النقاط العمياء

ملخص كتاب النقاط العمياء

مهما أوتينا من العلم، تبقى معرفتنا دائماً منقوصة. وبسبب نقص المعرفة وتأرجحنا ما بين الوعي واللاوعي، فإن تحيزاتنا ستتحكم دائماً في سلوكنا. وبسبب نقص المعرفة نعاني من آفات العقل فلا ندرك الأشياء على حقيقتها، ونضطر لصُنع واتخاذ قرارات خاطئة. من المرجح أنك تعتبر نفسك صادقاً وأميناً مثل كل الناس، وأنت - مثل كل الناس أيضاً - لست كذلك. نحن نتحدث عن الكذب الذي يتراوح بين اللاوعي الكامل والوعي الجزئي؛ والناتج عن غياب أدوات القياس التي تحدد مستوى الدقة، بكل دقة؛ مثل الميزان والمسطرة والساعة عند السؤال عن الوزن والطول والوقت. طور العالمان "باناجي" و"جرينوالد" اختبار الترابط الضمني واستخدماه. أظهرت الأبحاث أن المتكافئين يتجاذبان، وغير المتكافئين يتنافران، ما لم يدرك أحد الطرفين أهمية الآخر. ومن ثم فإن التمييز العنصري ليس فعلاً شريراً على الدوام. إذ يمكن أن يتم التمييز تلقائياً ولا يكون فعلاً انعكاسياً واعياً. وبسبب ميلنا إلى التنميط وتقسيم كل شيء إلى أصناف، سواء كان التنميط مفيداً أو ضاراً. عندما نقسم الموظفين إلى فرق عمل، نهدف إلى التناغم والفاعلية، وعندما ننظر للآخرين يجبرنا نقص المعرفة على رفض ما يقبلونه وقبول ما يرفضونه. ونظراً لصعوبة التخلص من آفات العقل، ستظل العلاقات خاضعة للتحيزات. وما نأمله هو أن يواصل ذوو النوايا الطيبة محاولاتهم لمحاصرة التحيزات الخفية. سيتطلَّب ذلك المزيد من البحث والجهد، ولكنه جهد يستحق الاستثمار، لأنه يُريح المجتمعات من الآفات، ويضعها على طريق التقدم، ويمنحها مواقع متقدمة على مؤشرات السعادة. وبمعنى آخر: كلما أوغلنا في التقدم؛ قلت التحيزات وازدادت الإنجازات.