مراثي الوطن

ملخص كتاب مراثي الوطن

كثيراً ما نرحل عن الوطن، فيرحل وطننا فينا. وهذا هو حال الكاتب الباكستاني الأصل، الأمريكي المولد "إياد أخطر" الذي هاجر والده طبيب القلب الشهير ليحقق الحلم الأمريكي في "الأرض الموعودة" كما يقول "باراك أوباما" في كتابه الأخير.

"إياد أخطر" روائي وكاتب مسرحي حصلَ على جائزة "بوليتزر" للدراما، وتُرجمت أعمالُه لأكثر من عشرين لغة. ورغم مولده في أمريكا، وعلاقة والده بـ"دونالد ترامب"، فقد ظلت هويته تلاحقه، حتى وهو يحقق حلمه بالنجاح والشهرة.

في الرواية دروسٌ مؤلمة وأخرى مُعلِّمَة. يهاجر البطل إلى أمريكا طلباً للثروة، وعندما يُحققها يمقتها، ويعود إلى جذوره باحثاً عن الشعور بالأمان. لم يعترف "ترامب" وأمثاله بعطاء الدكتور الباكستاني، سواء عالجهم من وجع القلب أو من وجع الروح. أراد البطل حقاً أن يكون أمريكياً، فأدرك أنه مجرد ممثل يلعب دوراً في لعبة الحياة، وعاد إلى أرضه التي لن تلفظه، رغم محاولته التنكر لها. يعود الطبيب إلى باكستان ليلتصقَ بهويته من جديد، ليموت حيث وُلِد، أو ليولد من جديد.

هناك خيطٌ رفيعٌ يفصل بين الفن الجميل وكتب إدارة الذات العميقة. وفي "مراثي الوطن" يتحوَّلُ الخيطُ إلى شبكة من الصراعات بين الأنا والآخر، والذاتي والموضوعي، والشرق والغرب، وبين السياسة والعلم. وفي كل الأعمال المبدعة، ينتهي الصراع دائماً بسقوط الأقنعة. وفي ظل أزمات أمريكا والعالم المحتدمة، تُصبح قراءة "مراثي الوطن" قراراً يستحق المغامرة.