أعدادك المجانية

146#

ما هو الاولى بعد التخرج حسب نظرية التمتين, ان نقوم بزيادة وتعزيز معرفتنا بالامور المتعلقة بتخصصنا الدقيق او التوسع في بناء ثقافة متنوعة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيد مدير الاستشارات المحترم, تحية طيبة وبعد,, انا من اكثر المتابعين لمقالاتكم ومنتجاتكم, ولقد قرأت مؤخرا احد المقالات وقد اقتبست منها الاتي :"  متى يصبح الإنسان ماركة مميزة؟ يصبح الإنسان ماركة مميزة تطلبها أهم المؤسسات عندما يركز أولاً على جوانب التميز فيه ومواطن القوة لديه، وثانيًا على التخصص الدقيق في مجال ما وإتقانه تمامًا، ثم التزود بثقافة موسوعية شاملة تعطي عمقًا وبُعد نظر، وأخيرًا وضع خطة للتقدم ومواصلة رحلة العمل والحياة، لكن الأهم من كل ذلك أن يتمتع بوعي أخلاقي راسخ." سؤالي هو : بعد التخرج ولتنمية المعرفة والتميز في مجال العمل علما انني اعمل في مجال التعليم, هل الاولى ان اقوم بتعزيز معرفتي بما يتعلق بمجال تخصصي الدقيق او تنمية المعرفة العامة؟ ولكنها ذات علاقة تقريبا بمجال العمل مثل مقالاتكم وخلاصاتكم وما الى ذلك علما انني انوي اكمال الدراسات العليا بتخصص يختلف بعض الشي عن التخصص الحالي . و دمتم للعون والمساعدة  و أسال الله لكم التوفيق 

الإجابة

الأخ الأستاذ يوسف سالم المحترم

 

أشكرك بداية على سؤالك الرائع، ولأول مرة سأكتفي باقتراح خلاصة واحدة فقط يمكنك قراءتها لاكتشاف جوهر التمتين وعلاقته بالتخصص والدراسة؛ ألا وهي خلاصة كتاب (مكمن القوة) لفيلسوف التربية المعاصر السير/ كن روبنسون.  هذا وسننشر للدكتور روبنسون خلاصة مكملة في الشهور القادمة لكتابه الجديد:

Finding Your Element: How to Discover Your Talents and Passions and Transform Your Life.

كما أتمنى عليك أن تقرأ قليلا عن حياة الدكتور بيتر سنج، مؤلف كتاب The Fifth Discipline لأنه يحمل شهادتين في الفلسفة والموسيقى ويعمل أستاذا للإدارة في معهد MIT في بوسطن:  http://en.wikipedia.org/wiki/Peter_Senge

لقد اجترح سنج نظريته في التعلم المؤسسي لأنه لم يؤطر حياته بتخصص واحد، بل رآى الإبداع فيما يحبه ويحسنه ويبدعه، لا فيما درسه ومارسه.  ولذا فإن التمتين لا يعني الإغراق في تخصص واحد، بل العكس تماما. التمتين كنظرية ومنهجية يعني أن تدرس ما تريد لتعمل ما تجيد.  فإن لم تكن قد انخرطت في مجالك الدراسي عن رغبة أكيدة، ثم اكتشفت أنك درست تخصصا لا يناسبك، فعليك بالتغيير السريع، والتجريب في أكثر من مجال قبل أن تلتزم بمسار مهني تعشقه وتبدع فيه.

كنت قبل الدخول لإجابة سؤالك هذا أشاهد مباراة في التنس بين بطلين: أسباني وألماني. هؤلاء الأبطاء يعشقون ما يفعلون، وهم لم يدخلوا الجامعات بل احترفوا رياضة تمنحهم البطولات.  ومن تقاليد البطولات الكبرى أن تجرى لقاءات إعلامية سريعة مع الفائز.  ودائما نجد الأبطال، الفائز ورديفه يتحدثون اللغة الإنجليزية أمام الجماهير بطلاقة ودون تحضير. لماذا؟  لأنه يتم تثقيف شخصياتهم ولأنهم يسافرون ويتنافسون ويختلطون ويستمدون ثقتهم بأنفسهم من داخلهم لا من تخصصاتهم.

أفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان بعد التخرج، إن لم عاشقا متيما لتخصصه، هو أن ينخرط في الحياة العميلة (يمارس).  ثم يقرأ في كل شيء ولو النزر اليسر، ليعيد اكتشاف ذاته وصفاته وتفضيلاته (يتثقف).  ثم يواصل دراساته العليا إن أراد، ويفضل في مجال جديد.

لقد درست الآداب وتخصصت في علوم المكتبات ودرست فلسفة العلوم وتصنيفها.  ثم تحولت إلى الإدارة وتعمقت في التنمية البشرية، ولم أنس قراءة الآداب وحفظ الشعر وكتابته.  ثم قرأت في العلوم السياسية، لكني أحببت علوم الإنسان والأنثروبولوجيا أكثر بسبب اهتمامي بعلم الاجتماع؛ الذي أوصلني إلى الاهتمام بالتشريح والبيولوجيا وحضور محاضرات في خلايا المخ والأعصاب وعلاقتها بالسلوك الإنساني.

الهدف من التمتين ليس التفوق والتميز لذاته.  بل السعادة والقناعة وخدمة الذات والآخر. ومن هذا المنظور تبقى غاية التمتين أن: "ندرس ما نريد، ونعمل ما نجيد، لكي نبدع ونفيد ثم نستفيد."  ومرة أخرى: (السعادة تصنع النجاح، والعكس ليس صحيحا).  الدليل: اقرأ كتاب The Happiness Advantage لأستاذ السعادة في هارفارد الدكتور شاون أكور!!

أتمنى لك السعادة .. 
للاطلاع على مزيد من الاجابات التفصيلية لسؤالك يمكنك الدخول على الاعداد التالية
مكمن القوة
مع تحيات
إدارة الاستشارات والتوجيه
Coaching
بقيادة : نسيم الصمادي
www.edara.com

 

نسيم الصمادي

بتاريخ 06/02/2019