الإجمالي $ 0
سلة المشتريات
كيف تمكَّنت “إليزابيث هولمز” من خلال شركتها الناشئة “ثيرانوس” من أن تخدع أشخاصاً مثل “لاري أليسون” و”تيم درابر” و”هنري كيسنجر” وملايين الناس؟ وعدت الشابة الأنيقة “هولمز” بإحداث ثورة طبية بعد الانتهاء من تطوير جهازها المبتكر الذي يجري مجموعة كبيرة من الاختبارات المعملية باستخدام نقطة دم واحدة من المريض.
منتج فاشل قيمته 9 مليارات دولار
لم يتمكَّن الجهاز الذي يُسمَّى “أديسون” من تنفيذ ما زُعِم أنه يستطيع فعله، ولم يكن ليحقِّقه حتى لو كان فريق “ثيرانوس” الهندسي عمل إلى الأبد لتحقيق هذا الطموح، إذ إن إمكاناته تقتصر على إجراء اختبارات لعددٍ قليل جداً من الأمراض الشائعة.
ومع ذلك لم تكن “إليزابيث هولمز” قلقة بشأن أيٍّ من هذه المشكلات، بل إن كلُّ ما كان يشغلها هو لعب دورها كعبقرية وادي السيليكون صاحبة الكاريزما. كانت تظنُّ نفسها النسخة القادمة من “ستيف جوبز”، حتى أنها كانت تستخدم صوتاً عميقاً عندما تلقي خطابات عامة، معتقدةً أنها بذلك ستُؤخذ على محمل الجد في ساحة الأعمال التي يهيمن عليها الذكور.
كان أداؤها كافياً للفت نظر المستثمرين الذين كانوا مقتنعين بأن “ثيرانوس” هي المؤسسة التي ستُحقِّق لهم النجاح الكبير في عالم التكنولوجيا. كانوا يرون “إليزابيث هولمز” رائدة أعمال لامعة ستجمع قريباً ثروة ضخمة وتنقذ الأرواح.
حقَّقت “ثيرانوس” شهرة واسعة، فسرعان ما اشترت شركات ضخمة، مثل “ولجرينز – Walgreens”، و”سيف وي – Safeway” هذا المنتج على أمل تحقيق الوعود.
استثمرت شركة “سيف وي” 350 مليون دولار في تجديد متاجرها لاستيعاب أجهزة “أديسون” في عياداتها، وسرعان ما فعل مستثمرون آخرون من القطاع الخاص نفس الشيء، وهكذا خلال فترة قصيرة، ارتفعت قيمة شركة “ثيرانوس” في السوق إلى 9 ملايين دولار.
المظاهر خادعة في عالم الأعمال
كان هناك الكثير من الضغط والطلب لطرح أجهزة “أديسون” في السوق، فلم تتكلَّف الشركة عناء إنفاق المزيد من المال والوقت في البحث والتطوير، ولكن استمرت “هولمز” بنشر ادِّعاءاتها الخيالية، قائلةً إن الجهاز يمكنه إجراء 800 اختبار باستخدام قطرة دم واحدة فقط، وأكدت أيضاً أنَّ النتائج يمكن أن تظهر في أقل من ساعة، وأنَّ إدارة الغذاء والدواء قد وافقت على الجهاز.
الاختبار الوحيد الذي أمكن تنفيذه باستخدام الجهاز هو الفحص المناعي، والذي يُعطي بيانات عن مستويات البروتين، أما معظم اختبارات أمراض الدم والكيمياء العامة فكانت أكبر من إمكانات الجهاز.
وفي مراكز الاختبار كان يقال لكل عميل إن طلبه تحديداً يتطلَّب اتِّباع الطريقة التقليدية لسحب الدم، باستخدام إبرة كبيرة وقنينة حَقن. وكانت شركة “ثيرانوس” تنقل العيِّنات بعد ذلك إلى مختبر في “بالو ألتو” وتختبرها على أجهزة جهة أخرى، وهكذا بدا الأمر كما لو أن “ثيرانوس” كانت تفي بادِّعاءاتها، على الرغم من أن العملية بأكملها كانت كذبة.
استراتيجية ثيرانوس الذكية لتجنُّب المساءلة
كيف نجحت “ثيرانوس” في خداع مثل هذا السوق الخاضع للرقابة والأنظمة الصارمة، ومع احتمال تعرُّض الأرواح للخطر؟ وكيف وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية؟
تظاهر المسؤولون في “ثيرانوس” بأن جهاز “أديسون” لم يكن “جهازاً طبياً”، ولأنهم أرسلوا النتائج إلى مختبر “سيمنز” في “بالو ألتو” لتحليلها، فقد تمكَّنوا من الادعاء بأن الجهاز كان مجرد أداة وسيطة لإرسال المعلومات، وهذا يعني أن “أديسون” لم يكن خاضعاً لرقابة إدارة الغذاء والدواء، وما زالت التحقيقات جارية في “ثيرانوس”، أما القيمة الصافية لـ“هولمز” الآن فتقدَّر بصفر.
تأليف:
جون كاريرو: مراسل استقصائي حائز على جائزة “بوليتزر”، عمل في صحيفة “وول ستريت جورنال” لمدة 20 عاماً.
للمزيد إليك الكتب التالية:
-
خلاصة كتاب "ما لا يشترى ولا يباع" https://bit.ly/43DVaMY
-
خلاصة كتاب "كان يا ما كان في عالم الأعمال" https://bit.ly/42vCMVz