظ مبكراً؛ فالعقل والجسد يكونان في أوج نشاطهما في الصباح الباكر. هذه العادة تحتاج صبراً وإصراراً واستدامةً لترسيخها واعتيادها. عليك أن تكون قوياً مع نفسك لتستطيع التحكم بها فتقدم للعالم أقوى وأجود وأجمل ما لديك.
 
  •  التعلم المستمر: ثقف نفسك في المجالات التي تحتاج إليها وتعمل فيها. قابل وصاحب أصحاب الخبرة والعلم، فربما تُغنيك ساعتان مع خبيرٍ عن عامٍ من التعلُّمِ والتجريب. استثمر وقت قيادة السيارة والسفر والانتظار في الاستماع لكل ما هو جديد ومفيد. حتى وقت الطبخ والترتيب يمكن استغلاله في تعلم اللغات والدروس ومواكبة العالم. اقرأ قبل النوم وفي الإجازات وشارك في الندوات والمؤتمرات.
 
  •  علِّم ما تتعلَّم: أفضل طريقة لترسيخ السلوك هي أن تُعلِّم ما تعلَّمته، وتنشر ما عرفته، وتنصح بما طبَّقته، لتكون قدوةً في العلم والقول والعمل، فمن المعروف في علم التدريب والتوجيه، أن المُوجِّه أو المدرب يتعلم ممن يُدربهم أكثر مما يتعلمون منه، فمن أكثر قوانين السلوك الإنساني رسوخاً ودقةً هو ميلُنا الفطري نحو الالتزام الأخلاقي التلقائي بنفس السلوك الذي نُطالب الآخرين بأن يحتذوه، ليتبنَّوه، وقد لعب هذا القانون أو المبدأ الحضاري دوراً عظيماً في نقل المعرفة عبر الأجيال؛ من الأستاذ والفيلسوف إلى تلاميذه، ومن الشيخ إلى مريديه، ومن القائد إلى جنوده، ومن العالم إلى طالبي العلم.

بقلم : أماني سعد